عبر بودينة مصطفى رئيس "جمعية قدامى المناضلين الجزائريين المحكوم عليهم بالإعدام بين19541962"، عن مدى اهتمام الجمعية بالعلاقات التي تجمع الجزائر بأصدقائها الفرنسيين الذين كانوا ولا يزالون ضد استعمار فرنسا لبلادنا ،مشيرا إلى أن كل من جيل 1945 و جيل 1962 سوء الفرنسي أو الجزائري ، يحتفلان اليوم بعيد النصر دون أي نوع من البغض أو الكراهية ،في إرادة منه تبيان العلاقات المتينة التي تجمع الطرفين ،داعيا إلى ضرورة حياكة نسيج جزائري فرنسي مبني على أساس التفاهم والاحترام المتبادل بهدف إرساء معالم السلم عبر أرجاء البحر الأبيض المتوسط، قال في هذا السياق:" لدينا مشروع هام وهو خلق نسيج جمعوي جزائري ونسيج جمعوي فرنسي يخدم كلا البلدين " رغم أن ذلك لن ينسي الجزائريين حسبه بما قام به الاستدمار الغاشم لأنه من المستحيل تخطي المرحلة السوداء تلك فيضيف "لكن ذلك حتما سوف لن يشفع للذين تلوثت أيديهم بدماء الجزائريين العزل أو التخلي عن محاكمة المجرمين الذين يشهد التاريخ على إدانتهم". و قد نوه بودينة إلى انقسام الأقدام السوداء إلى فئتين، فئة تحن إلى الجزائر وتود زيارتها، و فئة تكن لها الكره وهي ضد كل ما هو جزائري، و لهذا تعمل الجمعية في سبيل إرساء معالم السلم من خلال حياكة نسيج جزائري فرنسي دون التخلي عن محاكمة المجرمين الذين أدينوا رغما عنهم من طرف التاريخ ،جاء ذلك على هامش الندوة التي نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام ونشطتها كل من "جمعية قدامى المناضلين الجزائريين المحكوم عليهم بالإعدام بين19541962" وبعثة قادمة من" ليون الفرنسية"، بعنوان "على خطى الأمير عبد القادر، زمن الأخوة" أول أمس بقاعة الأطلس وفي نفس السياق، نوه المجاهد صالح شرفي، وهو واحد من المحكوم عليهم بالإعدام سابقا، بمساهمة الفرنسيين المحببين للجزائر في ثورة التحرير المضفرة والذين لم يرضخوا لأي جهة من الجهات سوى لضميرهم الإنساني الحي فانتصروا للشعب الجزائري الذي ظلم ، مشيرا إلى أن العمل قائم ومنذ الاستقلال من أجل نشر السلم و الأخوة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط معبرا في ذات السياق عن فرحته الكبيرة وهو يرى ويسمع هؤلاء الفرنسيين وهم يدمون كل ما قام به الاستعمار الغاشم ،وكذا محاولاتهم توطيد العلاقات بين الشعبين الذين ذهبا ذات زمن ضحية تغطرس وتجبر المستعمر. من جهته كشف مدير جمعية "فضاء المشاريع الاجتماعية" القادم من ليون سعيد كبوش عن مشروع "على خطى الأمير عبد القادر" الذي يعتبر تتابعا لسلسلة من الأعمال التي تقوم بها الجمعية كاستئصال العبودية و كذا إشكالية الاستيطان، و أتت فكرة المشروع إثر فعاليات ذكرى 17 أكتوبر 1961 حيث تم الاتفاق مع رئيس "جمعية المحكوم عليهم بالإعدام 19541962"، بهدف إحياء شخصية الأمير عبد القادر التي حسبه وللأسف غدت مجهولة بفرنسا و منسية بالجزائر، وقد بين سعيد كبوش كفرنسي ذي أصول جزائرية بأهمية المشروع كونه يعرِّف بالأمير و يفند كل الأقاويل التي تشوب سيرته ؛كاتهامه بالخيانة من طرف بعض المارقين والحاقدين على كل شيء جزائري كما دعا المدير كل الجزائريين المقيمين بالجزائر للقدوم إلى فرنسا من أجل اكتشاف جزء آخر يخص حياة الأمير عبد القادر النضالية و التي يجهلها الكثير و من ثم الاتجاه نحو سوريا بهدف تقفي كل خطاه الموسومة بالوطنية والتضحية من أجل عزة الجزائر. و قد تحدثت حياة بلقومي كناشطة بالجمعية، في تدخلها عن مدى اهتمامها بشخصية الأمير عبد القادر،قائلة في ذات السياق :"الأمير لم يكن رجل حرب فقط بل كان رجل علم و دين و شاعرا أيضا و لهذا تسعى الجمعية التي تضم 31 شخصا إلى تدريس هذه الشخصية التاريخية المتكاملة في المدارس الفرنسية ".