رئيس الجمهورية: متمسكون بالسياسة الاجتماعية للدولة    رئيس الجمهورية يؤكد أن الجزائر تواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    الشروع في مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوربي السنة القادمة    المطالبة بمراجعة اتفاق 1968 مجرد شعار سياسي لأقلية متطرفة بفرنسا    تنظيم مسابقة وطنية لأحسن مرافعة في الدفع بعدم الدستورية    مراد يتحادث مع المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة    صدور مرسوم المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحفي    الكشف عن قميص "الخضر" الجديد    محلات الأكل وراء معظم حالات التسمم    المعارض ستسمح لنا بإبراز قدراتنا الإنتاجية وفتح آفاق للتصدير    انطلاق الطبعة 2 لحملة التنظيف الكبرى للجزائر العاصمة    عدم شرعية الاتفاقيات التجارية المبرمة مع المغرب.. الجزائر ترحب بقرارات محكمة العدل الأوروبية    رئيس الجمهورية: الحوار الوطني سيكون نهاية 2025 وبداية 2026    ماكرون يدعو إلى الكف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل..استهداف مدينة صفد ومستوطنة دان بصواريخ حزب الله    العدوان الصهيوني على غزة: وقفة تضامنية لحركة البناء الوطني لإحياء صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: فيلم "ميسي بغداد" يفتتح المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة    للحكواتي الجزائري صديق ماحي..سلسلة من الحكايات الشعبية لاستعادة بطولات أبطال المقاومة    البليدة..ضرورة رفع درجة الوعي بسرطان الثدي    سوق أهراس : الشروع في إنجاز مشاريع لحماية المدن من خطر الفيضانات    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يعود بعد 6 سنوات من الغياب.. الفيلم الروائي الجزائري "عين لحجر" يفتتح الطبعة ال12    الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية : ندوة عن السينما ودورها في التعريف بالثورة التحريرية    رئيس جمهورية التوغو يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    بيتكوفيتش يعلن القائمة النهائية المعنية بمواجهتي توغو : استدعاء إبراهيم مازا لأول مرة ..عودة بوعناني وغياب بلايلي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف، مولودية قسنطينة ونجم التلاغمة في المطاردة    اثر التعادل الأخير أمام أولمبي الشلف.. إدارة مولودية وهران تفسخ عقد المدرب بوزيدي بالتراضي    تيميمون: التأكيد على أهمية التعريف بإسهامات علماء الجزائر على المستوى العالمي    بداري يعاين بالمدية أول كاشف لحرائق الغابات عن بعد    حوادث المرور: وفاة 4 أشخاص وإصابة 414 آخرين بجروح خلال ال48 ساعة الأخيرة    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41825 شهيدا    بلمهدي يشرف على إطلاق بوابة الخدمات الإلكترونية    لبنان تحت قصف العُدوان    البنك الدولي يشيد بالتحسّن الكبير    شنقريحة يلتقي وزير الدفاع الإيطالي    يوم إعلامي لمرافقة المرأة الماكثة في البيت    إحداث جائزة الرئيس للباحث المُبتكر    أسماء بنت يزيد.. الصحابية المجاهدة    دفتيريا وملاريا سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل القاطنين    الأمم المتحدة: نعمل "بشكل ثابت" لتهدئة الأوضاع الراهنة في لبنان وفلسطين    سايحي: الشروع قريبا في تجهيز مستشفى 60 سرير بولاية إن قزام    الجزائر حاضرة في مؤتمر عمان    طبّي يؤكّد أهمية التكوين    استئناف نشاط محطة الحامة    بوغالي يشارك في تنصيب رئيسة المكسيك    افتتاح الطبعة ال12 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف, مولودية قسنطينة و نجم التلاغمة في المطاردة    صحة: تزويد المستشفيات بمخزون كبير من أدوية الملاريا تحسبا لأي طارئ    رابطة أبطال إفريقيا (مرحلة المجموعات-القرعة): مولودية الجزائر في المستوى الرابع و شباب بلوزداد في الثاني    الجزائر-البنك الدولي: الجزائر ملتزمة ببرنامج إصلاحات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة    ديدوش يدعو المتعاملين المحليين للمساهمة في إنجاح موسم السياحة الصحراوية 2025/2024    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا بالجنوب    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عائلات ببرج الكيفان تناشد الرئيس انتشا لها من البؤس
نشر في الجزائر نيوز يوم 06 - 02 - 2011

الزائر لأحياء بلدية برج الكيفان، الواقعة شرق العاصمة، يندهش لتلك الفيلات الكولونيالية القديمة والجميلة المتراصة على طول الطريق، لكن وراء ذلك المنظر تختبئ حقيقة أخرى بائسة لبرج الكيفان، فالأحياء الشعبية بها تفتقر لأدنى شروط الحياة· وبالرغم من وجود جمعيات تناضل من أجل تحسين الوضع في البلدية، غير أن قدرتها على تغيير الأوضاع نحو الأحسن تظل محدودة، ليبقى سكان برج الكيفان يعانون تجاهل السلطات المحلية لكل أنواع المعاناة التي يعيشونها يوميا· ''الجزائر نيوز'' عايشت ما وصفه السكان ب ''البؤس اليومي'' من خلال هذا الروبورتاج·
حي فايزي·· سكنات مهددة بالانهيار
كانت الساعة تشير إلى حدود الواحدة بعد منتصف النهار عندما وصلنا إلى حي فايزي، الحي الذي يتوسطه سوق فوضوي صغير لبيع الخضر والفواكه، وهو عبارة عن عمارات قديمة أصبحت آيلة للسقوط نظرا لتشققات وتصدع جدرانها. قصدنا أحد السيدات التي كانت تتأهب لمغادرة السوق بعدما اقتنت مستلزماتها من خضر تكفيها قوت يومها، استرسلت في الحديث معنا حول الأوضاع التي يعيشها سكان الحي الذي لم يعد قادرا على تحمّل ضغط العائلات، وحتى الظروف المناخية الصعبة التي تجتاح البلاد هذه الأيام، تقول السيدة آمال: ''نحن نكابد برودة الطقس داخل هذه السكنات غير المجهزة بالغاز الطبيعي، ضقنا ذرعا من الظروف التي نعيش فيها التي لم تتغير منذ سنوات بالرغم من الشكاوى العديدة التي وجهناها إلى كل رؤساء البلديات المتعاقبة، لكن لا حياة لمن تنادي، فالكل مشغول بخدمة مصالحه الشخصية وغير مبالٍ بمصلحة الآخرين''· من جهته، أوضح سعيد، أحد سكان الحي، بأن جميع الأميار الذين تعاقبوا على البلدية اقتصر عملهم على توزيع الوعود التي تبقى حبيسة أدراجهم في الوقت الذي تتضاعف فيه معاناة السكان خاصة خلال فصل الشتاء بسبب عدم ربط الحي بالشبكة العمومية لتوزيع الغاز في ظل ارتفاع سعر قارورة الغاز الطبيعي التي تصل في