طالب أولياء التلاميذ القاطنين بمختلف القرى التابعة لبلدية أزفون بولاية تيزي وزو من السلطات المحلية ضرورة توفير النقل المدرسي لأبناهم الذين أضحوا يتجشمون عناء التنقل إلى مدارسهم بوسائلهم الخاصة أو مشيا على الأقدام في وقت ينعدم فيه النقل المدرسي كليا، تلك القرى النائية التي لم يستفد تلاميذها من حافلات مخصصة للنقل المدرسي. حيث يشتكي الكثير من أولياء التلاميذ بقرية المهلال وقيسون وكذا آث بوسليمان من عدم توفير حافلات النقل المدرسي لنقل أبنائهم إلى المؤسسات التربوية، هذه الأخيرة التي تبعد عن مقر سكناهم بما لا يقل عن 10 كيلومتر، الأمر الذي يضطرهم إلى البحث عن سبل خاصة لتوفير النقل لأبنائهم من خلال الاعتماد على مركبات الخواص مما أثقل كاهلهم وزاد من حجم مصاريفهم، فضلا عن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس بهذه المناطق التي تشكوا أصلا من قلة النقل العمومي بها، نظرا لعزوف الكثير من الناقلين عن استغلال هذه الخطوط الريفية والنائية بحجة قلة المردودية واهتراء الطرق والمساك المؤدية إليها، لذا يطالب هؤلاء الأولياء بتوفير أربع حافلات على الأقل لتقل أبنائهم أو التعاقد مع حافلات النقل العمومي التابعة للخواص بمعدل مرتين في اليوم في الصباح والمساء، لتجنيب أبنائهم مشقة الوصول في وقت متأخر إلى المدرسة أو المنزل وخصوصا في أيام فصل الشتاء والذي بات على الأبواب، والمعروف ببرودة طقسه القاسية في هذه المناطق الجبلية الوعرة، أين يضطر المتمدرسون إلى الاستيقاظ مبكرا للظفر بمقعد في إحدى عربات الخواص غير المهيأة أصلا للنقل الآدمي، أو يجبر هؤلاء على التنقل إلى مدارسهم مشيا على الأقدام في وقت مبكر من أجل الوصول إلى أقسامهم في الوقت المحدد، إذ غالبا ما يجد هؤلاء أنفسهم عرضة للطرد من قبل مدراء هذه المؤسسات نظرا لحالات التأخر المتكررة، وهو الأمر الخارج عن إرادتهم، خصوصا إذا ما اعتبرنا أن تلك القرى لا تتوفر أصلا على أي وسيلة نقل عمومية أو خاصة باستثناء سيارات الخواص، مما جعل القاطنين بها يكابدون الأمرين. وحسب مصدر من مصالح أزفون، فإن الحل الوحيد لهذا الإشكال هو أن يتم إدراج البلدية ضمن البلديات المعنية بإعانة مديرية الإدارة المحلية بالولاية المتعلقة بتدعيم النقل المدرسي بالبلديات الفقيرة والنائية، حيث عمدت البعض من تلك البلديات إلى الاستعانة بالخواص عن طريق التعاقد أو بتخفيض سعر نقل التلاميذ إلى مدارسهم، بعد أن أعملت مديرية النشاط الاجتماعي للولاية مصالح هذه البلديات بعدم قدرتها على تغطية جميع بلديات الولاية بحافلات التضامن والتي كانت تمنح في السابق وفقا لحاجة كل بلدية، وفقا لدرجة بعدها عن المراكز الحضرية وعجز ميزانية البلدية في التكفل بالنقل المدرسي والذي كثيرا ما كان يثير احتياجات الأولياء والمعلمين على حد سواء.