الجزائر العاصمة : دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    بوغالي يستقبل وفدا عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني    افتتاح الطبعة ال20 من الصالون الدولي للأشغال العمومية : إمضاء خمس مذكرات تفاهم بين شركات وهيئات ومخابر عمومية    مشاركون في يوم دراسي : فرص هامة للشباب الراغبين في الاستثمار في الجزائر    المغرب: احتجاجات المتقاعدين تشعل الجبهة الاجتماعية    الدفاع المدني في غزة : أضرار جسيمة بخيام النازحين بسبب الأمطار    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    قانون المالية 2025: تعزيز الاقتصاد الوطني وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين    مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)        ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44211 والإصابات إلى 104567 منذ بدء العدوان    الكاياك/الكانوي والباركانوي - البطولة العربية: الجزائر تحصد 23 ميدالية منها 9 ذهبيات    فترة التسجيلات لامتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق يوم الثلاثاء المقبل    غزة: الاحتلال يواصل جرائم الإبادة شمال القطاع    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    "كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    مولوجي ترافق الفرق المختصة    الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    قرعة استثنائية للحج    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    المخزن يمعن في "تجريم" مناهضي التطبيع    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    معرض وطني للكتاب بورقلة    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نورية حفصي:أنا أم عائلة، مناضلة سياسية وفخورة بما حققته المرأة الجزائرية
نشر في صوت الأحرار يوم 23 - 08 - 2009

هي واحدة من النساء الجزائريات اللواتي وهبت نفسها للنضال لأجل المرأة والجزائر،دخلت مجلس الأمة كعضو منتخب وليس معين من طرف رئيس الجمهورية، لهذا فهي تصر دائما على أن تكون في الصفوف الأولى وترفض أن تكون جسرا يعبره السياسيون، ترأس الإتحاد الوطني للنساء الجزائريات ونائبة الأمينة العامة للإتحاد النسائي العربي العام ، سياسية محنكة تجيد قوانين اللعبة السياسية، عنيدة لا تقبل الهزيمة ، إن تحدثت فكلامها جديربالاصغاء، في حوار صريح وشيق مع »صوت الأحرار« جمعنا بها في مكتبها بمقر الأمانة العامة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي تكشف نورية حفصي عن تفاصيل كثيرة عن حياتها ومشوارها السياسي.
حاورها: عبد الرؤوف مسعودي
*من هي نورية حفصي ؟
أنا من مواليد سنة 1959 بولاية سعيدة، تلقيت التعليم الابتدائي والاكمالي بهذه الولاية ثم انتقلت إلى ولاية ببلعباس لمواصلة مشواري الدراسي بالثانوية، حيث تحصلت على شهادة الباكالوريا سنة 1980 تخصص رياضيات، كنت عضو مجلس الأمة ،وأنا الآن أشغل منصب الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، ونائبة رئيس الاتحاد للنساء العرب وعضوة في اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى أنني إطار في حزب التجمع الوطني الديمقراطي.
*كيف كانت بداية المشوار بالنسبة للسيدة حفصي؟
كما سبق وأن قلت فقد انتقلت إلى ولاية بلعباس بحكم أنني كنت شابة رياضية في الفريق الوطني لكرة اليد فذهبت إلى بلعباس للعب هناك وأمضيت معهم سنة، وعلى الرغم من التقاليد السائدة في تلك الفترة بمنطقة سعيدة إذ انه من الغريب أن تمارس فتاة الرياضة إلا أنه كانت لي الجرأة الكافية للدراسة ببلعباس وممارسة كرة اليد التي كنت أحبها كثيرا.
بعد حصولي على شهادة البكالوريا التحقت بجامعة وهران أين حضرت شهادة ليسانس في العلوم الاقتصادية، إلا أنني لم أكمل دراستي الجامعية هناك فأمضيت ثلاث سنوات في وهران فقط ثم شاءت الأقدار أن انتقل مرة أخرى وفي السنة الأخيرة بالتحديد إلى العاصمة بهدف المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط مع الفريق الوطني لكرة اليد .
