قالت صحيفة "العربي الجديد" الصادرة بلندن، إن الجزائر قررت تعليق كل الاتصالات الدبلوماسية بينها وبين فرنسا، بسبب الأزمة التي تعصف بالعلاقات الثنائية بين البلدين. ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة، أن الرئيس عبد المجيد تبون، أمر وزارة الخارجية بتجميد كافة الاتصالات الدبلوماسية مع الجانب الفرنسي، تعبيرا عن استمرار الخلاف بين البلدين اللدودين. وأوضحت بهذا الخصوص، أنه تم توجيه تعليمات إلى دائرة فرنسا في وزارة الخارجية الجزائرية، التي استُحدثت منذ فترة قصيرة ضمن الهيكلة الجديدة لوزارة الخارجية، بعدم الرد على أية اتصالات أو مراسلات تفد من السفارة الفرنسية في الجزائر، أو من الخارجية الفرنسية من باريس، ومن كلّ الهيئات الفرنسية حتى إشعار آخر. وأضاف المصدر ذاته أنه تمّ توجيه تعليمات من الرئاسة في نفس السياق، تقضي بتجميد جميع الأنشطة والاجتماعات واللقاءات الدورية التي كانت مبرمجة مع الطرف الفرنسي، سواء في الجزائر أو في باريس، وفي جميع قطاعات التعاون السياسي والدبلوماسي والاقتصادي بين البلدين. ووفق للصحيفة، فإن الأمر يتعلق بالتعاون في مجالات الثقافة والتربية والتعليم العالي، وتعليق تنقّل وفود رسمية بين البلدين، عدا ما يتعلق بالأنشطة الدولية التي تعقد في فرنسا (على غرار سفر وزير التربية عبد الحكيم بلعابد للمشاركة في مؤتمر يونسكو المنعقد منذ 9 نوفمبر الحالي وينتهي في 24 منه). وتوجد السفارة الجزائرية في باريس من دون سفير بعد استدعاء محمد عنتر داود في الثاني من أكتوبر المنصرم، في أعقاب التصريحات المستفزة وغير المسؤولة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والتي زعم فيها بعدم وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر. وكانت آخر زيارة قادت مسؤول جزائري إلى باريس هي تلك التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة إلى باريس للمشاركة في قمة باريس حول ليبيا، وهي الزيارة التي اعتبرت جزء من الأنشطة الدولية التي لا يشملها قرار رئاسة الجمهورية. ومنذ إلغاء زيارة رئيس الحكومة الفرنسي جان كاستيكس إلى الجزائر، في أفريل المنصرم، لم تنعقد أية لقاءات بين المسؤولين الجزائريين ونظرائهم الفرنسيين.