يشكل أنبوب نقل الغاز الطبيعي "ميدغاز" الواقع ببني صاف في ولاية عين تيموشنت رهانا استراتيجيا في الوقت الحالي من اجل نقل هذه الطاقة الحيوية نحو اسبانيا بعد قرار السلطات الجزائرية توقيف تمويل هدا البلد الأوروبي عبر الأراضي المغربية. وتشتق تسمية "ميد غاز" أصولها من كلمة المتوسط بالفرنسية مما يؤشر على الطابع المتوسطي لهذا الأنبوب المار عبر مدينة بني صاف الساحلية بولاية عين تموشنت نحو المملكة الاسبانية حيث ينتظر من خلاله توريد ما يصل إلى 8 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا نحو هذا البلد الأوروبي كما ينتظر إن تصل هذه الطاقة التصديرية إلى حدود 10 مليارات متر مكعب سنويا بعد أشغال التوسعة المنتظر إجراؤها برسم السنة الجارية 2021. وينتظر أن يتم من خلال هذا المسعى تعويض تمويل اسبانيا بالغاز الطبيعي عبر أنبوب "جي.ام.او" الذي يتم من خلاله نقل الغاز الطبيعي إلى اسبانيا عبر الأراضي المغربية ضمن عقد من المنتظر إن تنتهي صلاحيته في 31 أكتوبر المقبل ومن دون أن يتم تجديده بعد قرار اتخذته السلطات الجزائرية بهذا الشأن وفي سياق من توتر العلاقات مع المملكة المغربية أدت إلى قرار الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية معها مؤخرا ، ويبلغ الطول الإجمالي لهذا الأنبوب العابر للبحر المتوسط 1300 كيلومتر منها 520 كيلومتر في الأراضي المغربية حيث تبلغ طاقته التصديرية الأولية 8 مليارات و 500 مليون متر مكعب سنويا و تم رفعها سنة 2005 إلى 13 مليار و500 مليون متر مكعب سنويا. وإضافة إلى ذلك فإن الجزائر تصدر الغاز الطبيعي إلى إيطاليا عبر الأراضي التونسية ضمن أنبوب معروف باسم "ترانس ماد"، حيث يوجد منه 550 كيلومتر في الأراضي الجزائرية و 370 كيلومتر عبر الأراضي التونسية فضلا عن الجزء الموجود في البحر المتوسط نحو ايطاليا، وتصل طاقته التصديرية الإجمالية إلى 33 مليار و 500 مليون متر مكعب تحصل الشقيقة تونس منها على 6 بالمائة مما يساهم في تلبية حاجاتها الداخلية من هذه الطاقة الحيوية بشكل كبير.