تشهدُ العلاقات بين الجزائر ودول عربية، حركية دبلوماسية كبيرة تمثلت في لقاءات وزيارات وفود عربية رفيعة المستوى إلى البلاد، تم خلالها إجراء مباحثات ونقاشات حول مختلف الملفات الإقليمية والدولية. وقبل نحو أسبوع، زار رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وتعتبرُ هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس موريتاني إلى الجزائر منذ عام 2009. وهذا الأسبوع وصل وزير الداخلية السعودي إلى الجزائر، وأجرى مباحثات مع الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الداخلية والجماعات المحلية كمال بلجود حول العلاقات الثنائية والتعاون الأمني القائم بين البلدين. وبعد ذلك استقبل الرئيس عبد المجيد تبون، الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير دولة قطر، وبنفس التوقيت بحث وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة عديدا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، إذ كتب "آل ثاني" على حسابه في "تويتر": "سعدت بمكالمة أخي وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في الجمهورية الجزائرية"، مضيفاً: "ناقشنا العلاقات الأخوية بين بلدينا والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين"، أما وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة الجزائر فكتب على صفحته ب"تويتر"، أنه تبادل التهاني بمناسبة العام الجديد مع وزير الخارجية القطري، ولفت إلى أنه تم استعراض وضع العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى مستجدات الأوضاع على الساحة العربية. وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية قبيل انعقاد القمة العربية في الجزائر في مارس 2022، وهي القمة التي تريد الجزائر أن تكون جامعة للصف العربي وتسعى فيها لتوحيد المواقف بشأن عدد من القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقال الباحث في الشؤون السياسية والأمنية مبروك كاهي ل "الجزائر الجديدة" إن الجزائر تتحرك اليوم عبر محورين أساسين، المحور الأول والرئيسي هو العربي المغاربي من أجل حل المشاكل والصراعات العالقة وتثبيت العلاقات وهذا المحور يشمل كل من ليبيا وموريتانيا وتونس، وتعزز هذا التحرك بعد خرق المغرب لوقف إطلاق النار مع جبهة البوليزاريو واختياره لحليف غير طبيعي عن المنطقة ألا وهو الكيان الصهيوني. أما المحور الثاني، فقال مبروك كاهي إنه يشمل التحرك الكلي والهدف منه إنجاح القمة العربية بحضور وازن وفاعل للقيادات العربية، إضافة إلى لم شمل وطرح ملف عودة سوريا لشغل مقعدها الأساسي وإعطاء تصور موحد لدفع القضية الفلسطينية مع طرح قضايا أخرى بما فيها السودان ودعم الصومال وغيرها من القضايا، مشيرا إلى أن الجزائر ومن خلال تحركها العربي تريد أن تُكون القمة العربية قاعدة انطلاق لتحرك عربي موحد. وقال الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية إن التحدي الأكبر بالنسبة للجزائر هو ضمان المشاركة لا سيما الصف الأول من القيادات العربية وأن لا يقتصر الحضور على مبعوثين فقط.