شن المقاتلون المناهضون للقذافي هجوما جديدا امس الاربعاء ضد اخر ما تبقى من مواقع الزعيم الهارب حيث يتحصن مقاتلوه في جزء صغير من مسقط رأسه في سرت.ويتركز القتال في الشوارع الخارجية من الحي رقم 2 في سرت، حيث يتبادل الجانبان النيران الكثيفة والقصف بمدافع الهاون.وقال علي الركابي احد القادة الميدانيين للمجلس الوطني الانتقالي ان المعارك متواصلة في "اربعة او خمسة شوارع بالحي".ووصف المعارك ب"العنيفة"، وشوهد جرحى من المقاتلين التابعين للمجلس ينقلون على عجل الى مستشفى ميداني.وولم تتوافر بعد حصيلة عن ضحايا الاربعاء، في حين اعلنت مصادر طبية ان 11 من مقاتلي المجلس قتلوا واصيب 95 الثلاثاء وحده في المعركة الدائرة لاخضاع اخر ما تبقى من جيوب الموالين للقذافي في سرت. وقال عصام بغار القائد الميداني لكتيبة الزنتان ان قوات القذافي لم تعد تسيطر سوى على الحي رقم 2 بعد سيطرة قوات المجلس على حي الدولار المجاور في وقت متأخر الثلاثاء.وقال القائد الميداني لكتيبة الزنتان "تم تحرير حي الدولار الليلة الماضية والقتال الان يدور في الحي رقم 2".واضاف ان القوات الموالية للقذافي محصورة الان في منطقة من الحي رقم 2 مساحتها اقل من كيلومتر مربع. وتابع "قبضنا على العديد من القناصة خلال اليومين الماضيين كان بينهم اثنتان من النساء".وقال احد المقاتلين عرف عن نفسه باسم "وليد" ان قوات المجلس سيطرت على مخزن سلاح تابع لمقاتلي القذافي، مضيفا ان ذلك "سيقطع امداداتهم من السلاح والذخيرة"، مضيفا ان القتال لا يزال كثيفا، حيث قال "انها منطقة صغيرة ولكن القتال شديد".وكان بين قتلى الثلاثاء مصطفى بن دردف وهو قائد ميداني معروف في كتيبة الزنتان اصابته قذيفة هاون. وكان بن دردف تاجرا في بنغازي قبل ان ينضم للانتفاضة، ولديه ابن واربع بنات. يذكر ان قوات المجلس الانتقالي اجتاحت مقر القذافي في طرابلس في اوت، ولا يزال الزعيم السابق متواريا عن الانظار فيما يعتقد بعض مسؤولي المجلس انه يختبئ في سرت، بينما تعتقد الغالبية انه يختبئ في صحراء ليبيا الواسعة جنوبا. وقال المجلس الانتقالي انه سيعلن انتهاء الحكم الاستبدادي للقذافي، الذي امسك بالسلطة قبل 42 عاما، ما ان تسيطر قواته على مسقط رأس الزعيم السابق، ومن ثم تعلن حكومة انتقالية استعدادا لاجراء انتخابات.وفي بلدة بني وليد الصحراوية التي تقع على مسافة 170 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس رفعت اعلام الثورة بعد تحرير تلك البلدة والتي كانت البلدة الاخرى المتبقية لقوات القذافي الاثنين. وسارت قوات المجلس الانتقالي الثلاثاء عبر شوارع البلدة في عربات لنقل الجنود وتجمعت في ساحتها الرئيسية حيث هتف المقاتلون "الله اكبر" واطلقوا الرصاص في الهواء احتفالا بالسيطرة عليها.وقال علي اصغر، 30 عاما، وهو يطلق رصاص رشاشه في الهواء "لم اشعر انني حر كما اشعر الان. كأن كل ليبيا حرة وكل الليبيين اخوة لي".وهتفت مجموعة من المقاتلين "دم الشهداء لن يضيع هدرا". ومن جانبه اعلن حلف شمال الاطلسي ان مهمته في ليبيا لم تنته بعد رغم التقدم الذي احرزته قوات المجلس.وقالت كارمن روميرو متحدثة بلسان الحلف في بروكسل "ما زال من السابق لاوانه تحديد جدول زمني".وتابعت "اقتربنا جدا من النهاية، ولكن ما زالت هناك تهديدات تمس المدنيين".ولم يعلن الحلف الاطلسي عن قيام قواته باي طلعات جوية الثلاثاء فوق ليبيا.وكررت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال زيارة مفاجئة الى طرابلس الثلاثاء كلام المتحدثة بلسان الحلف الاطلسي.وقالت كلينتون خلال حديثها لرئيس المجلس مصطفى عبد الجليل ورئيس المكتب التنفيذي (بمثابة رئيس وزراء) محمود جبريل "نعرف ان القتال الدامي لا يزال متواصلا". وتابعت "سيواصل حلف الاطلسي والتحالف الدولي .. حماية المدنيين الليبيين حتى ينتهي التهديد الذي يشكله القذافي واولئك الذين لا يزالون يتشبثون بالماضي". وقالت كلينتون خلال حديث امام طلبة جامعة طرابلس انها تأمل ان يعتقل الزعيم الهارب او ان يقتل قريبا.وقالت "الامر الاهم الان هو ضمان الا يتمكن القذافي او نظامه من عرقلة ليبيا الجديدة".وتابعت "نأمل ان يعتقل او يقتل قريبا حتى لا تعودوا تخشونه فيما بعد".وفي تلك الاثناء تظاهر العاملون في شركة الواحة للنفط الليبية في العاصمة طرابلس مطالبين باقالة رئيس مجلس الادارة بشير الاشهب لما يزعم عن فساده وصلاته بالنظام القديم، حيث قالوا ان رفضه الاستقالة يكلف الشركة 36 مليون دولار يوميا.وتظاهر نحو 100 شخص خارج مكتب رئيس الوزراء في طرابلس رافعين لافتات وهاتفين "الواحة تريد التغيير!"، و"يا اشهب، خد كرسيك وارحل!". يذكر ان الواحة تمثل اكبر هيئة نفطية مشتركة في البلاد وهي عبارة عن شراكة بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركات كونوكو فيليبس وهيس وماراثون الاميركية، وسعتها الانتاجية تربو على 350 الف برميل يوميا غير ان انتاجها متوقف منذ اواخر فيفري.