مع ارتفاع عدد حالات الإصابة الحرجة بفيروس كورونا في الجزائر خلال الأيام الأخيرة، تعيش مصالح كوفيد 19 في عدد من مستشفيات ولايات الجمهورية، تحت ضغط استثنائي، بسبب ندرة بعض المستلزمات الطبية الموجهة للمصابين بجائحة كورونا، لاسيما حقنة "لوفينوكس" التي تستخدم للوقاية من تجلط الأوردة الدموية العميقة ويتم اعطاؤها تحت الجلد، وتتطلب اخضاع المصاب بالوباء لعلاج مكثف على مدار 10 أيام كاملة. وبحسب مختصين يشتغلون في مصالح كوفيد في عدة مستفيات لاسيما الدكتور بن زرجب بوهران، فرانز فانون بالبليدة والأختان باج في الشلف، التي تعرف ارتفاعا بارزا في أعداد الوفيات والاصابات بالجائحة الوبائية، فان الأطقم الطبية لم تقو على تحمل الضغط بسب ارتفاع نسبة الاصابات بكوفيد، أمام ندرة الدواء المرصود لعلاج المرضى الذين يعانون من العدوى، وبحسب معطيات ميدانية وقفت عليها "البلاد"، فان جل الوكالات الصيدلانية في وهران، تعرف ندرة لافتة في حقنة " لو فينوكس" أو دواء الانكسابارين المستخدم لمنع تشكيل جلطات الدم داخل الأوعية الدموية، في الوقت الذي رفع بعض أصحاب الصيدليات يرفعون الراية البيضاء لعدم قدرتهم على توفير هذه الحقن بالشكل المطلوب في الوقت الحالي، بسبب ما تعرفه السوق الوطنية من عجز في المنتوج الصيدلاني ذاته واستمرار اغلاق الحدود الذي منع استرياد مثل هذه الأدوية الهامة. أمام هذا الوضع المربك، دخل العشرات من المصابين بالفيروس التاجي، رحلة بحث عن حقن "لوفيتوكس" 0.4، 0.6 من صدلية لأخرى تحت الحاح الأطباء بالزامية أخذ هذه الحقن في ظرف 10 أيام لقطع العدوى من مصاب إلى اخر. على هذا النحو، قال مصطفى شلولي ممثل نقابة الصيادلة الخواص ل "البلاد"، ان السوق تعرف عجزا واضحا في توفير معدات "كورونا" على غرار "مجموعة الالهيبارين" المستخدمة في علاج المصابين بالفيروس، مثلما هو الحال لحقنة " الانكسابارين"، بينما تقع الجزائر في مرمى " لموجة الثانية " من جائحة كورونا، التي تعتبر أكثر قوة من نظيرتها الأولى، مشيرا إلى أن حقنة لوفيتوكس الأكثر استعمالا لقطع العدوى بتركيز " 0.4، 0.6" باتت مطلوبة بكثرة في مستشفيات الوطن، بخلاف حقنة 0.8 المتوفرة بشكل معتبر. وبحسب الدكتور ابراهيم بهلولي مختص في الطب الوقائي والمجند في مصلحة كوفيد بمستشفى عين الدفلى، فان الحقنة ذاتها، غير متوفرة في الصيدليات، وعزا ذلك إلى الارتفاع الهائل لعدد الاصابات في المنطقة، لافتا إلى ان المصاب بالفيروس يحتاج بإجراء 20 حقنة لمدة 10 أيام بمعدل حقنتين يوميا، كما سجل ندرة عقار براسيتامول و"فيتامين سي "، بينما تبقى هذه العقارات الأكثر طلبا في وصفات الأطباء في غياب لقاح فعال مضاد للجائحة الوبائية، وأورد محدثنا بالقول، ان حسابيا يحتاج كل مصاب 10 علب من المنتج الصيدلاني وقد تحتاج عائلة واحدة مستها العدوى 50 إلى 70 علبة دون احتساب العدد الاجمالي للمصابين والوضعية الوبائية الخطيرة التي تعرفها ولاية عين الدفلى في هذه الأيام. ووصفت الدكتورة سهام بن طوشة مختصة في الأمراض الصدرية بمستشفى شيغيفارا بمستغانم ، حقنة " لوفينوكس"، بالهامة التي تثبط التفاعلات التي تؤدي إلى تخثر الدم وتلف الأعضاء كالكبد، الكلى، الطحال، مضيفة أن هذه الحقنة غير متوفرة تماما في بعض الصيدليات وأن مصلحة كوفيد بذات المستشفى لا تملك سوى بضع عشرات من الحقن التي تستخدم لفائدة أصحاب الحالات المستعجلة، كاشفة عن أن اعتماد "لوفينوكس "، في بروتوكول العلاج أصبح ضروريا لتفادي موت الفجأة، مشيرة إلى أن غالبية الحالات أضحت تعزف عن التوجه إلى المؤسسات الاستشفائية وترجح كفة العيادات الخاصة، كون أن إصاباتها لا تستدعي المكوث بالمستشفى وتتطلب فقط إتباع توجيهات الطبيب وعلاج محدد المدة مع الالتزام بالأدوية التي يصفها لها هذا الأخير من بينها حقنة لوفينوكس التي قد تكون متوفرة لدى الأطباء الخواص.