لا يختلف اثنان من متتبعي المشهد الثقافي بولاية المدية أن السنة التي ودعناها في الأيام القليلة الماضية كانت سنة التوهج الثقافي بعاصمة التيطري ،نظرا للزخم و التنوع الكبير في مختلف الطبوع الثقافية المحلية منها و الوطنية و التي أهمها على الإطلاق المهرجان الوطني لمسرح الفكاهة و الملتقى الوطني حول العلامة ابن نشب و كذا تظاهرة "قراء في احتفال "بالإضافة إلى الأيام الوطنية الثالثة للمهرج وتصفيات ولائية لإبداعات المرأة كما كانت هناك أيام لمسرح ربيع الطفل . هذا وقد عاشت المدية في شهر ماي المنصرم على وقع شهر التراث الذي تخللته عدة أنشطة وملتقيات فكرية وثقافية أبرزت طابع المدية الثقافي المحافظ منها الصالون الجهوي لجهاز العروس وعرض صور للباس التقليدي الجزائري كما احتضن شهر التراث أيام كان شعارها المجتمع الجواري ابرز فيه المشاركون مدى اهتمام الطفل بالوسائط الالكترونية يضاف إلى هذا المنتدى المحلي للأمثال والحكم وفن الكلام . كما احتضنت المدينة الصالون الإبداعي لإبداعات الشباب انطلق في شهر جويلية كما عرفت لمدية طيلة شهر رمضان المبارك سهرات فنية ودينية أحياها العديد من الوجوه المعروفة ،وفي شهر أكتوبر من نفس السنة احتضنت المدية الرواق الوطني للفنون التشكيلية . وفي نهاية نوفمبر كان هناك مهرجان للمديح والإنشاد كما احتضنت المدية عدة أسابيع ثقافية أخرها احتضان ثقافة الصاورة ، بالإضافة إلى هذا يعرف شهر ديسمبر حراك ثقافي ،بالإضافة إلى الصالون الوطني للفخاريات والخزفيات الفنية وفي هذا السياق كشف "ميلود بحنيش "مدير الثقافة بولاية المدية في حديث مع (الجزائرالجديدة ) أنه مثل هذه التظاهرات و المتلقيات ساهمت في إعادة الوجه الثقافي المشرق التي كانت تعرف بها المدية خاصة وان المدية أنجبت العديد من المفكرين من شاكلة ابن شنب وفخار وأبو المسرح الفكاهي حسان الحسني و عميد كتاب و ملحني الفن الشعبي محبوب باتي ،فالمسؤولية كانت كبيرة يقول الرجل الأول عن الثقافة بالولاية بغية إعادة المدية إلى السكة الثقافية التي كانت تعرف سباتا جراء العشرية السوداء التي عاشتها المدية وكأول خطوة لتحريك الفعل الثقافي بولاية المدية خاصة وان هذه الأخيرة تزخر بمواهب عالية كان لابد من توفير فضاءات ثقافية تصقل مواهبهم استفادة المدية من 47مكتبة موزعة على 64بلدية مجهزة من مختلف الأنواع الكتب كما تم ربطها بالشبكة الانترنيت . كما ركزت المديرية الوصية على ضرورة الحفاظ على الإرث الثقافي التي تزخر به المنطقة حيث وجهت المديرية عناية خاصة للمعالم الأثرية التي كانت مهملة عن طريق تسطير برنامج لترميمها حتى تكون قبلة للباحثين عن الاكتشاف وعن الراحة حيث تم ترميم العديد من المواقع الأثرية كالمعلم الأثري " صومعة الجامع الأحمر "و" صومعة الجامع العتيق " وكذا ترميم المعلم الأثري *ضريح سيدي الصحراوي "وترميم المعلم الأثري " برج المراقبة " بالمصلى بالإضافة إلى ترميم " دار الأمير عبد القادر " وترقيتها إلى متحف جهوي . أما فيما يخص المعالم الأثرية فقد أعيد الاعتبار لمعلمين بارزين بالمدية * الموقع الأثري أشير " بالإضافة إلى الموقع الروماني " رابيديوم " المتواجد ببلدية جواب يضاف إلى كل هذا ترميم قبر لالة فاطمة نسومر رمز المقاومة النسائية المتواجدة ببلدية العيساوية . كما كشف محدثنا أن هناك دراسة لانجاز مخطط حماية وإصلاح المعالم الأثرية بموقع منزه بنت السلطان وموقع أشير الغربية ،ودائما فيما يخص الانجازات التي حققها القطاع الثقافي بولاية المدية تحويل كنيسة ذراع سمار إلى مكتبة ببلدية إلى جانب انجاز مسرح الهواء الطلق بالقطب الحضري بالمدية . وفيما يخص قاعات السنيما هناك دراسة من اجل تجديد قاعة السنيما بالبرواقية خاصة بعد أن تنازلت عنها البلدية في انتظار التنازل عن قاعة السنيما بقصر البخاري . كما كشف محدثنا أن مديرية الثقافة تسعى لتجهيز مسرح الهواء الطلق بالمدية وتجهيز كل من متحف لالة فاطمة نسومر وكذا انجاز متحف لموقع أشير وقصد تشجيع المطالعة فهناك دراسة جادة تدخل ضمن برنامج الخماسي 2010-2014 لانجاز 11 قاعة للمطالعة وتهيئة معهد للتكوين الموسيقى وهناك 3 دراسات لتجديد قاعة السنيما بالمدية وترميم مدينة المدية القديمة . لكن المتمعن لهذه الكرونولوجيا الثقافية يستوقفه شيء مهم وهو أن جل النشاطات الكبرى منها و الصغرى كانت من نصيب عاصمة الولاية ،في حين لم تستفد بقية بلديات ومناطق الولاية من هذا الزخم الثقافي ،وهذا راجع بالخصوص لافتقارها لأماكن العرض من جهة و غياب أمكان الإقامة من جهة أخرى ،كما أن عزوف بعض رؤساء المجالس البلدية على تبني بعض برامج مديرية الثقافة ساهمت هي الأخرى في حصر المشهد الثقافي على عاصمة التيطري . مبارك –د