اغتنمت مديرية النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع الخلية الجوارية للتضامن "لاميزور"، فرصة إحياء اليوم العالمي للمرأة، لزيارة أكبر معمرة بالجزائر. ورغم التجاعيد التي كانت تغطي وجهها، وشعرها الأشيب، إلا أن ابتسامتها وضحكاتها لا تكاد تنقطع وهي توزعها على كل أهالي القرية وكل من يتواصل معها، تزيدها نظارة وجمالا وقوة، ليغلب على تلك التجاعيد القاسية التي عجزت حقا عن محو جمال روح وبياض قلب أحب الأرض بشغف وأخلص في خدمتها. إنها حارة رقية تصدرت عرش المعمرين بالجزائر بعد أن بلغ عمرها 104 سنة، أما الابن الأكبر وهو يبلغ من العمر 80 سنة. "الجزائر الجديدة" زارت بيت حارة رقية الكائن ببلدية فرعون ولاية بجاية، وطرق باب منزلها المتواضع، عقارب الساعة تشير الساعة العاشرة صباحًا. زيت الزيتون والقمح والشعير وثمار وبذور وأعشاب هي أطعمة لن تقدمها لك أفخم المطاعم وفنادق خمس نجوم، بقدر ما تمنحه تلك الأرض الطيبة التي تضربها رقية "أكفها" وهي تعقد العزم وتتوكل على الله لأن يخرج منها بركاته، أما الملح والسكر والمشروبات الغازية والمصبرات فهي من المحرمات. تؤكد رقية أن جسمها طاهر وغير ملوث بسموم الأطعمة التي تباع في رفوف المتاجر، وهي حتى لا تعرف مسمياتها. أما الغضب والقلق لن يعرف طريقه إلى التي تحرص على الاستمتاع بما كل هو جميل، فهي تعرف كيف تنصت للطبيعة وتتواصل معها أكثر من تواصلها مع البشر لأنها ببساطة قليلة الكلام. غادرنا منزلها ونحن سعداء لحصولنا على تلك الوصفة السحرية، التي قد تطيل أعمارنا أو عسى أن تحفظ أجسادنا من الأمراض التي قد تتسلل إلى أجسادنا بعد أن عرفت طريقها عبر تلك الأطعمة غير الصحية.