تفاقمت هذه الأيام مُعاناة المرضى المصابين بفيروس كورونا والأطباء وأصحاب الصيدليات، بسبب النقص الذي تشهده بعض الأدوية المخصصة لعلاج هذا المرض، ويدخل أهل المريض في رحلة بحث يومية لتوفير الأدوية، ويلجأ قطاع عريض منهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك" لنشر إعلانات بحث عن الدواء. ومن بين الأدوية التي تشهد نُقصا على مستوى الصيدليات، حقنة "لوفينوكس" بمقدار 0،4 و 0،6 وبعض المضادات الحيوية الأخرى التي تستخدم في علاج فيروس كورونا وحتى نزلات البرد الحادة التي تتسبب في الحمى وضيق التنفس والإرهاق أبرزها "أوجمنتين" إضافة إلى "فيتامين سي" الذي يُعتبر من أقوى الفيتامينات التي تدعم الجهاز المناعي في الجسم. وفي جولة ميدانية قامت بها "الجزائر الجديدة" بعدة صيدليات ببرج الكيفان وباب الزوار وقهوة شرقي والرويبة في العاصمة، تبين أن الكثير من الصيدليات عاجزة على توفير حقنة "لوفينوكس" بمقدار 0،4 و 0،6 التي تصنف في خانة الأدوية المانعة لتخثر الدم والتي زاد استخدامها في العديد من المراكز الطبية في العالم خلال الفترة الماضية، بعد اكتشاف طرق مهاجمة الفيروس لجسم الإنسان والمُضاعفات المرتبطة بالدم في مرضى فيروس التاجي، ويلجأ الكثيرون إلى طلب المساعدة من الجمعيات الخيرية الناشطة على "فايسبوك". وبسؤال صاحبة صيدلية في برج الكيفان عن أسباب النقص المسجل في هذه الحقنة، ذكرت أن هذا النوع من الدواء كان في السابق غير متوفر ويشهد انقطاعا وتذبذبا كبيرا في السوق المحلية، وما زاد الأمور تعقيدًا استمرار غلق الرحلات من الخارج الذي يحول دون استيراد مثل هذه الأدوية. وأشارت إلى أن المصاب بفيروس كوفيد _19 وبالأخص الذي تعدت نسبة الإصابة عندهم 50 بالمائة يحتاج إلى إجراء أكثر من 10 حقن لمدة عشرة أيام الأولى، وتحول هذه الحقنة دون تخثر الدم الذي له أعراض خطيرة على جسم المصاب، فهو يساهم في اتلاف أعضاء حساسة كالبكد والكلى والطحال خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة. وغير بعيد عنها، وفي الشارع المحاذي، ذكرت صاحبة صيدلية أخرى، أنها تواجه صعوبات كبيرة في تأمين بعض الأدوية على غرار حقنة "لوفينوكس" و "فيتامين سي" وحتى عقار "براسيتامول"، وتضطر في غالب الأحيان لعرض الأدوية الجنيسة أو ما يعرف ب "الجنيريك" على الزبائن بدل الأصلية.