يبدو أن الإعلام المغربي، لم يهضم سحب السلطات الجزائرية، أحد الأوراق التي يلعب عليها لمحاولة نشر الفوضى بالجزائر، بإيعاز من نظام المخزن، وذلك بعد إدراج حركة الماك الانفصالية وحركة رشاد القريبة من الفيس المحل في قائمة الإرهاب. وراحت جريدة "هسبريس" الإلكترونية المعروفة بقربها من المخزن وترويجها لأطروحة الإنفصال" في الجزائر، تبدي تعاطفها مع الماك الارهابية، حيث نقلت عن ما يسمى الكونغرس العالمي الأمازيغي تفنيده "للتهم التي يزج بها بقياديي حركة تقرير المصير بالقبايل في السجون" حسب الصحيفة. وزعمت الصحيفة أن "السلطات الجزائرية لجأت إلى متابعة قياديي الحركة من أجل تقرير المصير في القبائل بالتهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام، من أجل ثنيهم عن قيادة الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة منذ شهور والتي تواجه بالقمع والاعتقالات". ادعاءات يفندها الواقع وواصلت محاولة تبييض الحركة الارهابية بأن أن "الحركة تسعى بأشكال سلمية إلى تحقيق ما هو منصوص عليه المواثيق الدولية التي صادقت عليها الجزائر والدستور الجزائري الذي ينص في المادة 32 على الحق في الحراك السلمي". وطبعا اللعب على وتر الحريات في هذه القضية هو مغالطات من اعلام المخزن، تكذبها حقائق الواقع، فقد جاء تصنيف "الماك" و"رشاد" حركات ارهابية بعد اثباتات بتهديدهما أمن واستقرار البلاد. وقد كشفت وزارة الدفاع الوطني في اواخر أفريل الماضي عن تفكيك خلية إجرامية متكونة من منتسبين لحركة الماك. وأوضحت أن المتورطين خططوا لتنفيذ تفجيرات وأعمال إجرامية وسط المسيرات الاسبوعية. إضافة إلى "حجز أسلحة حربية ومتفجرات كانت موجهة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية". وذكرت الوزارة أن الحركة خططت لاستغلال "صور تلك العمليات في حملاتها المغرضة والهدامة كذريعة لاستجداء التدخل الخارجي في شؤون بلادنا الداخلية، حيث تورط في هذا المخطط عدة عناصر منتمية للحركة الانفصالية (MAK)، تلقت تدريبات قتالية في الخارج وبتمويل ودعم من دول أجنبية". وبعد يوم واحد بث التلفزيون الجزائري، جزءاً من شهادة عضو سابق في حركة "الماك الانفصالية"، كشف فيها عن طريقة توفير الأسلحة "للاستخدام في مخطط الفوضى" الذي كانت تحضر له، وفق ما كشفت عنه وزارة الدفاع. وأظهر التلفزيون الجزائري صوراً لنور الدين حدار الذي قدمته حركة "الماك" كعضو سابق فيها، وهو يجلس في قاعة تحتوي على سبعة أسلحة رشاشة من نوع كلاشينكوف، وذخيرة، إضافة لمسدسين وضعا فوق طاولة، قالت القناة إنها مُسترجعة من كاميرات المراقبة التابعة لقوى الأمن. وكشف نور الدين عن اتصالات جرت بينه وبين اثنين آخرين من مدن عدة في الجزائر كمشدالة، والبويرة، إضافة لعدد آخر من ولايات بجاية، وأقبو، ومن تيزي زوزو وهم يتبعون لجماعة "الماك" وذلك بغرض توفير الأسلحة لهم. وأكد أنه كان يقوم بجلب السلاح لهم لجني المال، وأنه وأصدقاءه كانوا يجنون أرباحاً تتراوح بين خمسة وعشرة ملايين سنتيم، أي ما يعادل (250-500 دولار أمريكي). دعم خارجي ولا يخفى على أحد تبقي "الماك" الإرهابية دعما من دول خارجية خاصة، من بينها المغرب، حيث سبق أن قامت قيادات الحركة بزيارات علنية الى الجارة الغربية. وصرح جمال بن عبد السلام رئيس حول الجزائر الجديدة في وقت سابق بأن هي قوى استعمارية حاقدة وفي مقدمتها نظام المخزن والعدو الصهيوني تقف وراء "الماك"، مشيرا على وجه التحديد إلى علاقة رأس هذه الحركة بالكيان الاسرائيلي. واكد بن عبد السلام أكد بأن حركة "الماك" غريبة عن منطقة القبائل وهي اليوم تتغذى من تراكم المشاكل لكنه حذر من مغبة الاستهانة بها أواستصغار نشاطها لأنها حركة غير ديمقراطية و تنادي بالعنف، وهذه الحركة ورغم رفضها من أغلبية المواطنين –يضيف بن عبد السلام – تعمل على التوسع. وليست المرة الأولى التي تتلقى فيها الحركة الارهابية دعما من اعلام بعض الدول التي لا تكن الخير للجزائر، فقد سبق أن فتحت وكالة الأنباء الفرنسية في أفريل الماضي، شريطها للماك، وهو ما احتجت عليه الجزائر رسميا. وجاء في نص توضيح وجهه السفير الجزائري في باريس، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن هذه الأخيرة باتت تتعاطف مع الحركة الانفصالية، التي كشفت وزارة الدفاع الوطني عن مخططاتها للقيام بأعمال إجرامية واعتداءات إرهابية ضدّ المسيرات الشعبية السلمية، وتحاول إضفاء الشرعية عليها. وأوضح السفير الجزائري في رده على برقية لوكالة الأنباء الفرنسية، نشرت يوم 26 أفريل الماضي، بأن "الوكالة عوّدت قارئيها ومستعمليها على مهنية أكبر والتزام بأخلاقيات المهنة في تغطياتها الإعلامية، رغم الموقف التحريري النقدي والسلبي تجاه بلادي، وعليه ينبغي الإقرار اليوم بأن فتح شريطها لمسؤولي هذه الحركة يكتسي شكلا من أشكال التعاطف وإضفاء الشرعية لفائدة مسؤولي هذه الحركة الانفصالية، التي تخطط، حسب معلومات موثوقة من وزارة الدفاع الوطني، للقيام بأعمال إجرامية واعتداءات إرهابية ضد المسيرات الشعبية السلمية". وأضاف السفير بأن 3الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها العضو السابق في حركة الماك التخريبية المدعو ح.