وصل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى العاصمة المصرية القاهرة، أمس الإثنين، في زيارة تعتبر الأولى من نوعها لرئيس جزائري منذ أكثر من عقدين من الزمن. ومن المرتقب أن يجري الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال الزيارة التي ستدوم يومين كاملين حسبما ورد في بيان لرئاسة الجمهورية، خلالها محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي حول عدد من الملفات أبرزها القمة العربية وملف المصالحة الفلسطينية والأوضاع في ليبيا. ووصف بيان صدر عن الرئاسة، أمس الأول، بأنها "زيارة عمل وأخوة"، يلتقي خلال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالرئيس المصري عبد الفتاح السياسي لبحث ملف القمة العربية المرتقب عقدها في الجزائر، والتي من المقرر تحديد تاريخها خلال الاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب في التاسع من مارس المقبل في القاهرة، بعدما كان الرئيس تبون قد كشف في نوفمبر الماضي عقدها شهر مارس المقبل. وتكتسي هذه الزيارة حسب مراقبين أهمية بالغة، فالرئيس عبد المجيد تبون يعول عليها لحلحلة العديد من الملفات العالقة، فإضافة إلى موعد عقد القمة من المرتقب أن يفتح ملفي مشاركة سورية التي أحدثت انقساما واضحا بين دول عربية وعلى رأسها قطر، إضافة إلى ملف القضية الفلسطينية الذي تريده الجزائر أن يكون حاضرا وبقوة في أجندة القمة، خاصة وأنه يتزامن مع عقد مؤتمر مصالحة فلسطينية في الجزائر يسبق عقد القمة. ولا يزال الغموض يكتنف تاريخ تنظيم القمة العربية الذي تراهن عليه الجزائر كثيرًا، بحيث تضاربت التصريحات بشأن موعد انعقادها بين نفي تحديد الموعد من طرف وزارة الشؤون الخارجية والتأجيل الآخر المعلن عنها من طرف مساعد الأمين العام للجامعة العربية. ويقول في هذا السياق الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية مبروك كاهي ل "الجزائر الجديدة" إن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لدولة مصر تندرج ضمن تقوية العلاقات التاريخية بين البلدين وهي تأكيد على أهمية التعاون وتوحيد المواقف اتجاه القضايا الإقليمية والدولية، وتأكيد على أهمية التعاون وتوحيد المواقف اتجاه القضايا الإقليمية والدولية، أبرزها عودة سوريا لشغل مقعدها الطبيعي دون أي شروط مسبقة في الجامعة العربية. إضافة إلى هذا الملف يذكر مبروك كاهي الأزمة الليبية التي تمثل أحد ابرز اهتمامات البلدين والتي ستكون حاضرة وبقوة في النقاش السياسي بين تبون والسيسي، على أمل توحيد مواقف البلدين، إذ تحاول الجزائر إقناع الدول الفاعلة، وفقا لما تمخض عن مؤتمر الجزائر لدول الجوار الذي انعقد منذ ثلاثة أشهر تقريبا. ويستحضر المتحدث كذلك الأزمة اليمنية والسودانية وتوحيد الصف الفسلطيني، ويمكن أن يضاف إلى هذه الملفات قضية تعديل مبادرة السعودية مع الكيان الصهيوني وتمدد هذا الكيان أيضا في القارة الإفريقية، حيث تراهن الجزائر على تحالف إفريقي قوي في مؤتمر القمة الإفريقية المقبل والمرتقب عقده في فيفري القادم لإخراج الكيان الصهيوني من البيت الإفريقي ونزع صفة مراقب منها، كانت قد حصلت عليه بقرار إداري منفصل من طرف الأمين العام للاتحاد موسى الفقي.