انتشرت مؤخرا بولاية تيزي وزو , محلات بيع الألبسة بالميزان , وهي مودة جديدة , دخلت على السوق الجزائري خلال السنة الجارية , أصحابها تجار الجملة , حاملين رخص الاستيراد "للملابس الجاهزة بالكيلو " من دول أوربية , تركيا , والصين , وهي معاملة تجارية قانونية , بحسب البائعين , الذين لاتقيناهم بمدينة تيزي وزو . فخلال تجولنا بحي عميود , شارع ليدوز , وليجوني ,أول أمس , حيث يفضل العديد من المواطنين , وبسبب تدني القدرة الشرائية , وارتفاع أسعار المعاطف الجاهزة , شراء الألبسة الشتوية , من محلات "البيع بالميزان" , إذ يشترط صاحب المحل وضع سعر مناسب ويتغير ككل مرة , لجدب الزبائن , فعند تواجدنا بأحد تلك المحلات بحي عميود , كان سعر الكيلوغرام من الألبسة ب 4500 دينار , وللمواطن الاختيار في مشترياته سواء , كان سروالا , معطف أو اثنين , مجموع ملابس داخلية , المهم أن يصل إلى وزن كيلو غرام واحد من الألبسة التي اختارها , والغريب في الأمر , فان الألبسة جميعها جاهزة وغير مستعملة , ومن ماركات عالمية معروفة أحيانا ك "زارا" و"اش ام" , إلا أنها مصنعة قبل سنة . في ذات السياق لاحظنا , أن بعض المراكز التجارية , ومحلات الألبسة ذات الرفاهية , عرفت إقبالا ضعيفا على شراء الألبسة الشتوية ، حيث أكدت لنا السيدة نسيمة , "ان السبب راجع لعدم جاهزية الأولياء للتكفل بمصاريف إضافية لأبنائهم , تزامنا مع غلاء المعيشة ". في حين ترى الشاب غيلاس وهو صاحب محل "بيع ملابس الميزان" بتيزي وزو , أن بعض العائلات اقتنت ما تحتاجه لأبنائها مبكرا تجنبا للزحمة وخشية لندرة بعض الماركات . مضيفا ، بان الإقبال المحدود للزبائن صباحا، لعدم تفرغ العائلات للتسوق، خاصة أننا في فترة الدراسة، والتلاميذ شرعوا في اجتياز الفروض والتقويمات الخاصة بالفصل الأول بمختلف المؤسسات التربوية، في المقابل يعتقد أن السبب هو تفضيل الزبائن الفترة المسائية , من اجل التوجه إلى بعض الأماكن التي تُعرض فيها الألبسة بأسعار مقبولة،حيث باتت المحلات التجارية المختصة في بيع الملابس، تلقى إقبالا هذه الفترة . مشيرا بأنّ "البيع بالميزان" يعود بالربح على التاجر والمواطن على حد سواء، مقارنة بالبيع بالقطعة، إذ يرتفع فيه ربح التاجر بضعفين , نافيا بان تكون هذه الألبسة والسلع المستوردة من الألبسة البالية أو ما تسمى ب"البالة". من جانب آخر فإن المتمعن في كلمة "ملابس البيع بالميزان " يتبادر إلى ذهنه أنها بقايا لملابس قديمة جدا مهترئة لا تصلح لارتدائها , أو خردة نخرجها من الخزانة من أجل التخلص منها، وهو مصطلح شائع في مجتمعنا. غير أن هذا التعبير تحول إلى نشاط تجاري قائم في حد ذاته، حيث عرفت الأشهر الأخيرة انتشارا كبيرا لمجموعة من المحلات تختص ببيع ملابس بالميزان مستوردة من دول أوروبية وبأسعار جد معقولة بعدد من بلديات ولاية تيزي وزو. ونحن على مقربة نهاية السنة الميلادية , وهي مناسبة تقتضي اقتناء ملابس شتوية جديدة، لاحظنا ونحن نجوب بعض أزقة بلدية تيزي وزو إقبالا معتبرا من طرف المواطنين على هذه المحلات , الذين لم يجدوا بديلا عنها من أجل كسوة أنفسهم وأولادهم، اين استدرجتهم تلك الأسعار المغرية علهم يتخلصون من الشلل الذي أصابهم في المحلات الباهظة الثمن، فالمواطنون بمختلف شرائحهم وجدناهم داخل محلات "ملابس البيع بالميزان" سواء نساء، رجال، شباب أو كهول يفتشون في وسط تلك السلع المعلقة عما يعجبهم وبالعدد الذي يريدونه طالما أن الفاتورة لن تكون ثقيلة.