مع ارتفاع حالات الإصابة الحرجة والمعقدة بفيروس كورونا، تفاقمت مُعاناة الأطباء وأهل المرضى أيضًا بسبب الندرة الحادة التي تشهدُها حقن "لوفينوكس" التي تندرج في إطار البرتوكول العلاجي المعتمد لمواجهة هذا الوباء القاتل، اذ تُستعملُ لمنع تجلط الدم ويتم حقنها تحت الجلد واستعمالها بشكل فردي، وقد يحتاجها بعض المضى بشكل مُكثف. وبحسب مُعطيات ميدانية وقفت عليها "الجزائر الجديدة" فإن قطاع عريض من الصيدليات تشهدُ نُدرة حادة في حقنة "لوفينوكس" أو ما يُعرفُ بدواء "الإنكسابارين" الذي يُستعملُ لمنع تشكيل جلطات الدم داخل الأوعية الدموية، وكشفت ليديا صيدلية بالرغاية عن أن الصيدليات عاجزة عن توفير حقنة "لوفينوكس" في وقت تُواجهُ الجزائر أشرس موجة وبائية. ووفق ما كشفتهُ المُتحدثة فإن الطلب قد تفاقم في الأيام الأخيرة على الحقنة ذات مقدار "0.4" أو "0.6" بخلاف الحقنة ذات مقدار "0.8" فهي متوفرة. ولعلَ أبرز الأسباب التي فاقمت من حدة الندرة، هي أن المُصاب بالفيروس خاصة إذا كان المتحور الهندي وحالتهُ الصحية قد شهدت تطورًا ملحوظًا فهُو يحتاج إلى إجراء أكثر من 15 حقنة لمدة أسبوع كامل وقد يحتاج للمزيد وبلوغ اليوم العاشر من العلاج، أي أنه يحتاج لحقنتين في اليوم، وتكمنُ أهمية هذه الحقنة التي تحول الحُصول عليها إلى حُلم صعب المنال شأنها شأن قارورات الأكسجين، في كبح التفاعلات التي تُؤدي إلى تخثر الدم وإتلاف بعض الأعضاء الحساسة كالكبد والطحال وحتى الكلى ولا تعتبرُ هذه الأزمة وليدة اليوم، إذ تقول الصيدلية إن حقنة "لوفينوكس" يُعتبرُ من بين أهم بين أهم الأدوية التي تشهد ندرة رُفقة 300 دواء آخر منذ أشهر عديدة، وهو الأمر الذي بررهُ رئيس النقابة الوطنية للصيادلة المعتمدين سمير والي في تصريحات سابقة بالقول إن الجزائر بصدد إنتائج دواء جنيس ل "لوفينوكس" بكن بكميات قليلة لا تستجيب للطلب وهُو المُشكل الذي وعد وزير الصناعة الصيدلانية بحله قريبًا. وكشف وزير الصحة والسُكان وإصلاح المُستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، منذُ أيام قليلة فقط أن السبب وراء ندرة هذا الدواء يعود على الاستعمال المفرط، وتابع قائلا: "أظن أن فيه استعمال أكثر من العادي لهذا الدواء ". وأكد من جهته رئيس فرع الصيدلة بالمجلس الوطني لأخلاقيات الطب الدكتور متيوي تور الدين، أمس الأول، في حوار لإذاعة عين تموشنت أنه سيتم تدارك الاضطراب الموجود في توفر دواء" لوفينوكس" الأسبوع المقبل. وذكر المتحدث أن 4 مخابر أصبحت تغطي حاجة السوق من "البراسيتامول 1غ" بعد النُدرة المُسجلة، والأسبوع القادم سيتم تدارك الاضطراب الموجود في توفر دواء "لوفينوكس"، مُشيرًا إلى القرارات الهامة التي أصدرتها الحُكومة في مجال ضبط السُوق خُصوصًا فيما يتعلقُ بالمُضادات الحيوية وأدوية الحمى والأخرى المُضادة لتخثر الدم.