*كيف استطعت أن توفقي بين الرياضة والدراسة ؟
كنت ممتازة في الدراسة والرياضة، فقد نلت شهادة الباكالوريا تخصص رياضيات، وأتذكر عندما كنت في الجامعة أمضي معظم وقتي في ملعب كرة اليد وعند خروج النتائج أحصل دائما على المراتب الأولى فتقول لي أختي كيف حصلت على هذه النتائج الجيدة وأنا أمضي وقتي في الدراسة بينما أنت تلعبين كرة اليد، الجميع كانوا يتعجبون ويستغربون من تلك النتائج المحققة.
*هل تلقيت تشجيعات من العائلة الكريمة ؟
ليكن في علمكم أنني ابنة شهيد ،أما من جانب الوالدة والإخوة فلم يمانعوا إطلاقا ،على العكس، فبحكم أني كنت الأصغر في العائلة، فقد كنت أحضى بمعاملة خاصة من طرف كامل أفراد عائلتي، أمارس الرياضة وأدخل إلى الملعب بشكل عادي، حتى سكان ولاية سعيدة وعلى الرغم من غرابة الموقف آن تجد امرأة تدخل الملعب في سنوات الثمانينات أصبحوا لا يتعجبون من رؤيتي في الملعب لأنهم اعتادوا على رؤية نورية حفصي في ذلك المكان.
*بعد إكمال الدراسة الجامعية والانتهاء من المشوار الرياضي ماذا فعلت نورية حفصي ؟
دخلت الحياة الزوجية سنة 1984 وأنا الآن أم للثلاثة أولاد ثم عملت مديرة للمالية والإدارة في مركب للاسمنت بولاية سعيدة ثم مديرة جهوية للتشغيل وفي نفس الوقت كنت عضو في المجلس الشعبي الولائي بسعيدة.
*كيف تبلور الحس السياسي عند نورية؟
في الحقيقة، فإن الحس السياسي الذي تولد عندي وكان وراء التحاقي بالحياة السياسية فيما بعد راجع إلى مرحلة الجامعة، حيث كنت أنشط في التنظيمات الجمعوية والحركات الطلابية وشاركت في نشاطات عديدة وبفضلها تكونت لدي علاقات مع زملاء في الجامعة، وبعدها عندما بدأت العمل في سعيدة ساعدتني تلك العلاقات التي كونتها في الجامعة للانخراط في حزب جبهة التحرير الوطني سنة 1985، خاصة وأن ولاية سعيدة كانت تعاني من نقص في الإطارات، وفي سنة 1986 كان هناك مشكل في المكتب الولائي للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات بولاية سعيدة، فاقترح علي رئاسة المكتب الولائي ونجحت في إعادة هيكلة المكتب.
*بمناسبة الحديث عن الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، كما هو الدور الذي لعبته حفصي في هذا التنظيم؟
ما يجب أن نعلمه هو أنه بعد الاستقلال مباشرة قررت المجاهدات اللاتي أسسن جمعية النساء المسلمات من بينهم السيدة »مامية شنتوف« أن يواصلن النضال تحت لواء الأفلان حتى جاء المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات سنة 1966 .
*وماذا عن ترشحك في المجلس الشعبي الولائي ؟
في 1985 ترشحت لرئاسة المجلس الشعبي الولائي، كنت حينها لا أفقه كثيرا في قواعد اللعبة السياسية، وربما الذي ساعدني على النجاح هوأخي الذي كان نائبا بالمجلس الشعبي الوطني فكانت عائلة حفصي مشهورة لدى سكان سعيدة، وبعد إلحاح المحافظ الولائي للأفلان على ترشحي نجحت في الحصول على المرتبة الأولى، الأمر الذي لم يكن متوقعا بتاتا، وبحكم قلة التجربة تنازلت عن رئاسة المجلس الشعبي الولائي للمحافظ الولائي لا سيما وأن تولي امرأة لمثل ذلك منصب في تلك الفترة كان ضربا من ضروب الخيال. وعليه شغلت منصب رئيسة لجنة الشؤون الاقتصادية وقد أكسبتني هذه المرحلة أشياء كثيرة، وبعد انتهاء العهدة بالمجلس الشعبي الولائي بقيت في الاتحاد، حيث شهد هذا الأخير صراعات سنة 1990 خاصة بعد تخلي حزب جبهة التحرير الوطني على التنظيمات.
