ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    بوريل: مذكرات الجنائية الدولية ملزمة ويجب أن تحترم    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    السيد ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عائلات ببرج الكيفان تناشد الرئيس انتشا لها من البؤس
نشر في الجزائر نيوز يوم 06 - 02 - 2011

الزائر لأحياء بلدية برج الكيفان، الواقعة شرق العاصمة، يندهش لتلك الفيلات الكولونيالية القديمة والجميلة المتراصة على طول الطريق، لكن وراء ذلك المنظر تختبئ حقيقة أخرى بائسة لبرج الكيفان، فالأحياء الشعبية بها تفتقر لأدنى شروط الحياة· وبالرغم من وجود جمعيات تناضل من أجل تحسين الوضع في البلدية، غير أن قدرتها على تغيير الأوضاع نحو الأحسن تظل محدودة، ليبقى سكان برج الكيفان يعانون تجاهل السلطات المحلية لكل أنواع المعاناة التي يعيشونها يوميا· ''الجزائر نيوز'' عايشت ما وصفه السكان ب ''البؤس اليومي'' من خلال هذا الروبورتاج·
حي فايزي·· سكنات مهددة بالانهيار
كانت الساعة تشير إلى حدود الواحدة بعد منتصف النهار عندما وصلنا إلى حي فايزي، الحي الذي يتوسطه سوق فوضوي صغير لبيع الخضر والفواكه، وهو عبارة عن عمارات قديمة أصبحت آيلة للسقوط نظرا لتشققات وتصدع جدرانها. قصدنا أحد السيدات التي كانت تتأهب لمغادرة السوق بعدما اقتنت مستلزماتها من خضر تكفيها قوت يومها، استرسلت في الحديث معنا حول الأوضاع التي يعيشها سكان الحي الذي لم يعد قادرا على تحمّل ضغط العائلات، وحتى الظروف المناخية الصعبة التي تجتاح البلاد هذه الأيام، تقول السيدة آمال: ''نحن نكابد برودة الطقس داخل هذه السكنات غير المجهزة بالغاز الطبيعي، ضقنا ذرعا من الظروف التي نعيش فيها التي لم تتغير منذ سنوات بالرغم من الشكاوى العديدة التي وجهناها إلى كل رؤساء البلديات المتعاقبة، لكن لا حياة لمن تنادي، فالكل مشغول بخدمة مصالحه الشخصية وغير مبالٍ بمصلحة الآخرين''· من جهته، أوضح سعيد، أحد سكان الحي، بأن جميع الأميار الذين تعاقبوا على البلدية اقتصر عملهم على توزيع الوعود التي تبقى حبيسة أدراجهم في الوقت الذي تتضاعف فيه معاناة السكان خاصة خلال فصل الشتاء بسبب عدم ربط الحي بالشبكة العمومية لتوزيع الغاز في ظل ارتفاع سعر قارورة الغاز الطبيعي التي تصل في عز الشتاء إلى 800 دج للقارورة الواحدة· السيدة نجية، أحد الساكنات بالحي تطرقت، من جهتها، إلى المحيط البيئي غير الصحي الذي يترعرع فيه أطفال الحي بسبب انتشار الأوساخ سيما داخل باحة الحي التي استغلها بعض التجار لبيع مختلف الخضر والفواكه بطريقة غير شرعية بقولها: ''نحن لسنا ضد هؤلاء التجار لأنهم يوفرون لنا بعض الخدمات، إلا أننا نطالبهم بجمع قمامتهم وعدم رميها في الطريق، خاصة وأن هناك بعض التجار يذبحون الدجاج دون الاهتمام بأدنى معايير النظافة، الأمر الذي جعل هذه المنطقة أشبه بمفرغة كبيرة، نتعرّض فيها لكل أنواع المخاطر الصحية''· المثير أن هذا السوق الفوضوي بالرغم مما يجلبه من مشكلات صحية، سيما تلك المتعلقة بانتشار الحشرات والقوارض من فئران وجرذان، إلا أن السكان يؤكدون سبب ذلك تهاون البلدية في تخصيص مكان ملائم لممارسة النشاط التجاري، مؤكدين أن سكان الحي أصبحوا لا يستغنون عن النشاط التجاري الذي يوفر لهم كل ما يحتاجون له بالرغم من الضرر الذي يلحقهم به·