عز الشتاء إلى 800 دج للقارورة الواحدة· السيدة نجية، أحد الساكنات بالحي تطرقت، من جهتها، إلى المحيط البيئي غير الصحي الذي يترعرع فيه أطفال الحي بسبب انتشار الأوساخ سيما داخل باحة الحي التي استغلها بعض التجار لبيع مختلف الخضر والفواكه بطريقة غير شرعية بقولها: ''نحن لسنا ضد هؤلاء التجار لأنهم يوفرون لنا بعض الخدمات، إلا أننا نطالبهم بجمع قمامتهم وعدم رميها في الطريق، خاصة وأن هناك بعض التجار يذبحون الدجاج دون الاهتمام بأدنى معايير النظافة، الأمر الذي جعل هذه المنطقة أشبه بمفرغة كبيرة، نتعرّض فيها لكل أنواع المخاطر الصحية''· المثير أن هذا السوق الفوضوي بالرغم مما يجلبه من مشكلات صحية، سيما تلك المتعلقة بانتشار الحشرات والقوارض من فئران وجرذان، إلا أن السكان يؤكدون سبب ذلك تهاون البلدية في تخصيص مكان ملائم لممارسة النشاط التجاري، مؤكدين أن سكان الحي أصبحوا لا يستغنون عن النشاط التجاري الذي يوفر لهم كل ما يحتاجون له بالرغم من الضرر الذي يلحقهم به·
ولا تقتصر طلبات سكان حي فايزي عند هذا الحد، بل طالبوا أيضا بضرورة إعادة ترميم العمارات التي أصبحت آيلة للسقوط بفعل التشققات والتصدعات التي ظهرت على الشرفات والجدران، ما أصبح يشكل خطرا حقيقيا على السكان والمارة على حد سواء· في هذا السياق، قال مصطفى، أحد القاطنين بالحي، منذ أشهر قليلة انهار جزء من إحدى الشرفات المطلة على السوق اليومي كاد أن يتسبب في وفاة شاب بعد تعرّضه لجروح، هذا إلى جانب مشكلات الصرف الصحي التي تعرف انفجارات بين الفترة والأخرى تتسبب في تسربات المياه القذرة في أقبية العمارات والشقق·
إسطنبول 3 و4,· الدوم 4 ,3 ,2 ,1 والقائمة طويلة
تركنا وجهتنا الأولى بحثا عن أحياء تزدهر فيها الحياة الاجتماعية والمحيط البيئي، إلا أننا عثرنا على الديكور نفسه الذي تزيّنه الأوساخ المنتشرة هنا وهناك، والطرق المهترئة التي تحوّلت إلى برك مائية نتيجة الأمطار المتساقطة خلال ال 48 ساعة التي سبقت تنقلنا إلى البلدية·
المشاكل التي تنغّص حياة سكان حي فايزي نفسها تتكرر في جميع الأحياء الشعبية المنتشرة على طول ساحل بلدية برج الكيفان على غرار حي الدوم ,4 ,3 ,2 ,1 إسطنبول ,4 ,3 إضافة إلى حيي حسن الجوار و,96 فالوضع في أحياء بلدية برج الكيفان يتشابه في مشاكله ومعاناته بالرغم من بعض الاختلافات والتباين في حجمها، وقد أكد كل من تحدثنا معهم خلال جولتنا في تلك الأحياء، أن بلدية برج الكيفان باتت تعيش على فوهة بركان قابلة للانفجار في أي لحظة، في إشارة إلى أن المشاكل نفسها تستمر على مدار 25 سنة دون أن تقوم المجالس الشعبية المنتخبة على مدار تلك السنوات من حل ولو جزء منها، دون الحديث عن المشاكل المتعلقة بالغاز الطبيعي، المياه الصالحة للشرب، الصرف الصحي، قِدم السكنات، الاكتظاظ... وغيرها من المشاكل التي لا تكاد تنتهي·
ومن بين المشاكل التي تتكرر على لسان كل السكان، تلك المتعلقة بالفضلات، فحسب أحد السكان تكاد برج الكيفان تتحوّل إلى مفرغة عمومية تتسبب في العديد من الأمراض والأوبئة التي تنتشر بين السكان مع حلول كل فصل صيف بسبب الأوساخ المتعفنة التي تغزو تلك التجمعات لعدم وجود أماكن مخصصة لرمي القمامات أو حتى شاحنات خاصة بتنظيف الحي ورفع تللك القمامات· ومن خلال ''الجزائر نيوز'' طالبت العائلات الغاضبة من السلطات، الالتفات إليها والتكفل بمشاكلها قصد توفير محيط بيئي سليم·
