تخوض المستشفيات المستقبلة لحالات الاصابة المؤكدة أو المشتبه بها بفيروس كورونا، في العديد من الولايات بالأخص سطيف والعاصمة التي تعتبر بؤرة للمتحور البريطاني، حربا جديدة بعد عودة ارتفاع الاصابات، في وقت دق الأطباء ناقوس الخطر وحذروا من خطورة الوضع الصحي ومن التهاون الكبير للمواطنين . ومع ارتفاع حصيلة الإصابات بالأخص في اليومين الأخيرين، عادت مظاهر التأهب والاستعداد إلى المؤسسات الاستشفائية بعد الهدوء الذي عرفته في الأسابيع الأخيرة، فمستشفى "نفيسة حمود" بحسين داي، بلغ مرحلة التشبع في عدد الأسرة على مستوى مصلحة كوفيد، وتتواجد حالتين في مصلحة الإنعاش، والوضع ذاته يشهده مستشفى "سليم زميرلي" بالحراش الذي سجل حالة تشبع في مصلحة كوفيد_ 19 من حيث عدد الأسرة، ويُفكر القائمون عليه في حصر استقبال الحالات المستعصية من المشتبه فيهم بفيروس كورونا، حتى أنهم وجهوا نداءات للمواطنين بضرورة تفادي الوضع والقدوم إلى المستشفى إلا في الحالات المستعصية. ولا يقتصر هذا الوضع على مستشفيات العاصمة فقط، بل المشاهد ذاتها تشهدها يوميا مستشفيات سطيف. ووفق البروفيسور نبيل مصباح، رئيس قسم الإنعاش والعناية المركزة بمستشفى سطيف فإن مصالح الإنعاش امتلأت مجددا بمرضى كورونا، وقال منذُ يومين في تصريح للإذاعة الوطنية، إنه لا يوجد سرير شاغر وعدد الحالات تزايدت خلال الأسبوع الأخير بحيث يتواجد 6 أشخاص في حالة خطرة بالتنفس الاصطناعي. وتزامنا مع الحرب التي يخوضها الجيش الأبيض في المستشفيات، طفت إلى السطح خلال الأيام الأخيرة، مُؤشرات تُؤكد الارتباك المُسجل في تسيير جائحة كورونا التي عادت لتضرب الجزائر من جديد بعد الاستقرار الذي عاشتها خلال الأشهر الأخيرة، وهذا بعد بُروز تضارب في التصريحات بين مسؤولين بارزين في القطاع الصحي في البلاد حول إمكانية العودة إلى الحجر الصحي من عدمه، فضلاً عن الإجراءات المقرر اتخاذها لتمر الأزمة بردًا وسلامًا وتفادي تكرار السيناريو المؤلم الذي تعيشه بعض الدول على غرار الهند. وقد برز التضارب في التصريحات بين أعضاء اللجنة العلمية ومدير معهد باستور فوزي درار، الذي كشف أمس، في تصريح للإذاعة الثالثة، أنه تم دراسة إمكانية تشديد الحجر الصحي قريبًا خلال الاجتماعي التقييمي الذي انعقد أمس الثُلاثاء مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وكشف عن أن الجزائر العاصمة هي بؤرة للفيروس المتحور البريطاني. وبنفس التوقيت، قال البروفيسور رياض مهياوي، عضو اللجنة العلمية لمتابعة فيروس كورونا، أمس، ان العودة إلى فرض الحجر الصحي في الجزائر حاليا بسبب الارتفاع المسجل في الإصابات وخطر السلالات الجديدة ، مستبعدة حاليا لأن الوضع ليس كارثيا. وقال ميهاوي، لدى نزوله "ضيف الصباح" بالإذاعة الأولى، إنه ورغم التزايد المضطرد للإصابات خلال الأيام الماضية فإن اللجوء إلى فرض الحجر الصحي حاليًا مستبعد كون الوضع ليس كارثيًا ومزال تحت السيطرة. وأوضح أن النظر في توزيع الإصابات عبر الولايات يظهر إنها بمعدل 3 أو 4 حالات في كل ولاية وهذا أمر تحت السيطرة ولا يستدعي تشديد الحجر، مشددًا على إن الحل في وفق ظاهرة التراخي والعودة إلى تدابير الوقاية والتباعد الجسدي. وأعلنت وزارة الصحة، امس، عن تسجيل 236 إصابة بفيروس كورونا المستجد في الجزائر خلال ال24 ساعة الماضية. ويواصل منحى عدد الإصابات ارتفاعه (232 إصابة يوم الثلاثاء) حيث سجلت الجزائر في الأيام الأخيرة عدد حالات هي الأعلى منذ منتصف شهر فيفري الماضي. كما كشفت حصيلة الوزارة عن تسجيل 147 حالة شفاء و9 وفيات جراء الإصابة ب"كوفيد-19″ خلال نفس الفترة، فيما يتواجد 23 مريضا في العناية المركزة. وقد بلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة 121.580 حالة، بينما بلغ العدد الإجمالي للمصابين الذين تماثلوا للشفاء 84.745 شخص والعدد الإجمالي للوفيات 3234 حالة.