توصلت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك وشريكها الاسباني "ناتيرجي" في خط أنابيب الغاز "ميدغاز" الرابط بين الجزائرواسبانيا، لاتفاق يتم بموجبه رفع قدرات النقل بمقدر 2 مليار متر مكعب سنويا اعتبارا من 2021، ما سيعود بأرباح سنوية على الطرفين تقدر ب130 مليون أورو، فيما يبدو انه اتجاه لتقليل مرور الغاز الجزائري عبر الخط العابر للأراضي المغربية. وذكرت صحيفة "صوت ألميرية" المحلية في اسبانيا أمس أن القرار جاء ليرفع قدرات نقل أنبوب ميدغاز لتصل سنويا 10 ملايير متر مكعب، أي بزيادة 2 مليار على قدراته الحالية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة كلفت استثمارا بلغ 67 مليون أورو. ويبدو واضحا برأي مراقبين، أن الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك ترغب من خلال هذه الخطوة في زيادة الاعتماد أكثر فأكثر على أنبوب "ميدغاز" لتصدير الغاز نحو اسبانيا، وبالمقابل التقليل شيئا فشيئا من الكميات التي تمر عبر الأنبوب الأول الذي يعبر الأراضي المغربية وصولا إلى اسبانيا والمعروف ب"أنبوب بيدرو فارال". وفي سبتمبر 2018 أطلقت سوناطراك مشروعا لتدعيم قدرات أنبوب الغاز "ميدغاز" من خلال ربطه بأنبوب الغاز بيدرو فارال الذي يصل اسبانيا مرورا بالمغرب، من خلال ربطه بوصلة انطلاقا من منطقة العريشة بولاية تلمسان. وتمتد هذه الوصلة لتدعيم "ميدغاز" على مسافة 200 كيلومتر ويجري انجازها من طرف شركات وطنية هي كوسيدار و"إيناك". وأثار المشروع حينها حفيظة وسائل إعلام مغربية التي رأت بأن الجزائر ترغب في قطع الإمدادات الغازية عن المملكة من خلال هذا المشروع، الأمر الذي نفته سوناطراك لاحقا بشكل رسمي. وبموجب هذا الاتفاق ستربح الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك حسب المصدر ذاته من خلال كميات الغاز الإضافية التي يتم ضخها عبر الأنبوب نحو 66.3 مليون أورو سنويا، باعتبارها مالكة ل51 بالمائة من هذا الأنبوب، بينما ستعود لشريكها "ناتيرجي" الاسباني (غاز ناتورال فينوسا سابقا)، ما قيمته 63.7 مليون أورو باعتبارها تحوز على 49 بالمائة من أسهم المشروع. ويمثل أنبوب ميدغاز نحو 25 بالمائة من الغاز المستهلك في اسبانيا ويبلغ رقم إعماله سنويا نحو 200 مليون أورو حاليا، قبل دخول مرحلة زيادة قدرات النقل التي ستنطلق اعتبارا من 2021.