انتشار الجريمة·· برج الكيفان أو شيكاغو
إضافة إلى المشاكل البيئية والصحية، يرى السكان أن هناك ما هو أخطر، في إشارة إلى الوضع الأمني الذي شهد في الفترة الأخيرة تفاقم الجريمة والاعتداء، إلى جانب السرقات، الأمر الذي جعل البلدية أشبه بشيكاغو الأمريكية· فقد اشتكت العائلات القاطنة بالتجمعات السكنية الشعبية ببلدية برج الكيفان من نقص التغطية الأمنية داخل تلك الأحياء، ما رفع مؤشر الجريمة لها·
المثير أن الزائر لتلك الأحياء لا يلمس أي وجود لأعوان الأمن أو عناصر الشرطة، ولعل هذا ما دفع العائلات للمطالبة بضرورة إنجاز مراكز للأمن من أجل الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم نظرا لكثرة الاعتداءات التي يتعرّض لها أبناء الحي، إذ تتزايد تلك الجرائم مع حلول الظلام، سيما بحي إسطنبول 3 و,4 وكذا حي حسن الجوار، التي أصبحت جميعها تصنف ضمن المناطق الخطيرة كونها باتت مرتعا للصوص والمجرمين، مؤكدين أن مراكز الأمن التي تقع في الأحياء المجاورة لم تعد قادرة على فرض سيطرتها داخل تلك التجمعات نظرا لكثافتها السكانية مقابل نقص عدد أعوان الأمن·
ولعل ما زاد من حدة الإجرام في البلدية، نسبة البطالة المرتفعة في صفوف الشباب، إذ لا تتوافر البلدية على أدنى فرص للعمل عدا تلك التي توفرها الأسواق الفوضوية، أما بقية الشباب فيجد نفسه عرضة لتعاطي المخدرات، فقد باتت بعض المناطق معروفة بتجارة واستهلاك المخدرات· وفي هذا السياق، يؤكد نائب رئيس البلدية بأنه غير قادر على توفير مناصب الشغل لجميع شباب تلك التجمعات السكنية نظرا لمحدودية ميزانية البلدية، ناهيك عن عدم تجسيد العديد من المشاريع الموجهة لفئة الشباب بسبب مشاكل عيدة في مقدمتها غياب الدعم المالي اللازم·
طرق مهترئة وأشغال الترامواي عزلت بعض السكنات
أضحت الحركة المرورية داخل بلدية برج الكيفان صعبة منذ انطلاق أشغال الترامواي، وهي مصدر انزعاج بالنسبة للسائقين الذين أصبحوا يتفادون التوجه إلى مقر البلدية بسبب الضغط الكبير على الطرق الذي فرضته أشغال الترامواي، حيث يستلزم أحيانا الانتظار لساعات من أجل بلوغ مقر البلدية· بالموازاة مع هذا، فرضت الطرق المهترئة عزلة على العديد من التجمعات السكنية بسبب رفض العديد من سائقي سيارات الأجرة التنقل لتلك الأحياء بسبب الحفر المنتشرة عبر تلك الطرقات التي لم تخضع لأية عملية صيانة أو تزفيت منذ تشييد تلك التجمعات السكنية، وبهذا الخصوص، تقول السيدة فاطمة: ''معاناتنا تتضاعف في الليل، حيث يرفض أصحاب السيارات نقل المرضى إلى العيادات لتلقي العلاج بسبب انعدام الإنارة العمومية داخل تلك الأحياء، زيادة على اهتراء الطرق التي تملأها الحفر والحجارة خوفا على الأضرار التي قد تلحق بسياراتهم سيما في فصل الشتاء حيث تتحول تلك الحفر إلى برك مائية، خلال فترة الشتاء نعيش فعلا عزلة حقيقية لا يفهم معناها إلا من يعيش في برج الكيفان، خاصة من لا يملك سيارة''.
