حي بني مراد ببرج الكيفان ، الحي الذي يتوسطه سوق فوضوي صغير لبيع الخضر والفواكه، وهو عبارة عن عمارات قديمة أصبحت آيلة للسقوط نظرا لتشققات وتصدع جدرانها. قصدنا أحد السيدات التي كانت تتأهب لمغادرة السوق بعدما اقتنت مستلزماتها ، حدثتنا عن الأوضاع التي يعيشها سكان الحي الذي لم يعد قادرا على تحمّل ضغط العائلات، وحتى الظروف المناخية الصعبة التي تجتاح البلاد هذه الأيام. ويقول أحد المواطنين ''نحن نكابد برودة الطقس داخل هذه السكنات غير المجهزة بالغاز الطبيعي، ضقنا ذرعا من الظروف التي نعيش فيها التي لم تتغير منذ سنوات بالرغم من الشكاوي العديدة التي وجهناها إلى السلطات المحلية بالبلدية ، لكن لا حياة لمن تنادي، فالكل مشغول بخدمة مصالحه الشخصية وغير مبالٍ بمصلحة الآخرين''• من جهته، أوضح أحد سكان الحي، بأن جميع الأميار الذين تعاقبوا على البلدية اقتصر عملهم على تقديم الوعود التي تبقى حبيسة أدراجهم في الوقت الذي تتضاعف فيه معاناة السكان خاصة خلال فصل الشتاء بسبب عدم ربط الحي بالشبكة العمومية لتوزيع الغاز في ظل ارتفاع سعر قارورة الغاز الطبيعي التي تصل في عز الشتاء إلى 800 دج للقارورة الواحدة وأضافت احدى الساكنات بالحي إلى المحيط البيئي غير الصحي الذي يترعرع فيه أطفال الحي بسبب انتشار الأوساخ سيما داخل باحة الحي التي استغلها بعض التجار لبيع مختلف الخضر والفواكه بطريقة غير شرعية بقولها: ''نحن لسنا ضد هؤلاء التجار لأنهم يوفرون لنا بعض الخدمات، إلا أننا نطالبهم بجمع قمامتهم وعدم رميها في الطريق، خاصة وأن هناك بعض التجار يذبحون الدجاج دون الاهتمام بأدنى معايير النظافة، الأمر الذي جعل هذه المنطقة أشبه بمفرغة كبيرة، نتعرّض فيها لكل أنواع المخاطر الصحية''• المثير أن هذا السوق الفوضوي بالرغم مما يجلبه من مشكلات صحية، سيما تلك المتعلقة بانتشار الحشرات والقوارض ، إلا أن السكان يؤكدون سبب ذلك تهاون البلدية في تخصيص مكان ملائم لممارسة النشاط التجاري، مؤكدين أن سكان الحي أصبحوا لا يستغنون عن النشاط التجاري الذي يوفر لهم كل ما يحتاجون له بالرغم من الضرر الذي يلحقهم به. ولا تقتصر طلبات سكان حي بني مراد عند هذا الحد، بل طالبوا أيضا بضرورة إعادة ترميم العمارات التي أصبحت آيلة للسقوط بفعل التشققات والتصدعات التي ظهرت على الشرفات والجدران، ما أصبح يشكل خطرا حقيقيا على السكان والمارة على حد سوا هذا إلى جانب مشكلات الصرف الصحي التي تعرف انفجارات بين الفترة والأخرى تتسبب في تسربات المياه القذرة في أقبية العمارات والشقق