استغرب الشاعر عيسى نكاف إرجاع بعض المثقفين سبب إخفاقاتهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم إلى الهيئة الوصية ممثلة في وزارة الثقافة قال في هذا السياق:"الوزارة قدمت للمثقف كل شيء ،وطبعت له ،وأخرجته من الهامش "ويدعو المتحدث إلى ضرورة الاعتراف بما قدمته هذه الهيئة وتقدمه وما ستقدمه في المستقبل للأدباء والمثقفين لأن الأمر عليها معقود. التلفزيون الجزائري يقتل الثقافة بدل أن يحييها تطرق الكاتب في حديثه" للجزائر الجديدة"على هامش الملتقى الدولي "مولود فرعون مفكر وشهيد ورفقائه" المنظم مؤخرا بالمكتبة الوطنية إلى الحركة الأدبية في الجزائر وخاصة ما تعلق منها بالشعر قائلا في هذا الإطار:"الجانب الشعري مغيب في الساحة الثقافية"مرجعا ذلك إلى غياب الحصص الثقافية التي تهتم به"وقد أشار نكاف بأصابع الاتهام إلى التلفزيون الجزائري الذي يقدم حصصا أقل ما يقال عنها أنها تافهة وأعطى المتحدث مثلا بجملة من الحصص التي لا تسوق الثقافة الحقة للبلد بقدر ما هي تفسدها على غرار حصة" قراءات "،"ضيف الثالثة" وحصة "مسافات" التي تستضيف حسبه أكاديميين فارغين وكذلك حصة "ليلة شعراء" التي تقدم شعراء ليس لهم علاقة مع الشعر معلقا على ذلك بالقول:" تلك الحصص هي السراب يحسبها الظمآن ماءا حتى إذا جاءها لم يجد شيئا ،وما أكثر الشاعرات والشعراء ،وإذا جد الجد قليل، فهذه الحصص لا تقدم إلا شعراء قالوا قصيدة واحدة عبر رحلة العمر كلها ولكنهم يقدَّمون وكأنهم من خلق الشعر؟" اتحاد الكتاب الجزائريين: اتحاد بدون كتاب ليعرج الشاعر للحديث عن اتحاد الكتاب الجزائريين بنبرة سخط وتدمر معلنا معارضته لمسيريه الحاليين يضيف :" أنا مختلف، لقد خلقني الله شاعرا ،أنا أحترم غيري ،وكل من يقول حرفا أنا له عبدا ،إني أحترم آبائي المؤسسين للفعل الثقافي ،وليس المثقفون الذين يتكلمون ضد بعضهم البعض ،فماذا عن اتحاد الكتاب بدون كتاب؟"
النادي الأدبي الجديد بالشلف سيعيد الاعتبار للذين ظلمتهم الجغرافيا
وفي حديثه عن النادي الأدبي الذي يديره والذي فتح مؤخرا باسم " نادي الجاحظية" فيرى منه محدثنا الماء الذي يروي ظمأ المتعطشين للثقافة الحقة من الكتاب والمثقفين الذين ظلمتهم الجغرافيا، خاصة ما تعلق بولاية الشلف التي هي بحاجة ماسة إلى مثل هذه الفضاءات ،والارتقاء بالمشهد الثقافي ككل يقول في نفس الموضوع:" على المدن الداخلية أن تعيد الثقافة إليها ،والنادي الأدبي الذي أسس مؤخرا سوف يخلص العاصمة من الضغط الثقافي المتزايد ،فعندما أعود إلى المحلية ؛أعود إلى الذات ،إلى الطفولة ،إلى البدايات الأولى " وتحدث نكاف بالموازاة مع ذلك عن التكريم الذي اختصه ناديه الأدبي للروائي رشيد بوجدرة في أول نشاط تقوم به هذه الهيئة والذي أخد البعد الولائي والوطني ككل قام خلاله والي ولاية الشلف بإلباس الروائي برنوس أبيض يسر الناظرين واعدا المتحدث كل المهتمين بالارتقاء بالمشهد الثقافي أن يستضيف ناديه وجوه أدبية أضافت للأدب وللثقافة بشكل عام جديدا بين الفينة والأخرى.
"مولود فرعون" و"ابن الفقير" الهوية الجزائرية التي بلغت العالمية
هذا وقد عرج عيسى نكاف في حديثه على مميزات الكتابة عند الروائي مولود فرعون الذي اعتبره روائيا من طينة الكبار استطاع بحنكة كاتب أن يوصل الرواية الجزائرية إلى العالمية خاصة ما تعلق برائعته"ابن الفقير " التي ركز فيها فرعون على عنصر المكان معتبره محدثنا من أهم الأسباب التي ذهبت بالجنس الروائي عند فقيد الثقافة بعيدا وحسب محدثنا مولود فرعون لا يقف على تصوير المكان كما ،هو بل يعطيه نفسا ونبضا يجعله حيا في العمل الإبداعي لدرجة يغدو المكان عنده شخصية من الشخصيات تؤثر بالضرورة في مجرى سير الأحداث وبالخصوص القرية التي رسمها فغدت تسمع ،تحس ،وترى ،ولذلك يدعوا محدثنا إلى ضرورة الاحتفاء به وإطلاع الأجيال القادمة بأعماله التي بلغت عنان السماء ،وتكثيف الملتقيات الفكرية ،والندوات التي تجعل من أعماله محلا للدراسة على غرار الملتقى الذي نضم بالمكتبة الوطنية ،والذي عمل على إضاءة الكثير من جوانب حياته النضالية ،مرحلة الطفولة ومميزات الكتابة لديه.