*كيف تميز نضالكم طيلة فترة التسعينات، لا سيما الفترة التي تسبق التحاقكم بحزب التجمع الوطني الديمقراطي؟
فترة التسعينات كانت من أصعب الفترات التي مرت عليها الجزائر المستقلة، كما أنها كانت صعبة كذلك بالنسبة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، فقد كانت هناك صراعات داخلية في الاتحاد فهناك من كان يدعو إلى الإطاحة بالأمينة العامة السيدة »العوفي« آنذاك وهناك طرف كان يلح على بقائها على رأس الاتحاد. ومن جهة أخرى كان حزب جبهة التحرير الوطني يتدخل بحكم التوازنات السياسية التي كانت تفرضها تلك المرحلة، وعند عقد المؤتمر الخاص بالاتحاد تم تعييني في الأمانة العامة وكانت السيدة »بوشامة فتيحة« هي الأمينة العامة، وبقيت أنشط كرئيسة مكتب ولاية سعيدة وعضو في الأمانة الوطنية إلى غاية عام 1997 تاريخ ميلاد حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حيث عرض علينا الانضمام إلى الحزب الجديد.
*إذن ما هو تصورك لقرار تأسيس حزب مثل الأرندي ؟
في انتخابات 1995 خرج المواطنون بقوة للتصويت على المترشح اليامين زروال وكان في نفس الوقت انتقاد لحزب جبهة التحرير وكان الإرهاب يضرب بقوة ، كان من اللازم إنقاذ الوضع والتفكير في استغلال القوة الشعبية وإعادة توجيهها، فالأرندي ساهم في التقويم الوطني مساهمة فعالة خاصة في العهدة الأولى للحزب في البرلمان عندما كان الأرندي يحتل الأغلبية، وأذكر حينها أنني كنت عضوة مجلس الأمة، كانت هناك نقاشات في المستوى، أولا النوعية التي كانت في البرلمان سواء من النواب الذين عينهم الرئيس أم من المنتخبين فقد كان هناك تنافس في النقاشات وطرح البدائل وكانت التدخلات قمة وبجرأة .
*في رأيك هل عرفت الممارسة البرلمانية نوعا من التراجع بالمقارنة مع نهاية التسعينات ؟
بالفعل هناك تراجع بالمقارنة مع السنوات الفارطة، والسبب الأول هنا يرجع إلى تراجع القيم فعندما نرى كيف صارت الانتخابات وكيف يصل المرشحون إلى مناصب معينة دون أدنى معاير وشروط فقيادة الأحزاب ليس لها كلمة في انتفاء المترشحين فقد أصبحت المزايدات برؤوس الأموال هي التي تحدد من يترشح، فاختيار المترشح لم يعد يخضع إلى المعايير التي تؤهله لذلك مثل الكفاءة ومدة نضاله في التحزب، ففي الدول التي بلغت مستوى متقدم من الديمقراطية نجد الأحزاب هي التي تختار المترشحين وتكونهم وتؤطرهم.
*سعيتم إلى الترشح في تشريعيات 2002 لكن فجأة لم يظهر اسمك على القائمة ما السبب ؟
كان هناك مشكل مع الأمين العام لأني أردت أن أترشح على رأس القائمة بولاية سعيدة وبحكم أني أمينة عامة لمنظمة فلا يجب أن أقصى في ولايتي كما أني كنت قادرة على تحقيق نتيجة ممتازة وأنا ارفض الفرضية التي تقول أن المرأة غير قادرة على تحصيل نتيجة ممتازة في الانتخابات ،هذه الأسباب التي تركتني أرفض »المساومة« لأني أمثل المرأة الجزائرية وعليه يجب أن أمثلها أحسن تمثيل، كما أن الكفاءة والمكانة التي يحتلها المترشح تلعب دورا مهما في الانتخاب عليه والدليل على ذلك نتائج انتخابات 2007 فكل القوائم التي تتصدرها نساء تحصلت على مقاعد في البرلمان.
*هل ستترشحين في تشريعيات 2012؟
*ما رأي الأرندي في إدراج نظام الكوطة لترقية الممارسة السياسية للمرأة؟
أنا كنت عضو في اللجنة التي أعدت المشروع ،أما عن الأرندي فقد بدأ بالمبادرة ففي المؤتمر الأخير يوجد نسبة 20 بالمائة من المؤتمرين نساء كما تم تطبيق هذا النظام في الهياكل ،فوضع نساء في المجلس الوطني وفي المكتب الوطني .