ولا تقتصر طلبات سكان حي فايزي عند هذا الحد، بل طالبوا أيضا بضرورة إعادة ترميم العمارات التي أصبحت آيلة للسقوط بفعل التشققات والتصدعات التي ظهرت على الشرفات والجدران، ما أصبح يشكل خطرا حقيقيا على السكان والمارة على حد سواء· في هذا السياق، قال مصطفى، أحد القاطنين بالحي، منذ أشهر قليلة انهار جزء من إحدى الشرفات المطلة على السوق اليومي كاد أن يتسبب في وفاة شاب بعد تعرّضه لجروح، هذا إلى جانب مشكلات الصرف الصحي التي تعرف انفجارات بين الفترة والأخرى تتسبب في تسربات المياه القذرة في أقبية العمارات والشقق·
إسطنبول 3 و4,· الدوم 4 ,3 ,2 ,1 والقائمة طويلة
تركنا وجهتنا الأولى بحثا عن أحياء تزدهر فيها الحياة الاجتماعية والمحيط البيئي، إلا أننا عثرنا على الديكور نفسه الذي تزيّنه الأوساخ المنتشرة هنا وهناك، والطرق المهترئة التي تحوّلت إلى برك مائية نتيجة الأمطار المتساقطة خلال ال 48 ساعة التي سبقت تنقلنا إلى البلدية·
المشاكل التي تنغّص حياة سكان حي فايزي نفسها تتكرر في جميع الأحياء الشعبية المنتشرة على طول ساحل بلدية برج الكيفان على غرار حي الدوم ,4 ,3 ,2 ,1 إسطنبول ,4 ,3 إضافة إلى حيي حسن الجوار و,96 فالوضع في أحياء بلدية برج الكيفان يتشابه في مشاكله ومعاناته بالرغم من بعض الاختلافات والتباين في حجمها، وقد أكد كل من تحدثنا معهم خلال جولتنا في تلك الأحياء، أن بلدية برج الكيفان باتت تعيش على فوهة بركان قابلة للانفجار في أي لحظة، في إشارة إلى أن المشاكل نفسها تستمر على مدار 25 سنة دون أن تقوم المجالس الشعبية المنتخبة على مدار تلك السنوات من حل ولو جزء منها، دون الحديث عن المشاكل المتعلقة بالغاز الطبيعي، المياه الصالحة للشرب، الصرف الصحي، قِدم السكنات، الاكتظاظ... وغيرها من المشاكل التي لا تكاد تنتهي·
ومن بين المشاكل التي تتكرر على لسان كل السكان، تلك المتعلقة بالفضلات، فحسب أحد السكان تكاد برج الكيفان تتحوّل إلى مفرغة عمومية تتسبب في العديد من الأمراض والأوبئة التي تنتشر بين السكان مع حلول كل فصل صيف بسبب الأوساخ المتعفنة التي تغزو تلك التجمعات لعدم وجود أماكن مخصصة لرمي القمامات أو حتى شاحنات خاصة بتنظيف الحي ورفع تللك القمامات· ومن خلال ''الجزائر نيوز'' طالبت العائلات الغاضبة من السلطات، الالتفات إليها والتكفل بمشاكلها قصد توفير محيط بيئي سليم·
انتشار الجريمة·· برج الكيفان أو شيكاغو
إضافة إلى المشاكل البيئية والصحية، يرى السكان أن هناك ما هو أخطر، في إشارة إلى الوضع الأمني الذي شهد في الفترة الأخيرة تفاقم الجريمة والاعتداء، إلى جانب السرقات، الأمر الذي جعل البلدية أشبه بشيكاغو الأمريكية· فقد اشتكت العائلات القاطنة بالتجمعات السكنية الشعبية ببلدية برج الكيفان من نقص التغطية الأمنية داخل تلك الأحياء، ما رفع مؤشر الجريمة لها·
المثير أن الزائر لتلك الأحياء لا يلمس أي وجود لأعوان الأمن أو عناصر الشرطة، ولعل هذا ما دفع العائلات للمطالبة بضرورة إنجاز مراكز للأمن من أجل الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم نظرا لكثرة الاعتداءات التي يتعرّض لها أبناء الحي، إذ تتزايد تلك الجرائم مع حلول الظلام، سيما بحي إسطنبول 3 و,4 وكذا حي حسن الجوار، التي أصبحت جميعها تصنف ضمن المناطق الخطيرة كونها باتت مرتعا للصوص والمجرمين، مؤكدين أن مراكز الأمن التي تقع في الأحياء المجاورة لم تعد قادرة على فرض سيطرتها داخل تلك التجمعات نظرا لكثافتها السكانية مقابل نقص عدد أعوان الأمن·
