ذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن وزارة الخارجية في مدريد، أحدثت خلية أزمة لمتابعة تطورات اختطاف مواطنين إسبانيين إلى جانب إيطالية، قيل إنهم كانوا يعملون منذ مدة في إطار تقديم المساعدة الإنسانية لجبهة البوليساريو. وتحدثت تقارير صحافية متطابقة عن أجواء المعركة الدامية التي حدثت بين مهاجمين قيل إنهم تسللوا إلى منطقة الرابوني الواقعة على الأراضي الجزائرية والقريبة من مخيمات تندوف التابعة لجبهة البوليساريو، حيث تم اختطاف الأجانب الثلاثة المساندين لها،وهم نيام، بعد معركة استعمل فيها السلاح الناري حيث أصيب سائق تابع للبوليساريو بجروح نتيجة إطلاق النار عليه حينما حاول مطاردة المختطفين الذين اقتادوا رهائنهم على متن سيارات رباعية الدفع في الساعات الأولى من صباح يومه الأحد. ويلف العملية غموض كبير، خاصة وأن منطقة "الرابوني" التي يقطن بها حوالي150 ألف صحراوي، تعتبر بمثابة العاصمة الإدارية للبوليساريو، توجد بها مؤسساتها ما يعني أنها محمية ومحصنة أمنيا وعسكريا وبالتالي يصعب اختراقها لو لم يكن هناك تنسيق ما بين القادمين من الخارج والموجودين في الداخل. واحتجت الجزائر على لسان الخارجية، بقوة وأدانت حادث الاختطاف دون أن تسمي صراحة الجهة التي تقف وراءه . وارجع ملاحظون شدة التصريح الجزائري إلى الشعور بالإهانة التي لحقتها بالنظر إلى أن الاختطاف يعد اختراقا مزدوجا لترابها الوطني و لأجهزة الأمن والدفاع التابعة للبوليساريو والدولة الجزائرية الحاضنة للجبهة. إلى ذلك، يتابع رئيس الحكومة الإسبانية خوصي لويس ثباطيرو، تطورات الأزمة من العاصمة البلجيكية. وتقول مصادر إنه على اتصال بوزيرة الخارجية، ترينيداد خيمينيث، التي توافيه بتقارير عن المستجدات. وفي هذا السياق، اتهم ممثل جبهة البوليساريو في الجزائر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بالوقوف وراء عملية الاختطاف التي تتم في ظرف تنشغل فيه إسبانيا بمشاكلها الداخلية المالية والسياسية، ولذلك تثار تساؤلات بخصوص قدرة الحكومة الاشتراكية الحالية وكذا الإيطالية على استعادة مواطنيهما الثلاثة، فإسبانيا مقبلة على الانتخابات التشريعية يوم العشرين من الشهر المقبل، ما يعني أن ليس لها الوقت والقدرة السياسية على إيجاد حل لمثل هذا المشكل الذي قد تستغله المعارضة ، خاصة وأنها جربت التفاوض الصعب والطويل مع خاطفين لرعاياها على يد عناصر إرهابية تتحرك في فضاء الصحراء الواسع وكذلك الأمر بالنسبة لحكومة، سيلفيو برلسكوني، التي تواجه بدورها مصاعب جمة في الداخل على غرار جارتها الأيبيرية. ويأتي الاختطاف بعد انتهاء نظام القذافي في ليبيا في ضوء تقارير تحدثت عن كميات كبيرة من الأسلحة بما فيها الثقيلة والمتطورة، جرى تهريبها خارج التراب الليبي وربما وصلت عن طريق مهر بين وتجار أسلحة إلى أيدي المجموعات الإرهابية التي تعمل في الصحراء، مستفيدة من شساعة المساحة وصعوبة التنسيق بين الدول المطلة على الصحراء بخصوص مكافحة الإرهاب وهي النيجر ومالي والجزائر. من جهته أكد الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أمس، اختطاف الرعايا الأجانب الثلاثة وهم أعضاء في منظمات غير حكومية ويعملون بمخيم للاجئين الصحراويين بجنوب-غرب الجزائر. وصرح السيد بلاني ردا عن سؤال قائلا "أؤكد الخبر لكنني أفضل في الوقت الراهن الإدلاء بأي تعليق في انتظار الحصول على معلومات مؤكدة حول المختطفين ودوافعهم".