* توصيل الجسم بالأجهزة دون استشارة طبية لا يعالج مشكل التنفس حذر البروفيسور عمر بودهان، رئيس مصلحة الإنعاش الطبي بالمستشفى الجامعي بن باديس في قسنطينة، من الاستعمال المنزلي لأجهزة التنفس الاصطناعي، دون استشارة طبية، مؤكدا بأنه ليس كل من يعاني من مشكل في التنفس بسبب كورونا، يسمح له باستعمالها، فالطبيب هو الوحيد المخول له اتخاذ القرار بهذا الشأن، و ذلك بعد إخضاع المريض لفحوصات و التأكد بأن استعمالها لا يتسبب له في مضاعفات صحية. حاورته / أسماء بوقرن و أضاف البروفيسور بودهان أن علاج مشكل التنفس لا يتوقف على توصيل الجسم بأجهزة التنفس، و إنما يشمل علاج مشاكل أخرى يسببها الفيروس مثل تخثر الدم، و الذي يؤدي إلى نقص الأوكسجين في الدم. و أشار من جهة أخرى إلى أن مصلحة الإنعاش الطبي التي يترأسها لا تزال مكتظة بمرضى كورونا. فتح مصلحة كوفيد 19 قضى على على الفوضى النصر: بداية، هل يمكنك أن تطلعنا على وضعية مصلحة الإنعاش بمستشفى قسنطينة الجامعي ؟ البروفيسور عمر بودهان: لا تزال مصلحة الإنعاش مكتظة بالمرضى، و كل الأسرة و عددها 19 سريرا مشغولة، و منذ 15 يوما لم يتم تسجيل شغور أي سرير، فبمجرد مغادرة مريض المصلحة يعوضه آخر. كما نعتمد على إستراتيجية تبادل المرضى بين المصالح، فعند تسجيل تحسن حالة مريض و نرى بأنه بحاجة إلى متابعة طبية فقط، نقوم بنقله إلى مصلحة أخرى، و تعويضه بمريض بحاجة إلى الإنعاش و هكذا.. و أشير هنا إلى أن المصالح الأخرى أيضا مشبعة بالمرضى، فيما سجلنا استقرارا على مستوى مصلحة الفحوصات و المعاينات الطبية، و لم نعد نسجل طوابير الانتظار و الاكتظاظ خارجها، حيث يتم بعد المعاينة توجيه المريض الذي تستدعي حالته المتابعة الطبية، للمكوث في مصالح أخرى، كالطب الداخلي و الأمراض المعدية و الأمراض الصدرية، فيبقى لمدة 24 ساعة في مصلحة الفحوصات المخصصة لكوفيد 19، في انتظار القيام بإجراءات نقله إلى مصلحة أخرى. هل ساهمت مصلحة كوفيد 19 التي تم استحداثها مؤخرا بمستشفى بن باديس الجامعي في تخفيف الضغط؟ فعلا، المصلحة ساهمت بشكل كبير جدا في تخفيف الضغط، و كذا في القضاء على مظاهر الفوضى الناجمة عن التوافد الكبير للمرضى و مرافقيهم، فمنذ فتحها و توفير أسرة بها، تقلص الضغط، حيث يتم على مستواها التكفل الأمثل بالمريض، و تخصيص سرير له، إلى غاية نقله إلى مصلحة أخرى. و في حال استدعت حالته الخضوع للإنعاش، سيتم توجيهه مباشرة إلى المصلحة المتخصصة. انخفاض تركيز الأوكسجين في الدم يتطلب الإنعاش الكثيرون يعتقدون بأن الإنعاش هو وصل جسم المريض بجهاز التنفس الاصطناعي، ما يدفعهم إلى اقتناء الجهاز و استعماله في المنزل، فما هو الإنعاش و ما هي مراحله ؟ بداية يتم تزويد الجسم بالأوكسجين و ذلك عن طريق إدخال أنبوبين في الأنف، إذا لم نسجل تحسنا، نلجأ إلى استعمال قناع الأوكسجين الحائطي، و بواسطته نزود المريض بالأوكسجين عن طريق عملية التنفس الاصطناعي بضغط ايجابي مستمر عن طريق «spap» و يكون المريض في حالة وعي. هذه العملية تساعد في توسيع الخلايا التنفسية، حيث يصبح الأوكسجين يتدفق بكمية أكبر، لكن إذا لم نلمس تحسنا في الحالة، ننتقل إلى مرحلة التنفس الاصطناعي غير العنيف « v n i» ، و يكون عن طريق قناع فقط. و لا نكتفي بعلاج مشكل الأوكسجين، بل نقدم للمريض أدوية لمنع تخثر الدم، مع إجراء تحاليل دورية، و مراقبة المريض بشكل مستمر. و تختلف مدة المكوث بمصلحة الإنعاش، حسب درجة الخطورة، فإذا تأكدنا بأن المريض ليس بحاجة إلى جهاز التنفس الاصطناعي، نقوم بتحويله إلى مصلحة أخرى و نزوده بالقناع فقط. أؤكد هنا أن طاقم مصلحة الإنعاش يعمل كيد واحدة، كل واحد يقوم بدوره على أكمل وجه، بدءا بعاملة النظافة، إلى الفرق التي تضمن المراقبة المستمرة لوضعية المرضى و تلك التي تشرف على تقديم العلاج و إجراء التحاليل، وصولا إلى رئيس المصلحة. ماهو المؤشر الصحي الذي يستدعي دخول المريض إلى الإنعاش؟ دخول المريض إلى مصلحة الإنعاش، يخضع إلى مؤشر قياس تركيز الأوكسجين في الدم، فهو يحدد الوضع الصحي للمريض، فإذا كان المؤشر منخفضا أي أقل من 90 بالمئة، أو أقل من 80 إلى 85 بالمئة، يتم إدخال المريض إلى الإنعاش. في المقابل يمكن معالجته في مصالح أخرى، إذا كان المؤشر 90 بالمئة، كما تتم معالجة مشاكل صحية أخرى يتسبب فيها الفيروس، خاصة بالنسبة للذين يعانون من أمراض مزمنة. هل الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة يصلون أكثر من غيرهم إلى مرحلة الإنعاش؟ نعم، إن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، كالسكري و ضغط الدم، بالإضافة إلى السرطان، و كذا فئة المسنين الذين تتجاوز سنهم 65 سنة، يتعقد وضعهم الصحي بسرعة، و هو ما نقف عليه بمصلحة الإنعاش. نلاحظ في الغالب أن وضع هذه الفئة من المرضى مستقر، و لا يستدعي القلق، لكن في ظرف 24 أو 48 ساعة يتعقد بشكل ملفت و سريع، لأن فيروس كورونا بالنسبة لهذه الحالات، لا يتسبب في مشكل رئوي فقط، و إنما يمس أيضا الأوعية الدموية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انسداد الأوعية، عكس الشباب . .هل تم تسجيل حالات لشباب دخلوا الإنعاش و لا يعانون من أمراض مزمنة؟ لا لم يتم تسجيل حالات لشباب دخلوا الإنعاش بسبب كورونا، و هم لا يعانون من أمراض مزمنة، لكن الشباب الذين يعانون من الربو و أمراض مزمنة، أبرزها مرض الفشل العضلي المزمن، و هو مرض عصبي يتسبب في عدم القدرة على التنفس، يمس فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 سنة، يجعل الإصابة بالوباء يشكل خطرا على صحتهم. هذه الحالات يتعقد وضعها بسرعة.. يكتفي أشخاص يشتبه في إصابتهم بالوباء، بشراء أجهزة لقياس نسبة الأوكسجين في الدم، و يقومون بذلك بأنفسهم.. ما رأيك؟ المراقبة الذاتية أمر جيد نستحسنه، إذ تمكن المصاب من متابعة وضعه، و تحديد إذا كان بحاجة إلى فحص طبي، فإذا وجد نسبة الأوكسجين أقل من 90 بالمئة، عليه التوجه مباشرة إلى المستشفى. هذه الطريقة تساهم في تقليص الضغط عن مصالحنا في هذا الظرف الاستثنائي، و تمكن من التكفل الأمثل بالحالات الاستعجالية و المعقدة. هناك مرضى يرفضون التوجه إلى المستشفى و يفضلون العلاج الذاتي، و الاستعانة بأجهزة التنفس الاصطناعي التي يعتبرها الكثيرون علاجا لمشكل التنفس تغنيهم عن التنقل إلى المستشفى، ماذا تقول لهم؟ نسجل نسبة كبيرة من المرضى الذين يلتحقون بالمستشفى ، بعد مرور مدة طويلة عن اكتشاف إصابتهم بالفيروس، و تعقد وضعهم الصحي، ما يحتم في كثير من الأحيان دخولهم إلى مصلحة الإنعاش، و هذه الحالات يتم تسجيلها في الغالب عند فئة كبار السن، الذين يفضلون العلاج المنزلي و اللجوء إلى أجهزة تزويد الدم بالأوكسجين، و أغلبهم لا يعلمون بأن المشكل لا يكمن في نقص الأوكسجين فقط، و إنما يتعلق أيضا بمعالجة المشاكل الناجمة عن مضاعفات الوباء، كتخثر الدم الذي يتسبب في نقص الأوكسجين في الدم، حيث يتخثر الدم في أوعية الرئتين، ما يؤثر على وظيفتهما. هل يستدعي الاستعمال المنزلي لأجهزة التنفس الاصطناعي استشارة المختصين؟ هذه الأجهزة الرائجة تعد من بين الوسائل التي نستعملها لمساعدة المريض على التنفس في مصلحة الإنعاش، و ننصح في الحالات العادية بعض المرضى لاستعمالها في البيت، مثل المرضى الذين يعانون من مشكل الفشل العضلي المزمن، و ذلك بعد تقديم شروحات عن كيفية استعمالها، بما يناسب وضعهم الصحي، لكن أصبح الكثيرون يعتقدون بأن جهاز التنفس الذي يزود الجسم ب10 لترات من الأوكسجين في الدقيقة، فعال في علاج كورونا، فالمرض يتسبب في مشكل التنفس فقط في نظرهم، و يجهلون أن العلاج في المستشفى لا يتوقف على تزويد المريض بالأوكسجين، بل يعتمد على إتباع سلسلة علاجات مدروسة، تبدأ بعلاج المشكل الذي يتسبب في نقص الأوكسجين، و هو تخثر الدم الذي يسببه الفيروس. أجهزة التنفس الاصطناعي لا تشفي من كورونا إن الطبيب هو الوحيد المخول له الترخيص باستعمال الجهاز، و ذلك بعد تحديد إذا كان المريض فعلا بحاجة للأوكسجين، فليس كل الحالات التي تعاني من مشكل التنفس مسموح لها باستعماله، ففي حال كان المريض بحاجة إلى أوكسجين، يقوم الطبيب بتقييم أو تحديد الكمية التي يحتاجها، و تختلف من مريض لآخر ، و يشرف على إيصاله بالجهاز في المستشفى، بعد التأكد بأنه لا يتسبب في مضاعفات أخرى، ثم يقدم شروحات لأحد أفراد عائلته عن كيفية استعماله و ضبطه الكمية التي يحتاجها، فلا يجوز استعمال الجهاز بشكل عشوائي، قد يتسبب في تعقيدات صحية. هل يخضع من يعانون من أمراض مزمنة لعملية إنعاش تختلف عن الحالات الأخرى؟ نعم هم يخضعون لطريقة خاصة في الإنعاش، لأننا نتعامل مع الفيروس، و كذا المضاعفات الصحية الناجمة عنه التي يجب علاجها. يتم في الغالب حصر تأثيرات الإصابة بكورونا على الجهاز التنفسي، هل تؤثر على عضلات معينة في الجسم؟ نعم ..إن فيروس كورونا يمس أوعية القلب، و أوعية الكلى و الرجلين، و يؤثر على المخ و يتسبب في هلاك الأوعية الدموية. هل ارتفاع نسبة الإصابة بالفيروس مؤشر يدل على احتمال تأثيره على باقي العضلات ؟ ارتفاع نسبة الفيروس في الجسم، يؤثر على الرئتين أكثر من غيرهما و النسبة لا تعد مؤشرا. كوفيذ قد يسبب تخثر الدم و نقص الأوكسجين في الختام ما هي النصيحة التي تود توجيهها للمواطنين.. أدعو الجميع للالتزام بارتداء الكمامة، و أقول لهم اختاروا بين ارتداء القناع الواقي حاليا، و إجبارية وضع قناع الأوكسجين لاحقا .