ولعل ما زاد من حدة الإجرام في البلدية، نسبة البطالة المرتفعة في صفوف الشباب، إذ لا تتوافر البلدية على أدنى فرص للعمل عدا تلك التي توفرها الأسواق الفوضوية، أما بقية الشباب فيجد نفسه عرضة لتعاطي المخدرات، فقد باتت بعض المناطق معروفة بتجارة واستهلاك المخدرات· وفي هذا السياق، يؤكد نائب رئيس البلدية بأنه غير قادر على توفير مناصب الشغل لجميع شباب تلك التجمعات السكنية نظرا لمحدودية ميزانية البلدية، ناهيك عن عدم تجسيد العديد من المشاريع الموجهة لفئة الشباب بسبب مشاكل عيدة في مقدمتها غياب الدعم المالي اللازم·
طرق مهترئة وأشغال الترامواي عزلت بعض السكنات
أضحت الحركة المرورية داخل بلدية برج الكيفان صعبة منذ انطلاق أشغال الترامواي، وهي مصدر انزعاج بالنسبة للسائقين الذين أصبحوا يتفادون التوجه إلى مقر البلدية بسبب الضغط الكبير على الطرق الذي فرضته أشغال الترامواي، حيث يستلزم أحيانا الانتظار لساعات من أجل بلوغ مقر البلدية· بالموازاة مع هذا، فرضت الطرق المهترئة عزلة على العديد من التجمعات السكنية بسبب رفض العديد من سائقي سيارات الأجرة التنقل لتلك الأحياء بسبب الحفر المنتشرة عبر تلك الطرقات التي لم تخضع لأية عملية صيانة أو تزفيت منذ تشييد تلك التجمعات السكنية، وبهذا الخصوص، تقول السيدة فاطمة: ''معاناتنا تتضاعف في الليل، حيث يرفض أصحاب السيارات نقل المرضى إلى العيادات لتلقي العلاج بسبب انعدام الإنارة العمومية داخل تلك الأحياء، زيادة على اهتراء الطرق التي تملأها الحفر والحجارة خوفا على الأضرار التي قد تلحق بسياراتهم سيما في فصل الشتاء حيث تتحول تلك الحفر إلى برك مائية، خلال فترة الشتاء نعيش فعلا عزلة حقيقية لا يفهم معناها إلا من يعيش في برج الكيفان، خاصة من لا يملك سيارة''.
أكثر من 4000 سكن هشّ يهدد حياة القاطنين به
مقابل هذه الوضعية، تسجل بلدية برج الكيفان نحو 4302 بناء هشا في وضعية جد متدهور بالرغم من كونها بنايات فردية أقرب منها إلى البنايات العشوائية، والغريب أنها بنيت بترخيص من البلدية، التي يشتكي القائمون عليها اليوم من عجزهم عن معالجة ملف هذه التجمعات، التي تعاني تدهورا خطيرا سيما تلك السكنات الواقعة على حافة الوادي، ففي فصل الشتاء تزداد معاناتهم جراء الفيضانات التي يتسبب فيها ارتفاع منسوب الوادي بفعل تساقط الأمطار، حيث أكدت بعض العائلات ل ''الجزائر نيوز'' أنها تكابد الفقر والحرمان قائلة: ''بالرغم من أن كل البنايات في هذه المنطقة تتوافر على التراخيص الرسمية من البلدية، إلا أن البعض يقول لنا إنها غير مرخص لها، وبالتالي نجد أنفسنا في تجاهل كبير أمام معاناة كبيرة''·
لا أماكن للسكن ولا للدفن
طرح سكان بلدية برج الكيفان مشكل دفن الموتى، فالبلدية لا تملك مقبرة بسبب عدم امتلاكها لأراضٍ مناسبة، الأمر الذي دفعها إلى تخصيص أرضية قرب الوادي الذي يتخلل البلدية من أجل دفن الموتى، الذين أصبحت رفاتهم تدنس كل مرة· وطالب سكان البلدية بضرورة إكرام موتاهم من خلال تخصيص أرض ملائمة حتى يستغلوها كمقبرة، ولينقلوا رفات الموتى المدفونين في المقبرة الحالية الذي تجرفهم كل مرة مياه الوادي، مذكرين بالكارثة التي خلفتها الأمطار المتساقطة منذ نحو شهر، حيث يقول عبد الحميد في الصدد ذاته بأن ارتفاع منسوب الوادي تسبب في تعرية تربة القبور، مما أدى إلى جرف رفات العديد من الموتى، حيث اضطررنا إلى إعادة جمع تلك الرفات وإعادة دفنها دون معرفة هوية أصحابها·
ميزانية ضخمة مجمّدة·· ومشاريع كبيرة تبحث عن أراضٍ للإنجاز
