يبشر عدد من الصيادين بزموري و دلس ببومرداس بموسم صيد جيد، وهذا بالنظر إلى وفرة الأسماك في أسواق بومرداس حاليا و ما صاحبها من انخفاض في الأسعار منذ منتصف شهر سبتمبر. وأرجع الصيادون وفرة الأسماك البيضاء و الزرقاء على مستوى سواحل الولاية هذه السنة، إلى عودة سفن الجياب إلى نشاط الصيد بعد فترة التوقف الإجباري عن الصيد، لفتح المجال لعملية تكاثر الأسماك، والتي امتدت من 1 ماي إلى 31 أوت، وهو ما يدل على أن العملية حققت أهدافها. ومن بين أهم المؤشرات الإيجابية التي تبشر بتحقيق موسم صيد مميز كذلك، حسب ما لوحظ على مستوى أسواق التجزئة، هو تراجع أسعار السمك كثيرا في الفترة الأخيرة حيث أصبحت تتراوح بين 80 دج و 100 دج للكلغ الواحد فيما يخص سمك السردين الأكثر استهلاكا و ما بين 400 و 450 دج للكلغ الواحد فيما يتعلق بأنواع السمك الأخرى ذات النوعية الجيدة. وتأتي هذه المؤشرات المشجعة حسب بعض الصيادين بعد فترة طويلة من الندرة الملاحظة في الأسماك على مستوى كل مواقع الصيد و أماكن تسويقها، بدأت من الفاتح جانفي 2010 مما وفر فرصة حقيقية أخرى لتكاثر الأسماك. وكانت هذه الندرة في الأسماك بكل أنواعها، انعكست سلبا على الأسعار منذ بداية السنة، حيث فاقت كل التوقعات بتجاوز الكلغ الواحد من سمك السردين الأكثر استهلاكا و شعبية سقف ال 400 دج ثم 500 دج في فترات متفاوتة. هذا وقد أكد مدير الصيد البحري و تربية المائيات هذا التفاؤل بموسم جيد، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الولاية عرفت هذه السنة ندرة و تراجعا كبيرا في الإنتاج كباقي ولايات الوطن الساحلية مقارنة بالسنوات الفارطة، وهذا بسبب التقلبات الجوية المتواصلة، حيث لم يتم تسجيل إنتاج سوى زهاء 700 طن فقط من الأسماك في الثلاثي الأول من سنة 2010. وقد تحسنت الكمية المنتجة قليلا في الثلاثي الثاني من 2010 بإنتاج زهاء 2500 طن، ليعاود التراجع في إنتاج السمك ولو قليلا في الثلاثي الثالث، وهذا بتحقيق زهاء 2400 طن فقط. وكان معدل الإنتاج السمكي بكل أنواعه بالولاية عرف تحسنا كبيرا في السنتين الأخيرتين "2008 و2009" مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تراوح الإنتاج ما بين 9 آلاف طن و 13 ألف طن سنويا. وزهاء 90 بالمائة من مجمل هذا المنتج هو من سمك "السردين" الذي يشتهر بإنتاجه وطنيا، كل من ميناء زموري البحري و دلس. وللإشارة فإن ساحل ولاية بومرداس يمتد على طول 90 كلم و يضم 9 شواطئ رسو و 3 موانئ رئيسية بقدرة استيعاب لأسطول بحري ينشط حاليا بكل موانئها تتجاوز ال 400 وحدة، منها 183 وحدة صيد بميناء زموري، و 163 وحدة صيد بميناء دلس و 100 وحدة صيد برأس جنات. ويستوعب هذا الساحل الذي يقصده العديد من الصيادين عبر الوطن، أكثر من 4 ألاف عنصر. حيث يناهز عدد الصيادين المبحرين المسجلين ال 3700 صياد و الباقي موزعين بين الحرفيين في مختلف مهن الصيد البحري خاصة الصغيرة منها كالميكانيكي و عمال الورشات.