شهدت السهرة الخامسة من المهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الأندلسية تكريم الشاعر والفنان الراحل سيد أحمد ابن تريكي و المعروف أيضا بأحمد بن زنقلي، بحضور كل من محافظ المهرجان عبد الحميد بن بلبلدية، و مدير الثقافة لولاية تلمسان حكيم ميلود، وعائلة الفنان والعديد من الشخصيات الفنية. يعتبر الفنان ابن تريكي الذي حظي بالتكريم و استلم وسام تكريمه أحد أحفاده، أحد رّواد الشعر الشعبي بمنطقة تلمسان ولم يحقق شهرة كبيرة في حياته، إلا أن أشعاره خلدت اسمه و جعلته متداولا طيلة قرون من الزمن، كما أنه كتب في العديد من المواضيع فكتب قصائد تغنى بها بالنبي المصطفى، كما كتب قصائد أخرى في الغزل ومن أشهر قصائده "موني الجميلة" و التي كتبها سنة 1168 هجري، كما كتب في نفس السنة ثمانية قصائد أخرى، و في ميدان المديح كتب مناجاة طويلة يتهم فيها العين سبب كل داء و تدافع عن نفسها مرجعة السبب لقدر الحب، وينهي قصائده بالتفاتة صادقة نحو المدينةالمنورة ويتغنى بالرسول الكريم. و عرف حفل التكريم تمازج في الألحان والكلمات بين الطبوع الجزائرية و التونسية فكانت البداية مع جوق مريم بن علال من تلمسان، و التي أدت مقاطع من النوع الحوزي مؤدية أغاني من كلمات الشيخ سيد أحمد بن تريكي من بينها " طال عذبي"، و "تم المعراج"، إضافة إلى قصائد أخرى محاولة إبراز مميزات الحوزي التلمساني خاصة و أنها ولجت باب هذا الفن منذ السن الرابعة، و قامت بأبحاث معمقة حول هذا الطابع الغنائي المتأصل والمتجذرة بالمنطقة مستغلة خبرتها الفنية و مشاركتها في المهرجانات الوطنية و المغاربية والدولية. و من طابع الحوزي القريب من الموسيقى الأندلسية المغربية سافرت الفرقة النسوية لمدينة تونس بالجمهور التلمساني،عبر النوتات الموسيقية إلى الطابع المالوف التونسي و القريب من المدرسة الأندلسية القسنطينية، و أدت الفرقة النسوية إلى جانب المالوف الطابع العروبي الذي يمثل الأداء الريفي المعروف بتونس، إضافة إلى الأغاني الحضرية لسنوات الأربعينيات والخمسينيات، للهادي جويني وعلي الريحاني. للإشارة، سيتم اليوم و في إطار فعاليات المهرجان الثقافي المغاربي تكريم الفنان " عبد السلام صاري"، و ذلك في حفل ينشطه كل من جوق كريم بوغارزي، و فرقة أنغام الأندلس من فرنس، أما حفل الاختتام و الذي يكون سهرة الغد، سيتم خلاله تكريم الشيخ " محمد الخزناجي" باعتباره أحد من أهم أعلام الموسيقى الأندلسية في الجزائر، و ذلك في حفل فني يحيه كل من الجوق النموذجي لمدينة تيبازة التي أنشأة خصيصا لتنشيط الحفل الختامي للمهرجان المغاربي، بحيث تتكون من أفضل الموسيقيين و المطربين الذين ينشطون في أوساط الحركة الجمعوية لهذه الولاية التي تتميز بتاريخها الفني الحافل، و أوركيستا شكارة فلامينكو من المغرب. نسرين أحمد زواوي