أكثر من 4000 سكن هشّ يهدد حياة القاطنين به
مقابل هذه الوضعية، تسجل بلدية برج الكيفان نحو 4302 بناء هشا في وضعية جد متدهور بالرغم من كونها بنايات فردية أقرب منها إلى البنايات العشوائية، والغريب أنها بنيت بترخيص من البلدية، التي يشتكي القائمون عليها اليوم من عجزهم عن معالجة ملف هذه التجمعات، التي تعاني تدهورا خطيرا سيما تلك السكنات الواقعة على حافة الوادي، ففي فصل الشتاء تزداد معاناتهم جراء الفيضانات التي يتسبب فيها ارتفاع منسوب الوادي بفعل تساقط الأمطار، حيث أكدت بعض العائلات ل ''الجزائر نيوز'' أنها تكابد الفقر والحرمان قائلة: ''بالرغم من أن كل البنايات في هذه المنطقة تتوافر على التراخيص الرسمية من البلدية، إلا أن البعض يقول لنا إنها غير مرخص لها، وبالتالي نجد أنفسنا في تجاهل كبير أمام معاناة كبيرة''·
لا أماكن للسكن ولا للدفن
طرح سكان بلدية برج الكيفان مشكل دفن الموتى، فالبلدية لا تملك مقبرة بسبب عدم امتلاكها لأراضٍ مناسبة، الأمر الذي دفعها إلى تخصيص أرضية قرب الوادي الذي يتخلل البلدية من أجل دفن الموتى، الذين أصبحت رفاتهم تدنس كل مرة· وطالب سكان البلدية بضرورة إكرام موتاهم من خلال تخصيص أرض ملائمة حتى يستغلوها كمقبرة، ولينقلوا رفات الموتى المدفونين في المقبرة الحالية الذي تجرفهم كل مرة مياه الوادي، مذكرين بالكارثة التي خلفتها الأمطار المتساقطة منذ نحو شهر، حيث يقول عبد الحميد في الصدد ذاته بأن ارتفاع منسوب الوادي تسبب في تعرية تربة القبور، مما أدى إلى جرف رفات العديد من الموتى، حيث اضطررنا إلى إعادة جمع تلك الرفات وإعادة دفنها دون معرفة هوية أصحابها·
ميزانية ضخمة مجمّدة·· ومشاريع كبيرة تبحث عن أراضٍ للإنجاز
رهنت الخلافات الشخصة بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي، التسيير الجيد لشؤون البلدية، حيث دفعت حالة عدم الاستقرار الداخلي إلى تجميد الميزانية المخصصة لتمويل المشاريع المقدرة بنحو 33 مليار سنتيم، وعلمت ''الجزائر نيوز'' من مصدر منتخب بأن الخلافات التي تنشب كل مرة بين الأعضاء تنصب مجملها حول عدم توحيد رأيهم بشأن نوعية المشاريع التي يجب تمويلها· هذه الوضعية والخلافات الصبيانية -على حد تصريح العضو المنتخب- حالت دون إنجاز العديد من المشاريع التي من شأنها التخفيف من معاناة الآلاف من العائلات· ويضيف العضو المنتخب بأن هذه العهدة الانتخابية هي الأسوأ في تاريخ بلدية برج الكيفان بالنظر إلى حجم المشاريع المنجزة التي تكاد تكون منعدمة·
ومن جهة أخرى، أضاف العضو المنتخب بأن هناك العديد من المشاريع المسجلة التي تبحث عن أراضٍ صالحة للبناء بسبب نفاد الأوعية العقارية التابعة للبلدية· فهذه الأخيرة استنفدت جميع أراضيها عندما منحتها إلى الخواص من أجل تشييد عليها بناءات ذاتية· في ظل عدم مقدورها اليوم على أرغام أصحاب المستثمرات الفلاحية على تنازل عن أراضيهم حتى في إطار المنفعة العامة، مما حال دون تجسيد العديد من المشاريع على أرض الواقع على غرار مكتبة البلدية التي رصد لها مبلغ 7 ملايير، ناهيك عن ملعب جواري، وكذا دار الشباب، إضافة إلى روضة مجهزة بأحدث الوسائل... وغيرها من المشاريع التي تبقى مجرد حبر على ورق·
