قال أستاذ العلاقات الدُولية والمهتم بالشؤون الإفريقية، مبروك كاهي، في تعليقه على الأنباء المُتداولة حول سيطرة قوات خليفة حفتر على معبر إيسين الحدودي بين ليبيا والجزائر، إن حفتر يسعى إلى التشويش على الدور الذي تلعبهُ الجزائر في مُرافقة ليبيا في استكمال المرحلة الانتقالية ومُساعدة الجهاز التنفيذي على إعادة إعمارها. وأوضح كاهي ل "الجزائر الجديدة" أن كل ما تداول من أخبار في الساعات الماضية لم يتم تأكيده إلى حد الآن من أي جانب سواء الجانب الجزائري أو حُكومة الدبيبة، مشيرا إلى أن منطقة إيسين تقعُ في أقصى غرب ليبيا وبالتحديد في مدينة غات الليبية القريبة من مدينة جانت الجزائرية ولذلك من الصعب جدًا على قوات حفتر المُتواجدة حاليًا في بن غازي الليبية أن تقطع كل هذه المسافة لتصل إلى منطقة إيسين الحُدودية لعدة أسباب أبرزها غياب الدعم اللوجستي وأيضا لتمركز قبائل "التبو" و"الطوارق" التي تتاصارح على هذه المنطقة المُتاخمة لجانت الجزائرية. وأوضح أستاذ العلاقات الدُولية والمهتم بالشؤون الإفريقية، أن معبر إيسين ليس معبرًا شبيهًا بالمعبر البري الدبداب – غدامس وهُو واحد من ثلاثة معابر حُدودية تم إغلاقها سنة 2011، وتم الإعلان مُؤخرًا عن وضع الترتيبات اللوجستية والتقنية الأخيرة من أجل إعادة فتحها بالتنسيق مع الجانب الليبي، قائلا إنه لم يُفتح أصلا حتى قبل اندلاع الثورة الليبية في فيفري 2011 بمدينة بنغازي. وأضاف كاهي قائلا إن المعبر لم يُفتح إطلاقًا من أجل الحركة التجارية والاقتصادية، وبقي مُخصصًا لتنقل الأشخاص والأفراد الذين تربطهم علاقات أسرية القاطنين على الجانب الجزائر والليبي، موضحًا أنه خلال الزيارة التي قام بها نائبي رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي وموسى الكوني إلى الجزائر منذ أيام تم الاتفاق على إعادة تفعيل هذا المعبر وتأمينه من أجل تمويل منطقة "غات" الليبية بالمواد الغذائية والطبية مُقابل حُصول الجزائر على امتيازات استثمارية في مدينة غدامس الليبية ومدينة سبها وهي إحدى مُدن ليبيا تقع في وسط البلاد. وتابع أستاذ العلاقات الدُولية والمهتم بالشؤون الإفريقية قائلا إنه "في حالة ثبوت تحرك قوات حفتر أو القوات الموالية له نحو الجنوب الليبي فإن هذا يدلُ على رغبته في التشويش على الدور الذي تلعبه الجزائر في مرافقة ليبيا في استكمال المرحلة انتقالية ومساعدة الجهاز التنفيذي على إعادة إعمارها" مشيرا إلى أنه يُمكن أيضا إدراج هذه الخطوة في سياق الاستعدادات القائمة لعقد مُؤتمر برلين في نسخته الثانية بدعم من أطراف خارجية متورطة في ليبيا مثل الإمارات ومصر. واستدل مبروك كاهي بتصاعد وتيرة تحركات عدة أطراف أهمها اجتماع وزراء دفاع تُركيا وإيطاليا ومُباشرة بعدها الزيارة المفاجئة التي قام بها وفد تركي رفيع المستوى إلى طرابلس دون أن ننسى زيارة وزيرين بريطانيين ووكيلي الخارجية والخزانة الأمريكيين، بينما تُحاول حُكومة الدبيبة تخفيف الحصار المفروض على ليبيا من خلال مُعالجة أزمة الكهرباء واستئناف الطيران الداخلي. وجاءت أنباء سيطرة قوات خليفة حفتر على معبر إيسين الحدودي بين ليبيا والجزائر، بعد حوالي أسبوعين فقط من التصريحات التي أدلى بها رئيس الجمهورية خلال حوار مع قناة "الجزيرة" شرح مقصوده من أن "طرابلس خط أحمر" قائلا "لن نقبل أن تكون طرابلس أول عاصمة مغاربية وإفريقية يحتلها المرتزقةّ، كنا سنتدخل". وأوضح بأن الجزائر كانت ستتدخل "بصفة أو بأخرى ولا نبقى مكتوفي الأيدي"، وأضاف: "لما قلنا خط أحمر، حقيقة كان خطا أحمر، فوصلت الرسالة ولم يتم احتلال طرابلس".