تعرف الحدود الجزائرية الليبية المغلقة، منذ أول أمس، خاصة للعابرين نحو ليبيا من الجزائريين أو الليبيين القادمين إلى الجزائر- ويسمح فقط للجزائريين بالعودة والليبيين بالمغادرة- نزوح عشرات الأسر الليبية من مدن درج، غدامس، غات، نحو الحدود الجزائرية في معابر الدبداب وتين الكوم بجانت. وحسب شهود عيان من مناطق الدبداب وجانت، بولاية إليزي، فإن عشرات المركبات الليبية، التي تحمل عائلات منهم نساء وأطفال، تم منعها من الدخول إلى الأرضي الجزائرية، ليلة أمس الأول وأمس، وبقي الكثير منها ماكثا قرب المعبر الحدودي. وتحدث شهود عيان ل "الشروق"، أن أسرا تمكنت من التسلل عبر قرى جانت غير المراقبة بشكل دقيق، وصولا إلى أقاربهم بالمناطق الحدودية، خاصة الفارين من غات الليبية. ويترابط سكان المناطق الحدودية بالبلدين، بعلاقات قرابة ومصاهرة، وتتداخل الأسر فيما بينها بفعل يسر الإجراءات في عهد نظام القذافي بين الشعبين، إذ المئات من الأسر الليبية لها صلة قرابة بعائلات جزائرية، خاصة في الدبداب وجانت وعين أمناس. وقال مسؤول بالهلال الأحمر بالمنطقة، إنه لم يتلق أي تعليمات بعد بخصوص ما قد يترتب على تدهور الأوضاع الإنسانية في ليبيا والنزوح الكبير للأسر. وفضلت أجهزة الأمن المراقبة للمعابر الحدودية، التعامل بحكمة مع الوافدين، وإقناعهم بالعودة من حيث أتوا، كون الحدود مغلقة لأسباب أمنية تخص الشأن الجزائري. كما أن المدن الجزائرية المتاخمة للحدود الليبية، كانت مصدرا أساسيا لتموين الأسواق بالمدن الحدودية الليبية كغدامس ودرج وغات، حيث يتسوق أرباب الأسر، لاقتناء مستلزمات عائلاتهم، بشكل أسبوعي خاصة من الدبداب، التي لا تبعد إلا ب18 كم عن مدينة غدامس، في ظل شح الأسواق الليبية، خاصة من المواد ذات الاستهلاك الواسع، وتغذية الأطفال.