أسواق موازية بالجملة·· والسوق المغطى الوحيد مقفل منذ إنجازه
تنتشر الأسواق غير الشرعية لبيع الخضر والفواكه ببرج الكيفان بكثرة، فمنها ما يتوسط التجمعات السكنية، ومنها ما يتواجد على قارعة الطريق أمام أعين السلطات البلدية التي تتخذ موقف المتفرج بالرغم من الشكاوى العديدة للمواطنين بسبب الفوضى التي تتسبب فيها تلك الأسواق، وكذا الأوساخ والفضلات التي يتركها الباعة المتجولون يوميا وراءهم، حيث يؤدي تراكمها أمام مداخل العمارات والبيوت إلى تشويه المنظر العمراني· ففي الوقت الذي تتكاثر فيه الأسواق الموازية يوما بعد آخر، يتواجد على مستوى البلدية العديد من الأسواق الشرعية المغطاة دون استغلالها بسبب رفض التجار استغلالها، الأمر الذي يرجعه نائب ''المير'' إلى بُعد أماكن تواجد تلك الأسواق المغطاة عن التجمعات السكنية، مضيفا بأن البلدية لا تملك الصلاحيات القانونية من أجل إرغام التجار على الانتقال إلى تلك الأسواق بالرغم من أن نشاطهم غير شرعي، يضيف نائب ''المير''، خاصة وأن الوضع الحالي للبلاد يمنعنا من طردهم ووقف نشاطهم لعدم توفرنا على بدائل لهم، لذلك نحن كبلدية نكتفي بحثهم على الحفاظ على البيئة وعدم رمي فضلاتهم هنا وهناك داخل تلك الأسواق التي اعترف بها رغما عنا· كما أن هناك إشكالية أخرى مرتبطة بالسكان، فبالرغم من الشكاوى المتكررة لهؤلاء حول تدهور المحيط البيئي إلا أنهم يرفضون في الوقت نفسه طرد أولئك التجار، لأن الأسواق المغطاة بعيدة عن منازلهم، ما يستلزم التنقل إلى أحياء أخرى من أجل اقتناء حاجياتهم من خضر وفواكه·
------------------------------------------------------------------------
3 أسئلة إلى شباب اسماعيل نائب رئيس المجلس الشعبي لبلدية برج الكيفان
أكد نائب رئيس المجلس الشعبي لبلدية برج الكيفان، بأن مصالحه عاجزة عن التكفل بطلبات نحو 200 ألف ساكن في جميع الميدان بسبب ضعف الميزانية من جهة، والخلافات التي تشهدها يوميا أروقة المجلس بين أعضائه الذين يفضّلون خدمة المصلحة الخاصة على المصلحة العامة،إضافة إلى عدم امتلاك البلدية لأي صلاحيات لفتح مناصب شغل أو رصد مشاريع تنموية·
تزداد شكاوى المواطنين بشأن تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية كل يوم، ما سبب عدم تعاطيكم الإيجابي مع تلك الشكاوى؟