رهنت الخلافات الشخصة بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي، التسيير الجيد لشؤون البلدية، حيث دفعت حالة عدم الاستقرار الداخلي إلى تجميد الميزانية المخصصة لتمويل المشاريع المقدرة بنحو 33 مليار سنتيم، وعلمت ''الجزائر نيوز'' من مصدر منتخب بأن الخلافات التي تنشب كل مرة بين الأعضاء تنصب مجملها حول عدم توحيد رأيهم بشأن نوعية المشاريع التي يجب تمويلها· هذه الوضعية والخلافات الصبيانية -على حد تصريح العضو المنتخب- حالت دون إنجاز العديد من المشاريع التي من شأنها التخفيف من معاناة الآلاف من العائلات· ويضيف العضو المنتخب بأن هذه العهدة الانتخابية هي الأسوأ في تاريخ بلدية برج الكيفان بالنظر إلى حجم المشاريع المنجزة التي تكاد تكون منعدمة·
ومن جهة أخرى، أضاف العضو المنتخب بأن هناك العديد من المشاريع المسجلة التي تبحث عن أراضٍ صالحة للبناء بسبب نفاد الأوعية العقارية التابعة للبلدية· فهذه الأخيرة استنفدت جميع أراضيها عندما منحتها إلى الخواص من أجل تشييد عليها بناءات ذاتية· في ظل عدم مقدورها اليوم على أرغام أصحاب المستثمرات الفلاحية على تنازل عن أراضيهم حتى في إطار المنفعة العامة، مما حال دون تجسيد العديد من المشاريع على أرض الواقع على غرار مكتبة البلدية التي رصد لها مبلغ 7 ملايير، ناهيك عن ملعب جواري، وكذا دار الشباب، إضافة إلى روضة مجهزة بأحدث الوسائل... وغيرها من المشاريع التي تبقى مجرد حبر على ورق·
أسواق موازية بالجملة·· والسوق المغطى الوحيد مقفل منذ إنجازه
تنتشر الأسواق غير الشرعية لبيع الخضر والفواكه ببرج الكيفان بكثرة، فمنها ما يتوسط التجمعات السكنية، ومنها ما يتواجد على قارعة الطريق أمام أعين السلطات البلدية التي تتخذ موقف المتفرج بالرغم من الشكاوى العديدة للمواطنين بسبب الفوضى التي تتسبب فيها تلك الأسواق، وكذا الأوساخ والفضلات التي يتركها الباعة المتجولون يوميا وراءهم، حيث يؤدي تراكمها أمام مداخل العمارات والبيوت إلى تشويه المنظر العمراني· ففي الوقت الذي تتكاثر فيه الأسواق الموازية يوما بعد آخر، يتواجد على مستوى البلدية العديد من الأسواق الشرعية المغطاة دون استغلالها بسبب رفض التجار استغلالها، الأمر الذي يرجعه نائب ''المير'' إلى بُعد أماكن تواجد تلك الأسواق المغطاة عن التجمعات السكنية، مضيفا بأن البلدية لا تملك الصلاحيات القانونية من أجل إرغام التجار على الانتقال إلى تلك الأسواق بالرغم من أن نشاطهم غير شرعي، يضيف نائب ''المير''، خاصة وأن الوضع الحالي للبلاد يمنعنا من طردهم ووقف نشاطهم لعدم توفرنا على بدائل لهم، لذلك نحن كبلدية نكتفي بحثهم على الحفاظ على البيئة وعدم رمي فضلاتهم هنا وهناك داخل تلك الأسواق التي اعترف بها رغما عنا· كما أن هناك إشكالية أخرى مرتبطة بالسكان، فبالرغم من الشكاوى المتكررة لهؤلاء حول تدهور المحيط البيئي إلا أنهم يرفضون في الوقت نفسه طرد أولئك التجار، لأن الأسواق المغطاة بعيدة عن منازلهم، ما يستلزم التنقل إلى أحياء أخرى من أجل اقتناء حاجياتهم من خضر وفواكه·
------------------------------------------------------------------------
3 أسئلة إلى شباب اسماعيل نائب رئيس المجلس الشعبي لبلدية برج الكيفان
أكد نائب رئيس المجلس الشعبي لبلدية برج الكيفان، بأن مصالحه عاجزة عن التكفل بطلبات نحو 200 ألف ساكن في جميع الميدان بسبب ضعف الميزانية من جهة، والخلافات التي تشهدها يوميا أروقة المجلس بين أعضائه الذين يفضّلون خدمة المصلحة الخاصة على المصلحة العامة،إضافة إلى عدم امتلاك البلدية لأي صلاحيات لفتح مناصب شغل أو رصد مشاريع تنموية·
