تشهد مختلف مستشفيات الوطن، طلبا متزايدا على الأوكسيجين، موازاة مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا بشكل مرعب، وسط استغلال بعض السماسرة والانتهازيين لرفع سعرها لمستويات قياسية. ووجد عشرات الجزائريين صعوبات في تامين قارورة أوكسيجين نفي ظل انتهاز" من يوصفون" بعصابة" الاحتكار للوضع من أجل اقتناء كميات كبيرة من الأوكسيجين وبيعيها بأضعاف سعرها الطبيعي في السوق، في تصرف يندى له الجبين، خاصة وأن أرواح عشرات المواطنين تعاني بسبب ضيق التنفس. واستنكر مواطنون في حديثهم ل "الجزائر الجديدة" انتهاز أفراد "دون رحمة" للوضع من اجل افتعال الأزمة لكسب المال، داعين الى محاسبة المتسببين في الوضع، مشيرين إلى أن الكثير منهم باعوا أغراضهم لتوفيرها بعدما قفز سعر القارورة ما بين 10 الى 20 مليون سنتيم، والحاجة الماسة للمرضى له . وحسب الطبيب المختص في الصحة العمومية فتحي بن اشنهو، فإن نسبة إنتاج الأكسجين في الجزائر لا تدعو للقلق، غير أن الإشكال الذي بات يفرض نفسه مؤخرا هو في احتكاره من بعض الانتهازيين والسماسرة أين أضحى يباع في الأسواق الموازية بأسعار مرتفعة ضمن صورة مأساوية لا تشرف صورة الجزائر بتاتا حذار..استهلاك الأكسيجين في الجزائر غير عقلاني وأشار بن اشنهو، الى أن الأكسجين مصنف علميا وطبيا بمثابة دواء يخضع لمقاييس ومعايير ، خاصة أثناء استعماله، اذ يحتاج ذلك إلى كفاءات وليس أمرا اعتباطيا، ويمكن أن يخلق مضاعفات صحية خطيرة إذا ما تم استعماله بطريقة غير صحيحة. وأضاف بن اشنهو، أن استهلاك الأكسجين في المستشفيات الجزائرية أضحى غير عقلاني وفوضوي نظير غياب إستراتجية واضحة تستند على كفاءات طبية وعلمية في استعمال هذا الدواء . وأشار إلى أن هذا الإشكال كان له نتائج جد وخيمة على صحة المرضى حيث بلغ الحال إلى حد الموت، كون الاستعمال المفرط لهذا الدواء يؤدي إلى ارتفاع نسبة الحموضة القاتلة في جسم الإنسان وهذا الذي ينبغي تجنبه وتفاديه خصوصا في الوضع الصحي الاستثنائي الحالي، أين يجب أن يمنح الأكسجين للحالات المستعجلة والخطيرة والتي تعاني من مشكل في التنفس بصفة مدروسة ودقيقة حسب مدة زمنية محددة ووفق برنامج واضح وليس في كل الحالات الطبية، أين يتم استعمال هذا الدواء من طرف كل من هب ودب في صورة غير عقلانية وفوضوية تؤدي إلى استنزاف مخزون المستشفيات منه دون استعماله في الحالات التي تحتاج إلى هذا النوع من العلاج. المشكل في تذبب التموين من جهته، أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة مصطفى خياطي، أن مادة الأكسجين غالبا ما تستعمل في حالات الإنعاش والحالات المرضية المستعصية التي تعاني من صعوبات في التنفس، أين كان يتم استخلاص نسبة 3 لتر في الدقيقة ، غير أنه، حسب خياطي، فإن تداعيات فيروس كورونا والتي أفرزت حالات كبيرة تعاني من ضيق التنفس، رفع من نسبة استعمال هذا المادة إلى حوالي 50 لتر في الدقيقة ومنه فان هذا الاستعمال المكثف لهذه المادة الحيوية خلق مشكل نوعا لدى المستشفيات غير المعهودة على هذا النمط العلاجي، المتضمن استعمال كميات كبيرة من مادة الأكسجين ويتابع محدثنا "غير أن العكس حدث بحيث أن المستشفيات لم ترفع مخزونها من مادة الأكسجين بالتزامن مع قرار اللجنة المتعددة الوزارات التي أعطت تعليمات مباشرة بضرورة رفع الإنتاج الوطني من هذه المادة، وهو ما حدث بالفعل أين تضاعف الإنتاج بحوالي 3 مرات، وهذا يعني عدم وجود مشكل في وفرة الأكسجين بل الإشكال اليوم هو في وصول مادة الأكسجين وتخزينها في المستشفيات التي أبدت تقصيرا وتهاونا واضحا في التعامل مع هذه العملية".