تراجع إنتاج السمك ببومرداس (شرق الجزائر العاصمة) خلال سنة 2010 "بشكل كبير" حيث انخفض لأدنى مستوياته في ظاهرة لم تعرف الولاية لها مثيل في العشرة سنوات الأخيرة حسب مدير الصيد البحري و تربية المائيات. وأفاد مدير القطاع أن الكمية المنتجة من السمك الأزرق و الأبيض خلال سنة 2010 لم تتجاوز 6500 طن فيما وصلت سنة 2009 لأكثر من 13 ألف طن و تراوحت في العشرة سنوات الأخيرة ما بين 10 آلاف طن و 15 ألف طن في السنة. وأرجع نفس المسؤول هذه الظاهرة السلبية لجملة من العوامل أبرزها نقص الإنتاج في الفترة المؤهلة للعمل الجيد و المناسب للصيد الوفير الممتدة من شهر جوان إلى شهر أكتوبر رغم "أن مؤشرات الإنتاج في البداية كانت مشجعة قبل انقلاب الوضع" من جهة و إلى "عدم كثافة حركة و تنقل أسراب السمك" في هذه الفترة المذكورة بحثا عن الغذاء كما جرت عليه العادة دائما في السابق من جهة أخرى. كما أرجع نفس المسؤول أسباب هذه الظاهرة إلى سوء و اضطراب الأحوال الجوية التي ميزت هذه السنة بطولها مما حال دون الخروج المكثف لمختلف أنواع السفن إلى عرض البحر من أجل الصيد حيث انخفضت خرجاتهم من أكثر من 30 ألف خرجة سنة 2009 إلى زهاء 23 آلاف سنة 2010 فقط. ومن أجل الفهم الدقيق لهذا التراجع المحسوس في الإنتاج خاصة من السمك الأبيض كالسردين الذي تشتهر الولاية بكثرة إنتاجه حيث يمثل زهاء 90 بالمائة من مجمل الإنتاج مقارنة بالسمك الأبيض أشار نفس المصدر إلى أنه سيتم قريبا تفعيل العمل باتفاقية الإطار التي تربط القطاع بالجامعة بهدف إنجاز دراسات و بحوث علمية حول القضية. وستدعم الوزارة المعنية حالما تستلم باخرة الصيد العلمية المتخصصة في الأبحاث قريبا هذه الخطوة لفهم ما حدث و اتخاذ الإجراءات المناسبة و العلمية لمعالجة الظاهرة يضيف المصدر بالقيام بعملية مسح و تقييم لمختلف شواطئ الوطن بما فيها بومرداس. وكانت لهذه الندرة المسجلة في الأسماك بكل أنواعها في مختلف الأسواق انعكاسها السلبي الكبير على الأسعار حيث فاقت كل التوقعات مع بداية السنة المنصرمة بتجاوز الكيلوغرام الواحد من سمك السردين الأكثر استهلاكا و شعبية سقف ال 400 دينار ثم 500 دينار في فترات متفاوتة. وعاودت الأسعار انخفاضها بعد أشهر من ذلك خلال فترة الصيف بعد بروز مؤشرات تبشر بموسم صيد وفير حيث انخفضت إلى 100 دينار للكيلوغرام الواحد لتعود مرة أخرى بعد فترة من ذلك إلى الإرتفاع و تستقر على ذلك إلى حد اليوم حيث يتراوح الكيلوغرام الواحد من السردين ما بين 200 دينار و 300 دينار. وتجدر الإشارة إلى أن ساحل الولاية يمتد على طول 90 كلم من أعفير شرقا إلى بودواو البحري غربا و يضم تسعة شواطئ رسو و ثلاثة موانئ رئيسية بقدرة استيعاب لأسطول بحري ينشط حاليا بكل موانئها يقدر ب 409 وحدة (7 منهم دخلت الخدمة سنة 2010) منها زهاء 200 وحدة صيد بميناء زموري البحري و أكثر من مائة وحدة بميناء دلس و مائة وحدة أخرى بميناء رأس جنات. وينشط بكل ساحل بومرداس الذي يعد أحد المقاصد المفضلة للعديد من الصيادين عبر الوطن أكثر من 4 آلاف حرفي و صياد حيث يناهز عدد الصيادين المبحرين المسجلين من مجملهم ال 3700 صياد و الباقي حرفيين موزعين على مختلف مهن الصيد البحري خاصة الصغيرة منها كالميكانيكي و عمال الورشات و البحريين و ربان السفينة.