* هناك من انتقد نظام الكوطة، ما تعليقكم ؟
نعم ،هناك لويزة حنون هذه المرأة التي أكن لها كامل الاحترام على الرغم من اختلاف أفكارنا السياسية إلا أنني اعترف أنها استطاعت أن تفرض نفسها في الميدان ،فهي تحترم على المجهود فهي ضد الكوطة لأنها ترى في الديمقراطية لاتميز بين الرجل والمرأة، لكن إذا لم نضع نضام الكوطة فالمرأة لا يمكن لها أن تمارس السياسة مع الرجل واعتقد أن الرئيس يوافق على هذا القانون.
*ما هي الانجازات التي حققتها نورية حفصي كمناضلة سياسية وكمدافعة عن حقوق المرأة ؟
هو نضال طويل في الواقع ،فعندما جئت للاتحاد في 1999 كان الاتحاد قد فقد مصداقية كبيرة وكنت في نفس الوقت عضو مجلس الأمة ولأنني مناضلة في من القاعدة ويمكن القول انه ربما كل الجمعيات هنا في العاصمة لا تقوم بما منا نقوم به في كل المجالات في سبيل ترقية المرأة ومما ساعدني على العمل وجود مناضلات يؤمنون بواجب النضال وقد تلقيت عدة انتقادات من الكثير حتى في بعض الأحيان كنت ابكي لأني ابنة النضال داخل الاتحاد،وقد كنت من أول المساهمين في الدعوة إلى سياسة الوئام المدني ،وأتذكر حادثة عندما كنا في سنوات الأزمة ذهبت إلى جبل " سيدي علي بوناب "وأقمت هناك تجمع ووصفت المتسببين في تلك المجازر بأقبح الأوصاف لأنني تأثرت كثيرا بالوضع المزري الذي كانوا يعيشونه على الرغم من خطورة الوضع آن ذاك ،وأتذكر جيدا عند خروجنا من تلك القرية رأينا كل سكانها خرجوا وراءنا تحية منهم على تضامننا معهم ،فالاتحاد في القضايا الوطنية دائما يكون هو السباق لكن دائما يلقى معاملة مجحفة في حقه ،أما بالنسبة للقانون الأخير فيعتبر مكسب هام في فائدة المرأة.
*وما رأيك في قانون الأسرة الجديد؟
كذلك بالنسبة لقانون الأسرة فقد كان لنا فيه نضال طويل فقد كنت في اللجنة التي أعدت مشروع قانون الأسرة فقد كان لنا دور تحسيسي فالمادة التي تعطي المرأة الحاضنة الاحتفاظ بالمنزل هي مكسب كبير،وعليه فيجب أن يكون هناك نضال دائم ومراقبة مستمرة من المجتمع المدني لتطبيق القوانين الموضوعة.
*وماذا أعد حزبكم للمرحلة القادمة؟
احمد أويحيي باعتباره المسؤول الأول في الحزب شغله الشاغل خلق هذه ظروف عمل وانسجام والإسهام في تجسيد برنامج التنمية وتجسيد برنامج الخروج النهائي من هذه الأزمة وكيف يمكن للحزب أن يساعد في تنويع الاقتصاد لأنه في كل الدول المتقدمة الأحزاب لها دور في رسم السياسة العامة لبلد وتطبيقها.
فمن المفروض أن يكون الحزب سند قوي للدولة، فأنا تفاجأت مؤخرا عند إصدار قانون المالية التكميلي بغياب كلي للأحزاب، ما عدا بعض التدخلات المحتشمة فلا يوجد هناك طرح قوي يكون سندا للحكومة لأنه من المفروض أن لا تترك الأحزاب مجالا للباترونا ولا لأي منتقد فيجب عليهم أن يقدموا بدائل وان يكونوا في مستوى شرح ما تقدمت به الحكومة فلا يجب ترك الحكومة تتخبط وحدها فقد اضطرت مؤخرا إلى تكليف الوزراء بشرح برامجها كل حسب اختصاصه.
