احتضنت، مساء أول أمس، قاعة الأطلس بباب الوادي نشاطا احتفائيا للجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام إبان ثورة التحرير وممثلين عن الوفد الفرنسي الذي جاء في زيارة للجزائر بمناسبة عيد النصر تحت شعار »على آثار الأمير عبد القادر« بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام. تحتفل الجزائر بعيد استقلالها الخمسين وهي تضع بصماتها على آثار الجراح والآلام وتستحضر قرقعة الأغلال وصليل الأبواب الحديدية السميكة والزنزانات الضيقة الباردة وشفرات المفاصل الحادة التي تفصل الرؤوس عن أجسادها. كل الأشياء يمكن أن تنسى إلا تلك اللحظات التي كان ينتظر فيها المحكوم عليهم بالإعدام ساعات الفجر المبكرة أن تداهم زنزاناتهم زبانية الموت لتأخذهم إلى المقصلة وصرخاتهم تشق ذلك الصمت »الله أكبر تحيا الجزائر« فتجاوبها الزغاريد المشيعة من النساء المجاهدات والتكبير والدعاء والأناشيد الوطنية من رفقاء السلاح. ها هي الجزائر تحتفل بعيد نصرها وها هي ثلة من المجاهدين المحكوم عليهم بالموت يستقبلون وفدا فرنسيا من 32 عضوا وهم من أصول جزائرية وأوروبية، وقد أعرب بهذه المناسبة السيد بودينة عن الصداقة التي تربط الفرنسيين الذين تعاطفوا مع الثورة الجزائرية، حيث رحب بالوفد الزائر ووصفهم بالأصدقاء الذين جاءوا ليشاركونا الاحتفال بذكرى غالية علينا، وهي ذكرى عيد النصر الذي انتزعنا من خلاله الاعتراف بحقنا في تقرير المصير والحرية فوق هذه الأرض. كما أكد السيد بودينة أنه بهذه المناسبة نعمل على مشروع هام يتم من خلاله إنشاء نسيج جمعوي جزائري فرنسي نترك من خلاله تلك الأعمال الشنيعة والجرائم الفظيعة التي ارتكبها المجرمون للشعب الفرنسي وهو الذي سيحكم على هؤلاء المجرمين. أما الوفد الفرنسي المشكل من 32 عضوا والذي مثله كل من السيدين سعيد، وفيرليو والسيدة حياة بلقومي فقد أكدوا على تاريخ الأخوة والصداقة التي تربط بين الشعبين الجزائري والفرنسي، وأضاف ممثل الوفد الفرنسي أنه جاء إلى الجزائر ليقتفي خطى الأمير عبد القادر، وأن الوفد سيتبع الأماكن التي حلّ بها عبد القادر وانتقل فيها، حيث سيقوم بجولة في كل من الجزائر العاصمة، المدية لزيارة دار الأمير، تيارت، معسكر، وهران وتلمسان. كما أكد أحد المحكوم عليهم بالاعدام وهو من الشرق الجزائري على ترحيبه بالوفد الفرنسي قائلا: ''إننا نحب السلام ونأمل أن يكون البحر الأبيض المتوسط بحيرة سلام''، مثمنا في نفس الوقت دور الفرنسيين الذين وقفوا مع الثورة الجزائرية بأموالهم ومجهوداتهم.