حقيقة، نحن كبلدية ترهننا المشاكل والخلافات الداخلية التي أثرت بشكل مباشر على أدائنا سيما تعاملنا مع العديد من شكاوى المواطنين بشأن تحسين ظروف معيشتهم· وهناك نقطة أخرى متعلقة بوضعية العديد من التجمعات السكنية الشعبية الواقعة جنوب البلدية التي تفتقر لأدنى التجهيزات الضرورية، وعموما فنحن سطرنا خلال هذه السنة العديد من المشاريع المتعلقة بربط جميع تلك الأحياء بالشبكة العمومية للماء الشروب، ناهيك عن إعادة صيانة شبكة الصرف الصحي بالنسبة لبعض الأحياء، ووضع الشبكة نفسها بأحياء أخرى، حيث رصدنا أغلفة مالية ضخمة من أجل تمويل هذه العملية التي تتراوح قيمتها بين 5 و6 ملايير سنتيم للعملية الواحدة·
لكن طلبات سكان الدوم وحي إسطنبول لا تقتصر فقط على وضع شبكات الصرف الصحي، فهل من مشاريع أخرى موجهة إلى سكان هذه التجمعات؟
إن التعاطي مع ملف هذه التجمعات الشعبية جد عويص بسبب مشاكلهم المتزايدة وبالنظر أيضا إلى محدودية ميزانية البلدية· وعموما، نحن المنتخبون ورثنا نتائج التسيير السيئ للمنتخبين السابقين، وفي مقدمتها إقدامهم على منح أراضٍ للبناء في الإطار الاجتماعي سنة 89 مما خلق تجمعات سكنية كبيرة وعشوائية غير مجهزة لا بالكهرباء أو الغاز أو حتى بالماء· كما أننا لا نملك العصا السحرية التي تحل مشاكلهم في لحظة، لذلك على المواطنين الصبر والأخذ بعين الاعتبار الوضعية الحرجة التي تمر بها البلدية، عموما هناك مشاريع في طريق الإنجاز سترفع عنهم جزءا من معاناتهم·
بالنسبة لطلبات الشغل والسكن، كيف تتعامل البلدية معها؟
البلدية لا تحصي عدد طلبات الشغل التي تقدر بالآلاف، وتبقى جميعها حبيسة أدراج مكاتب البلدية، ونحن نعجز عن التكفل بها بسبب المشاكل العديدة، وفي مقدمتها أن البلدية ليست منطقة صناعية، لذلك يتعذر عليها توظيف أبنائها، كما أن خلق مناصب عمل دائمة تتكفل به الدولة، مثلا فتح مناصب شغل في تنظيف شواطئ البلدية على مدار السنة، ونحن كبلدية نقترح توظيف 1500 شاب بصفة دائمة وليس في الصيف فقط، إلا أننا لا نملك الإمكانيات المادية اللازمة من أجل ضمان دخل شهري منتظم لهم· أما بالنسبة لطلبات السكن، فنقدرها بأكثر من 3000 طلب، إلا أن مشكلة البلدية تمكن في عدم استفادتها من أي مشاريع سكنية في مختلف الصيغ منذ 2007 بسبب عدم امتلاكها للأراضي الصالحة للبناء·
تتعالى الأصوات أيضا لضبط نشاط الأسواق الفوضوية وخلق مرافق ترفيهية ورياضة لانتشال الشباب من دوامة الضياع، ما رأيكم؟
نحن الأعضاء المنتخبون في البلديات مهمّشين من قبل جميع الأطراف الفاعلة في السلطة، من مسؤولين سامين وحتى ولاة، فنحن لا نملك الصلاحيات من أجل رصد المشاريع التنموية أو حتى تقديم الاقتراحات بالرغم من أننا على اطلاع مباشر بجميع احتياجات المواطنين، الأمر الذي يفسر وجود عدد من المشاريع المنجزة على مستوى البلدية دون استغلالها لتلبي احتياجات المواطن· أما بالنسبة للشباب، فنحن كهيئة منتخبة نعترف بمسؤوليتنا تجاه انحراف عدد كبير من الشباب، ورغم ذلك فإن البلدية لها العديد من المشاريع الموجهة إلى فئة الشباب، إلا أننا نعاني من نفاد الجيوب العقارية، ما رهن تجسيد العديد من المشاريع·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.