تزداد شكاوى المواطنين بشأن تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية كل يوم، ما سبب عدم تعاطيكم الإيجابي مع تلك الشكاوى؟
حقيقة، نحن كبلدية ترهننا المشاكل والخلافات الداخلية التي أثرت بشكل مباشر على أدائنا سيما تعاملنا مع العديد من شكاوى المواطنين بشأن تحسين ظروف معيشتهم· وهناك نقطة أخرى متعلقة بوضعية العديد من التجمعات السكنية الشعبية الواقعة جنوب البلدية التي تفتقر لأدنى التجهيزات الضرورية، وعموما فنحن سطرنا خلال هذه السنة العديد من المشاريع المتعلقة بربط جميع تلك الأحياء بالشبكة العمومية للماء الشروب، ناهيك عن إعادة صيانة شبكة الصرف الصحي بالنسبة لبعض الأحياء، ووضع الشبكة نفسها بأحياء أخرى، حيث رصدنا أغلفة مالية ضخمة من أجل تمويل هذه العملية التي تتراوح قيمتها بين 5 و6 ملايير سنتيم للعملية الواحدة·
لكن طلبات سكان الدوم وحي إسطنبول لا تقتصر فقط على وضع شبكات الصرف الصحي، فهل من مشاريع أخرى موجهة إلى سكان هذه التجمعات؟
إن التعاطي مع ملف هذه التجمعات الشعبية جد عويص بسبب مشاكلهم المتزايدة وبالنظر أيضا إلى محدودية ميزانية البلدية· وعموما، نحن المنتخبون ورثنا نتائج التسيير السيئ للمنتخبين السابقين، وفي مقدمتها إقدامهم على منح أراضٍ للبناء في الإطار الاجتماعي سنة 89 مما خلق تجمعات سكنية كبيرة وعشوائية غير مجهزة لا بالكهرباء أو الغاز أو حتى بالماء· كما أننا لا نملك العصا السحرية التي تحل مشاكلهم في لحظة، لذلك على المواطنين الصبر والأخذ بعين الاعتبار الوضعية الحرجة التي تمر بها البلدية، عموما هناك مشاريع في طريق الإنجاز سترفع عنهم جزءا من معاناتهم·
بالنسبة لطلبات الشغل والسكن، كيف تتعامل البلدية معها؟
البلدية لا تحصي عدد طلبات الشغل التي تقدر بالآلاف، وتبقى جميعها حبيسة أدراج مكاتب البلدية، ونحن نعجز عن التكفل بها بسبب المشاكل العديدة، وفي مقدمتها أن البلدية ليست منطقة صناعية، لذلك يتعذر عليها توظيف أبنائها، كما أن خلق مناصب عمل دائمة تتكفل به الدولة، مثلا فتح مناصب شغل في تنظيف شواطئ البلدية على مدار السنة، ونحن كبلدية نقترح توظيف 1500 شاب بصفة دائمة وليس في الصيف فقط، إلا أننا لا نملك الإمكانيات المادية اللازمة من أجل ضمان دخل شهري منتظم لهم· أما بالنسبة لطلبات السكن، فنقدرها بأكثر من 3000 طلب، إلا أن مشكلة البلدية تمكن في عدم استفادتها من أي مشاريع سكنية في مختلف الصيغ منذ 2007 بسبب عدم امتلاكها للأراضي الصالحة للبناء·
تتعالى الأصوات أيضا لضبط نشاط الأسواق الفوضوية وخلق مرافق ترفيهية ورياضة لانتشال الشباب من دوامة الضياع، ما رأيكم؟
نحن الأعضاء المنتخبون في البلديات مهمّشين من قبل جميع الأطراف الفاعلة في السلطة، من مسؤولين سامين وحتى ولاة، فنحن لا نملك الصلاحيات من أجل رصد المشاريع التنموية أو حتى تقديم الاقتراحات بالرغم من أننا على اطلاع مباشر بجميع احتياجات المواطنين، الأمر الذي يفسر وجود عدد من المشاريع المنجزة على مستوى البلدية دون استغلالها لتلبي احتياجات المواطن· أما بالنسبة للشباب، فنحن كهيئة منتخبة نعترف بمسؤوليتنا تجاه انحراف عدد كبير من الشباب، ورغم ذلك فإن البلدية لها العديد من المشاريع الموجهة إلى فئة الشباب، إلا أننا نعاني من نفاد الجيوب العقارية، ما رهن تجسيد العديد من المشاريع·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.