نور الدين، لمصالح الأمن، كشفت وجود مخطط إجرامي خبيث، يهدف إلى القيام بتلك الأعمال، لتستغل بعد ذلك تلك الصور في حملاتها التخريبية والتماس التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد". وخلص عنتر داود في توضيحه إلى القول "ينبغي التذكير بناءً على ما سبق، بأن الجزائر القوية بمسارها وتجاربها، استطاعت على الدوام إظهار قدرتها على حماية وحدتها الوطنية عبر مؤسساتها المدعومة بشعبها، إذ شكّلا معا حصنا متينا أمام التهديدات المتكررة ومحاولات زعزعة الاستقرار. علاقة الماك مع المخزن في 2016 نشر الموقع الإلكتروني "ألجيري باتريوتيك" تسريبات لرسائل الكترونية خطيرة تثبت علاقة الماك مع مخابرات المخزن وصحافيين فرنسيين تلقوا أموال من أجل تنظيم حملات إعلامية لصالح حركة إنفصال منطقة القبائل التي يقودها المغني فرحات مهني. وتثبث الرسائل الإلكترونية بما لا يدع مجالا للشك علاقة صحافيين فرنسيين مع لوبيات تعمل لصالح المخزن المغربي كما تثبث الوثيقة تلقي صحافيين لمبالغ مالية معتبرة من أجل بث نشاطات و تحضير حوارات لفرحات مهني. من خلال تبادل الرسائل الإلكترونية الموجود في الوثيقة المرفقة يتضح أن الصحافي الفرنسي فانسون هيرفوي و هو صحافي رئيس مصلحة "الأجانب" في القناة البرلمانية التابعة لمجمع "تي أف 1" الفرنسية كان على علاقة مع أحمد شراي من أجل ترتيب حملة دعائية لصالح الماك و أتباعه لإظهار أنهم مضطهدون في الجزائر و ذلك مقابل مبلغ من المال. ففي رسالة إلكترونية تم تحويل نسخة منها إلى عنوان إلاكتروني تابع للماك يتضح جليا أن الصحافي الفرنسي يطلب أموالا قدرها 38 ألف أورو كتسبيق مقابل العمل الذي قام به لصالح زعيم الإنفصاليين، فرحات مهني، بوساطة من أحمد شراي وهو أحد رجالات الإستخبارات المغربية والمختصع في عمليات الوبيينغ من خلال الإعلام. وكتب الصحافي الفرنسي في الرسالة الإلكترونية لأحمد شراي أنه بحاجة لمبلغ من المال لأنه يريد الرحيل من الشقة التي يقطن فيها كما اقترح حلا آخر لكي يدفع المبلغ عن طريق صيغة بنكية، في نية واضحة منه أنه يريد مقابل ما قدمه من خدمات أولية للإنفصاليين حيث يعود تاريخ المراسلة إلى 22 أفريل 2010. ومما يعطي القورة و المصداقية لهذه الفرضية هو الرسالة الإلكترونية التي تبادلها نفس الشخصان 24 ساعة قبل ذلك يعني في 21 أفريل 2010 حيث يشير "فانسان" في المراسلة الإلكترونية أنه استطاع وبعد جهذ عظيم الحصول على بعض الصور ل"الاحتجاجات الصغيرة" في منطقة القبائل مضيفا أنه "بعث بفريق لتغطية الندوة الصحفية" المرجح أن تكون في باريس للتنديد "بالقمع ضد القبائل" قبل أن يبرز الدافع الحقيقي لهذا العمل معلنا صراحة بأن لديه من المادة ما يكفيه "لفبركة موضوعتلفزيوني" مع إمكانية تمريره في نشرة "تي أف1" الواسعة المشاهدة. فرحات مهني يطلب دعم المخابرات المغربية في تبادل للرسائل الإلكترونية كذلك رصدت الجهة المسربة للإيمايلات طلب من نفس العنوان الإلكتروني الذي من المرجح أن يكون لفرحات مهني وهو اسم مستعار أو لأحد أقرب معاونيه، لنفس الشخص، أحمد شراي، بالعمل على تغطية إعلامية واسعة للقاء الذي من خلاله تم الإعلان على الميلاد المزعوم للحكومة المؤقتة القبائلية في المهجر وبالضبط في فرنسا الدي صادف 1 جوان 2010 بقصر المؤتمرات بباريس. ولجأ فرحات مهني لخدمات العميل المغربي عدة مرات حيث تظهر نفس الوثائق توسط المدعو أحمد شراي لفرحات مهني من أجل حوار مع "فوكس نيوز"، حيث تواصل حول الموضوع مع الصحافي في قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، "إيفانسي بن". وسبق للارهابي، فرحات مهني، أن سافر إلى إسرائيل وطالب السلطات الصهيونية بمساعدته ماليا و في المجالس الدولية في حين طالب سابقا ممثل المملكة المغربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تعترف هذه الأخيرة بحق ما يسميه "الشعب القبائلي" في تقرير مصيره.