نقلت وكالة "سبوتنيك" عن المستشار العسكري للأمين العام لجامعة الدول العربية محمود خليفة، تأكيده أن عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة قريبة. وفي تصريحات للوكالة، قال خليفة إن هناك أفكارا تم طرحها من أجل عودة سوريا، مضيفا أن هذه العودة ستكون قريبا جدا.
وأضاف أن "مقعد سوريا في جامعة الدول العربية لم يلغ، المقعد مجمد، لحين توافر ظروف معينة داخل سوريا وداخل الإطار العربي"، متمنيا أن "تستقر وتزداد قوة بتواجدها بين الأشقاء العرب".
وتشكل هذه التصريحات من مسؤول في الجامعة العربية، تحولا ايجابيا، بعد تصريح الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط نهاية جانفي الماضي، بأنه "لم يتم الوصول بعد إلى ما هو مطلوب من سوريا قبل عودتها إلى الجامعة العربية".
وكانت الجزائر قد قادت مساع من أجل عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وأعلنت أنها تبحث عن توافق عربي خلال القمة العربية المقبلة المرتقبة بالجزائر لضمان عودة سوريا إلى الجامعة.
والموقف الجزائري، بشأن عضوية سوريا في الجامعة العربية، ليس بالجديد، إذ كانت الدولة الوحيدة رفقة العراق التي تحفظت على قرار تجميد العضوية، كما لم تغلق سفارتها في دمشق طوال سنوات الأزمة هناك.
وإذا نجحت مساعي الجزائر في إعادة سوريا للجامعة، سيعتبر ذلك انتصارا جديدا للدبلوماسية الجزائرية، بعد نجاحها في تعليق منح الكيان الصهيوني صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي.
وقال الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، مبروك كاهي، ل "الجزائر الجديدة"، إن الدبلوماسية الجزائرية جهرت بضرورة عودة سوريا للجامعة العربية، فلما سئل الرئيس عبد المجيد تبون في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، إن كانت القمة العربية القادمة بالجزائر ستشهد عودة سوريا إلى الجامعة العربية رد قائلا بأنها من المفروض أن تكون حاضرة، وأضاف قائلا: "نحن عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للم شمل العالم العربي الممزق، نحن دولة تجمع الفرقاء دائما".
ويرى الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية أن استرجاع سوريا لمقعدها في الجامعة العربية تعني الكثير بالنسبة للجزائر، فهي تمثل عودة الدور الحقيقي للجامعة بعد أن حادت عنه نتيجة التغييرات التي عرفتها بعض الأنظمة العربية، وهي تمثل أيضا مساعدة لسوريا من أجل الخروج من أزمتها الأمنية واستعادة الأمن على كامل ترابها، وأخيرا تمثل هذه العودة نجاحا لرهان الجزائر في كون الدفاع عن القضايا العربية المصيرية يأتي من لحمة ووحدة الدول العربية.
وقاد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة جولة إلى بعض الدول العربية المؤثرة وكان ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية من أبرز الملفات المطروحة على طاولة النقاش إضافة إلى بعض القضايا السائدة على الساحة العربية كالقضية الفلسطينية والأزمة الليبية وبعض الملفات الأخرى المطروحة على الصعيد القاري.