تراجع إنتاج السمك ببومرداس خلال السنة الفارطة بشكل كبير حيث انخفض لأدنى مستوياته في ظاهرة لم تعرف الولاية لها مثيل في العشرة سنوات الأخيرة حسبما أكده لنا مصدر مسؤول مديرية الصيد البحري و تربية المائيات. وأفاد ذات المصدر أن الكمية المنتجة من السمك الأزرق و الأبيض خلال السنة الفارطة لم تتجاوز 7000 طن فيما وصلت سنة 2010 لأكثر من 12 ألف طن و تراوحت في العشرة سنوات الأخيرة ما بين 10 آلاف طن و 15 ألف طن في السنة. وأرجع نفس المسؤول هذه الظاهرة السلبية لجملة من العوامل أبرزها نقص الإنتاج في الفترة المؤهلة للعمل الجيد و المناسب للصيد الوفير الممتدة من شهر جوان إلى شهر أكتوبر رغم "أن مؤشرات الإنتاج في البداية كانت مشجعة قبل انقلاب الوضع" من جهة و إلى "عدم كثافة حركة و تنقل أسراب السمك" في هذه الفترة المذكورة بحثا عن الغذاء كما جرت عليه العادة دائما في السابق من جهة أخرى. كما أرجع نفس المسؤول أسباب هذه الظاهرة إلى سوء و اضطراب الأحوال الجوية التي ميزت السنة الفارطة بطولها مما حال دون الخروج المكثف لمختلف أنواع السفن إلى عرض البحر من أجل الصيد حيث انخفضت خرجاتهم من أكثر من 16 ألف خرجة سنة 2010 إلى زهاء 12 آلف سنة 2011 فقط. ومن أجل الفهم الدقيق لهذا التراجع المحسوس في الإنتاج خاصة من السمك الأبيض كالسردين الذي تشتهر الولاية بكثرة إنتاجه حيث يمثل زهاء 90 بالمائة من مجمل الإنتاج مقارنة بالسمك الأبيض، أشار نفس المصدر إلى أنه سيتم قريبا تفعيل العمل باتفاقية الإطار التي تربط القطاع بالجامعة بهدف إنجاز دراسات و بحوث علمية حول القضية. وستدعم الوزارة المعنية تسلم باخرة الصيد العلمية المتخصصة في الأبحاث قريبا هذه الخطوة لفهم ما حدث و اتخاذ الإجراءات المناسبة و العلمية لمعالجة الظاهرة يضيف المصدر بالقيام بعملية مسح و تقييم لمختلف شواطئ الوطن بما فيها بومرداس. وكانت لهذه الندرة المسجلة في الأسماك بكل أنواعها في مختلف الأسواق انعكاسها السلبي الكبير على الأسعار حيث فاقت كل التوقعات مع بداية السنة الجارية بتجاوز الكيلوغرام الواحد من سمك السردين الأكثر استهلاكا و شعبية سقف آل 400 دينار ثم 500 دينار في فترات متفاوتة. وتجدر الإشارة إلى أن ساحل الولاية يمتد على طول 90 كلم من أعفير شرقا إلى بودواو البحري غربا و يضم 09 شواطئ و 04 موانئ رئيسية بقدرة استيعاب لأسطول بحري ينشط حاليا بكل موانئها يقدر ب 409 وحدة ،7 منهم دخلت الخدمة في السنة الفارطة، منها زهاء 200 وحدة صيد بميناء زموري البحري و أكثر من 100 وحدة بميناء دلس و 100 وحدة أخرى بميناء رأس جنات.