ترفض فرنسا اخراج جيوشها من مالي رغم قرار بعض الدول الاوربية المغادرة، بعدما بات الرفض المالي و الإفريقي للتواجد الأوربي يشكل إجماعا أفريقيا قد يتحول إلى ثورة ضد التواجد العسكري الغربي في دول افريقيا، هذا الرفض منبعه محاولة باريس لحماية نفسها من الانهيار في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تكاد تفضي عيها، و لم يعد لها سوى مالي و بعض دول افريقيا كطوق نجاة لامتصاص خيرات الأفارقة و مالي بالتحديد لمواجهة غضب الشعب الفرنسي الذي بدأ يشعر بضيق الحبل حول رقبته، إلا أن الشعب المالي اليوم يرفض بكل قوة ان يكون جوعه و حرمانه من الحقوق لاسعاد الشعب الفرنسي و إنقاذ الساسة الفرنسيين من ان يلاقوا مصير معمر القذافي أو الملك الفرنسي لويس السادس عشر. اليوم و كما السابق فرنسا تريد مواصلة لعب دور (البق) الذي يعيش على دماء الكائنات الأخرى و يصعب اجتثاثه من أي جسد، لكن هذه المرة الجسد الإفريقي صار يرفض كل الطفيليات التي تعيش على دمه، لهذا فإن تشبث باريسبمالي رغم تواصل الهجمات على جنودها ليس في واقع الحال سوى محاولة يائسة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء و فرنسا تدرك ذلك جيدا لكنها تحاول ربح البعض من الوقت لعل و عسى تحدث معجزة و تعود أيام فرنسا الخوالي في أفريقيا، لكن هيهات فلا أفريقيا اليوم هي أفريقيا الأمس و لا فرنسا اليوم في بمقدورها إعادة أفريقيا إلى الامس.