حي سيدي عيسى، المناصرية، المسلمين، وغيرها هي أحياء فوضوية، بيوتها مصنوعة من الطين والترنيت هي أشبه بزرائب أو جحور للحيوانات، غير ان مئات العائلات ممن حكمت عليهم الظروف المختلفة، يعيشون فيها، ويتحملون كل أعباء الحياة، ويواجهون مختلف المشاكل القاسية، لأنهم رضوا بحضهم واقتنعوا بنصيبهم من الحياة، بعد أن تأكدوا أن السلطات المحلية، لم تدرجهم ضمن أجندتها الاجتماعية، وانها تنظر إليهم وكأنهم أتوا من كوكب غير الأرض، وحكمت عليهم وأن لاحق لهم في الحياة الكريمة، لا لشيئ، إلا أنهم كانوا ضحية الشعرية السوداء، التي غيّرت تاريخهم، وعكرت صفو حياتهم، وهم بالمئات يختبئون كالجرذان في شبه بيوت، تنعدم بها أدنى متطلبات العيش، وزادهم الفقر بؤسا وحرمانا وتفشت بينهم مختلف الأمراض، وسلك الكثير من شبابهم طريق الانحراف هروبا من واقع مرير، يتجرعونه صباحا ومساءا ولا شيء يبقيهم على قيد الحياة، سوى الأمل في غد مشرق، يطل به المسؤولين عن أمورهم، ويبشرونهم أنهم بشر ويستحقون العناية ، ولولا ذلك، لأقدم الكثيرون حسبهم على الانتحار، للتخلص من الشؤم الذي يلازمهم، بعد أن فضّل الكثير من الرجال أو النساء، ترك أولادهم وهربوا بعيدا ولم يعودوا، بعد أن استحالت الحياة وطوّقت أغلالها رقابهم، فكان الفرار السبيل الوحيد، ونسيان الماضي وتركوا فلذات اكبادهم يصارعون تحديات الحياة لوحدهم، ويشقون طريق مستقبل مجهول، وهم يحملون المسؤولين كل المسؤولية. غياب المرافق الضرورية والنقل، وتفشي البطالة تسالة المرجة، هذه البلدية التي تعرف بفقرها، تفتقر إلى أدنى المرافق الضرورية، على غرار المستشفيات، المحلات التجارية، قاعات الرياضة ومكتبات جوارية وغيرها من المتطلبات التي لا يستغني عنها أحد في أي مكان، غير أن قاطني هذه البلدية تعوّدوا على التوجه إلى المناطق المجاورة للعلاج أو التسوق أو الدراسة، أو ممارسة الرياضة وغيرها وحتى هذا يتم بصعوبة في ظل غياب النقل الذي فرض العزلة على السكان وضاعف من معاناتهم، ومما زاد الشباب بؤسا هو تفشي البطالة، التي تمس حوالي 60 بالمائة من شباب المنطقة.لم تكن هذه سوى بعض المشاكل التي يعاني منها القاطنون في تسالة المرجة، ناهيك عن الأحياء التي لم تتم تسوية وضعية سكانها العقارية، وغيرها من المشاكل الكثيرة التي تنتظر الجهد الكبير لحلها.