ذكرت وكالة "فرانس برس" ان القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي الليبي تمكنت امس من السيطرة على المباني الرئيسية في مجمع مركز "واغادوغو" للمؤتمرات في مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي. وقال مسؤولون في المجلس الانتقالي في وقت سابق ان القوات الموالية للقذافي تتخذ من مركز المؤتمرات معقلا رئيسيا لها في مدينة سرت. ونقلت "فرانس برس" عن محمد الفياض القيادي في قوات المجلس الانتقالي، قوله: "نسيطر على 100 % من مركز "واغادوغو" وأضاف ان ذلك "سيفسح المجال لقواتنا" للسيطرة على وسط المدينة. وقال الفياض إن قواته تستعد للدخول الى وسط سرت خلال ساعات، فالمسألة تتعلق بالتنسيق بين قوات مصراته في الغرب وقوات بنغازي في الشرق. انها مسألة وقت ليس الا." وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل قد وصف القتال الدائر في سرت "بالضاري والشرس وغالبا ما تكون المعارك الاخيرة الاكثر قساوة". وفي بلدة بني وليد أعلنت قوات المجلس الوطني الانتقالي انها دخلت مطار البلدة من الجهة الجنوبية. وفي وقت سابق أرسلت قوات المجلس وفد وساطة للتفاوض مع قبائل بني وليد لاقناع القوات الموالية للقذافي الموجودة في البلدة بتسليمها في غضون يومين تحت طائلة هجوم عسكري "قريب جدا"، كما افاد قادة ميدانيون. أعاقت النيران الكثيفة التي تطلقها القوات الموالية لمعمر القذافي أمس السبت ، تقدم قوات المجلس الإنتقالي الليبي التي تحاول السيطرة على سرت،. ورغم شنها ما أطلق عليه «الهجوم النهائي» على سرت تحت غطاء مدفعي وصاروخي كثيف، فإن مقاتلي المجلس الانتقالي لم يتمكنوا سوى من إحراز تقدم بطيء بسبب المقاومة الشرسة من كتائب القذافي، لا سيما حول مركز واغادوغو للمؤتمرات. ودارت أيضاً معارك شرسة حول وداخل جامعة سرت الواقعة وسط المدينة وفي الحي الموريتاني، وتحت غطاء مدفعي وصاروخي كثيف حاول المئات من مقاتلي المجلس الانتقالي دخول سرت بشاحناتهم الصغيرة المحملة بمضادات أرض-جو ومدافع رشاشة. ولكن مع تقدم مقاتلي المجلس الانتقالي في أحياء المدينة أمطرتهم كتائب القذافي بوابل من قذائف الهاون ونيران المدافع الرشاشة ورصاص القناصة . وأقر القيادي في قوات المجلس الانتقالي ناصر أبو زيان بفشل الهجوم على مركز المؤتمرات، مشيراً إلى أن غالبية المهاجمين اضطروا الى الانسحاب بسبب قوة النيران الصاروخية التي تعرضوا لها ورصاص القناصة، وقال عنصر من قوات المجلس الانتقالي وهو يجلس أمام مدفعه الرشاش: «نحن نطلق النار عليهم منذ أيام بالصواريخ وقذائف الدبابات والمدافع ولكن لا شيء يحدث. بالكاد نلحق ضرراً بالدهان".». ولم تصدر حتى الآن أي حصيلة للمعارك لكن المجلس العسكري لمدينة مصراتة التابع للمجلس الانتقالي أعلن الجمعة أن ما لا يقل عن 11 من مقاتليه قتلوا في المعركة إضافة إلى 193 آخرين أصيبوا بجروح، في حين أفاد مراسل فرانس برس أن سيارات الإسعاف كانت الجمعة تنقل جرحى المعركة الى مستشفى ميداني أقيم قرب سرت بمعدل سيارة كل دقيقتين. كذلك لم ترد أي أنباء عن حصيلة القتلى والجرحى في الجبهة الشرقية لهذه المدينة المتوسطية الواقعة على بعد 360 كلم شرق طرابلس..