*- كيف تصف نورية حفصي نفسها؟ وما سر هذا الانقلاب على أحمد أويحيى؟ نورية حفصي الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، امرأة مناضلة لها مكانتها في الساحة السياسية، بالإضافة إلى أنها تقف إلى جانب المرأة الجزائرية، فقررت تولي قيادة الاتحاد الذي كان في الحضيض رغبة منها في رفع وتحسين مكانة المرأة والعمل جاهدة على نيل حقوقها ومنحها الرتبة التي تستحقها. أنا امرأة مناضلة وكان نضالي واضحا في كنف حزب التجمع الوطني الديمقراطي، كما عملت جاهدة على تواجد المرأة في الساحة السياسية، فقد ناديت في كل مناسبة بضرورة تواجدها لأنها عنصر فعال وبالتالي بإمكانها صنع القرار إلى جانب الرجل. أما خلافي مع الأمين العام أحمد اويحي, فهو واضح وضوح الشمس، فقد عقدت ندوة صحفية في 27 مارس المنصرم، وهناك نددت بتصرفاته وكيفية تسييره للحزب لذلك أعلنت ثورتي عليه لأنه انحرف عن المبادئ والقيم التي أسس من أجلها الحزب، وقلت إنه بعد الانتخابات ستكون هناك حركة تصحيحية، ففي سنة 2002 سحبت الثقة من الأمين العام أويحيى وقد حضر استقالته في مجلس وطني، إلا أن مجموعة من السياسيين أمثال بن صالح، محمد شريف عباس طالبوه بالرجوع عن قراره لأن الدولة بحاجة إلى رجل محنك وسياسي بالدرجة الأولى. *- منذ متى وأنت تقصين، وهل كان سبب انشطارك عن الحزب عدم وضعك على رأس القائمة؟ ترشحت سنة 2002، وسنة 2007 أيضا وكنت آنذاك عضوة بالمكتب الوطني، وفي سنة 2012 لم أرغب في الترشح لأنني كنت أعلم مسبقا النتيجة وسيتم إقصائي مثل المرات الماضية، إلا أنني غيرت رأيي وقلت في نفسي أنا عضو قيادي وأنا من مؤسسي الحزب في وقت كانت الجزائر فيه على شفى هاوية. خلافي مع أحمد أويحي لا يكمن في أنه لم يرشحني أو أنني لم أكن على رأس القائمة، وإنما السبب يكمن في أنه لا يعطي قيمة للنخبة و المواطنين، كما أنه يعطي الصلاحيات للمنسقين وهم يفعلون ما يشاؤون، بالإضافة إلى تواجد الأميين بالحزب و"البزناسية". وفي سنة 2009 وقبل الانتخابات الرئاسية، كنت ضمن الأوائل ورفقة مجموعة من رؤساء المنظمات في عملية دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات قبل أن يفعل اويحيى ذلك، الأمر الذي لم يتقبله، فهو لم يقتنع أن ذلك من واجبي بصفتي أمينة عامة لاتحاد النساء الجزائريات وليس كعضو في الأرندي. *- هل كان يقصد منعك من الوصول إلى مقاعد البرلمان؟ نعم هدفه تصفية الحسابات مع مؤسسي الحزب، بالإضافة إلى قيامه بعزل المناضلين القدامى الذين كانوا من بين المؤسسين الأوائل للحزب دون أي سابق إنذار، ناهيك على أنني امرأة تناقش وتستفسر ولا تقبل كل ما يعرض أمامها، وهو بالتالي سيخاف لذلك يقرب منه الناس الذين يتسمون بالسمع والطاعة. *- ماذا بعد الأرندي هل تفكرين في الانخراط ضمن حزب آخر؟ حاليا الأمور غير واضحة، ولا يمكنني تحديد ذلك، فانا لست على دراية بالمستقبل، كما أنني لا اعرف الخريطة السياسية مستقبلا، فقد تعبت وناضلت في كنف حزب التجمع الوطني الديمقراطي وغامرت فيه أيضا، لذلك سأحاول جاهدة إبقاء ما أسسناه، فوقت نضالي كانت الجزائر تمر بأسوأ ظروفها، وأنا كنت من المناضلين في الحزب عن قناعة، فليس الأمر سهلا علي، لقد عرضت علي أحزاب كبيرة ولها وزنها في الساحة السياسية الانخراط فيها، ووعدوني بأن أكون على رأس القائمة، إلا أن هذا ليس هدفي فأنا لا أطمح إلى المناصب لأن إيماني بالحزب كان قويا ولا يزال, لذلك لا يمكنني تركه دون محاولة إنقاذه. *- لماذا اتهمتك عضوات الاتحاد الوطني للنساء بالأنانية؟ أريد أن أنبهك إلى أن عضوات الاتحاد الوطني وقفن إلى جانبي، فأويحيى حاول تجنيد بعض العضوات لتحطيمي وعزلي من منصبي كأمينة عامة ، حيث قام بتعيين واحدة مكاني في الحزب بعدما انسحبت منه، إلا أنه لم ينجح في تحقيق مبتغاه, لأن أغلبية العضوات دعمنني ووقفن إلى جانبي كما سبق وأن ذكرت. كما أن سحب الثقة مني كما تردد في الوسط السياسي والإعلامي غير صحيح، فلا مصداقية في البيانات التي نشرها التجمع باسم عضوات الاتحاد الوطني اللواتي بدورهن سيقاضين من نشرها. *- ما رأيك في عدد النساء في البرلمان هل سيساهم ذلك في الدفع إلى الأمام؟ لطالما سعيت إلى إدماج المرأة الجزائرية في الساحة السياسية، و145 امرأة في البرلمان مكسب لنا، كما أن الاتحاد العام للنساء الجزائريات كان من القلائل الذين ساهموا في إعداد القانون العضوي وقد اقترحنا نسبة 30 بالمائة، فمشاركة المرأة في صنع القرار تعتبر من الضروريات بالنسبة لي، ولذلك اعتبرت رفع نسبة النساء في البرلمان شيئا إيجابيا من شأنه أن يضيف الكثير للمرأة الجزائرية ويجعلها تشارك الرجل في سن القوانين. *- اتهمت بجعل الاتحاد الوطني للنساء ملكية خاصة تخدم أغراضك الشخصية؟ ما تعليقك؟ أي أغراض هذه، فالاتحاد ومنذ أن قبلت بتولي الأمور فيه كان في الحضيض، فلم يكن هناك مقر ولا وثيقة، ناهيك عن القاعدة المهلهلة، والصراعات على المستوى القيادي، فجئت أنا وأرجعت له المصداقية والمجموعة التي تتهمني بأنني حولته إلى مكان شخصي هي التي ومن أجل مصالحها الخاصة باعت الاتحاد وذهبت إلى جانب أويحيى. الاتحاد لا يمتلك أي ميزانية، ولا يتلقى مساعدة من الدولة، عكس الاتحادات الأخرى التي عندها ميزانية، فهو عبارة عن منظمة تطوعية تعتمد في نشاطاتها على المدخول الشخصي للمناضلات. *- لماذا سميت الحركة بالتصحيحية وماذا تتوقعين منها؟ قمت أنا ومجموعة من مناضلي الحزب المعزولين بتأسيس الحركة التصحيحية لمسار حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ودورها في إعادة بناء الحزب وتصحيح مساره لأنه انحرف عن الأهداف النبيلة التي وجد من أجلها كما سبق وأن ذكرت في البداية، فنحن نهدف إلى تجديد القيادة لأن أويحيى غير مرغوب فيه في الحزب، حتى أكون صريحة. *- هل اتصلت بك قيادات الأرندي وعرضوا عليك مقابلا للسكوت؟ لا، ليس بهذا المعنى، فقد دعتنا مجموعة إلى المجلس الوطني من أجل طرح الانشغالات و حلها، وهناك قدمنا عريضة ، إلا أننا لم نتوصل إلى نتيجة لكل ما طالبنا به وخاصة المؤتمر الاستثنائي، وعقد أويحيى ندوة صحفية استصغرنا فيها وقال بأننا مجموعة من الناس لا يتعدى عددهم خمسة ولن يسببوا إزعاجا، وصرح بأنه لن يعقد أي مؤتمر استثنائي، وسيكون انعقاد المؤتمر العادي في 2013. *- تحضرون للقاء وطني، ماذا عن التفاصيل؟ اللقاء الوطني سيحضره ممثلون من أجل بداية هيكلة الحركة التصحيحية للعمل على إنقاذ التجمع الوطني الديمقراطي من الضياع. *- وماذا عن اللقاءات الجهوية التي كان آخرها الاثنين الماضي ببشار؟ مرت اللقاءات الجهوية على خير ما يرام، فلم يوجد أثر للمعارضات، وقمنا بتقييم الانتخابات في المجال النسائي، وكذا نشاط المنظمة على المستوى القاعدي والقيادي، بالإضافة إلى مشاكل العضوات. *- على ذكر الانتخابات، ماهي قراءتكم لها وهل تشكون تزويرها؟ لقد كان خطاب رئيس الجمهورية توجيهي، ومن كان يفكر بعدم الاقتراع، هرع مباشرة إلى الصندوق من أجل الإدلاء بصوته، صحيح انه كان هناك تخوف من الإسلاميين وتخوف من عدم مصداقية بعض الأحزاب، بالإضافة إلى أن الأحزاب الصغيرة لم يكن يعرفها الكثيرون، فاختارت الأغلبية حزب جبهة التحرير الوطني. لكن لا يمكنني القول بأن الانتخابات فيها تزوير، لأنني لم أتواجد على مستوى المكاتب، وبالتالي لا أستطيع الجزم. *- ما هي رسالتك إلى الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى وهل تتوقعين منه التغيير؟ يجب ان يتحلى بالنزاهة والالتزام وان يكون جامعا ويعطي الكفاءات مكانتها ، وان يتخلى عن مبدأ الرداءة ، فهو يعتمد على سياسة فرق تسد بين أعضاء الحزب، حتى خرج عن المسار الذي وجد من أجله، فلقد أسس الحزب مجاهدون بعد رئاسيات 1995، وذلك من أجل إنقاذ الجزائر في الفترة التي كانت تمر بها، ولقد تأسس ليملأ الفراغ الذي شهدته الساحة السياسية ويستقطب الجزائريين الذين لم يجدوا أنفسهم إلى جانب الأحزاب الأخرى، ففي ذلك الوقت حوالي مليون جزائري لم يقترع، لذلك فأنا أشك أن يتغير أويحيى وأشك أن تتغير سياسته وتوجهه، وأفضل انسحابه. *- هل تطمحين لأمانة الحزب وهل تعتبرين نفسك خطرا على أويحي؟ أنا لا أطمح لأي شيء، فالمناصب لا تهمني لأنني امرأة مناضلة وملتزمة بمبادئي وقيمي ومؤمنة بالحزب الذي أنتمي إليه، ولكن لا يمكنني إخفاء أن إقصاء أويحيى لي دائما كان ينبع من خوفه في أن أصل إلى منصبه.