*ما الذي ربحته المرأة الجزائرية في السنوات الأخيرة؟
الشيء الذي كسبته المرأة هو وود خطوات هامة في كال المجالات مثلا في الجانب التربوي أصبحت الفتيات تتفوقن على الصبيان وهذا ما يتركنا نعتقد أن المساواة هي شيء منطقي من حقنا أن نطالب به ،وأنا شخصيا عندما اقرأ قانون الأسرة أجده انه يحمي المرأة لأنه مستمد من الشريعة الإسلامية فالإسلام أكرم المرأة لكن الشيء المؤسف أن المرأة الجزائرية تجهل حقوقها وهذا دورنا بالدرجة الأولى كنخبة وكمجتمع مدني ،وإذا أتينا لنقارن بين ما حققته المرأة التونسية والجزائرية فالجزائر خطت خطوة عملاقة في مجال ترقية حقوق المرأة.
*وفي تقديرك ماذا خسرته بعد كل هذه السنوات؟
للأسف هو زوال القيم فقد أثرت الثقافة الغربية كثيرا في المرأة الجزائرية ولو وجدنا استثناء بالنسبة للمرأة في الجزائر العميقة
*هناك من يجدون تعارضا بين نضال المرأة وقيم المجتمع؟
كلا النضال في إطار الحفاظ على الهوية وعلى الحضارة فلا بد أن نربي أبناءنا على هذه القيم فمطالبة المرأة بحقوقها ليس تنصل من أصالتها فيمكن أن نحافظ على الهوية الإسلامية بالموازاة مع النضال في سبيل تحرير المرأة من العبودية وعلى كرامتها ،ولكن على الرغم من كل التأثيرات الأجنبية تبقى المرأة الجزائرية أصيلة.
*ما رأيك في المآل الذي عرفته قضية الشاب مامي؟
لقد أثرت كثيرا فالشاب مامي في صغره كان يجلس أمام المنزل وصوته كان جميلا، كنت أطلب منه دائما أن يغني لي وصراحة فقد فرحت لنجاحه وللأسف بعد أن حقق هذ النجاح يواجه مثل هذا انتكاسة.
*مشوارك النضالي هل أثر على حياتك العائلية ؟
إن حياتي النضالية لم تؤثر أبدا في حياتي الخاصة، فزوجي رجل متفهم وهو على دراية بطبيعة عملي ونضالي كامرأة سياسية، كما أن أولادي الثلاثة بدورهم يتفهمون الوضع القائم.
*ما هي أهم الشخصيات التي أثرت في نورية ؟
أتذكر مرة حضرت لقاء في جامعة بوسطن بأمريكا كان هناك مجموعة من الجزائريين قاموا بمداخلات ذات مستوى رفيع جدا هولاء الناس اثروا في كثيرا،وأما عن الشخصيات الوطنية فعندما كنت في جبهة التحرير الوطني تأثرت كثيرا بعبد الحميد مهري، ولا أنكر أنني جد متأثرة بشخص أحمد أويحيي لأنه صراحة رمز العمل الدؤوب والمثابرة والجد.
*هل تمارسين الرياضة ؟
أحيانا أمارس السباحة وأحيانا أخرى الجري، كما أمر بفترات كسل
*كيف تقضي نورية حفصي وقتها مع أفراد العائلة؟
أملك والحمد لله عائلة متكاملة، فكما قلت زوجي متفهم وأنا أم لثلاثة أبناء، النبت الكبرى تحضر ماجستير في الحقوق، والبنت التي تليها سنة ثالثة علوم سياسية وعلاقات دولية ويبقى أصغرهم ودلوع العائلة في الثانوي.
*هل نورية شاطرة في المطبخ ؟
أنا أطهو جيدا وأحب الكسكسي، بالإضافة إلى الأكلات المغربية مثل البسطيلة.
*ما هي فلسفتك في الحياة ؟
دائما العدالة هي التي تنصر في نهاية المطاف.
*ماذا تعني لك الجزائر؟
هي كل شيء
*وسعيدة ؟
هي مدرستي، فيها مارست الرياضة وتعلمت النضال ودخلت السياسة من الباب الواسع .
*ما رأيكم في ظاهرة الحرقة ؟
هي مؤلمة صراحة، في الأسبوع الفارط أقمنا ملتقى في وهران وأحضرنا شباب حراقة رووا لنا ظروفهم وقصتهم مع المغامرة في البحر فصراحة لقد بكيت بشدة.
*ما هي فلسفتك في الحياة ؟
دائما العدالة هي التي تنصر في نهاية المطاف .
*أخر كتاب قرأتموه؟
هو كتاب لياسمينة خضرة » فضل الليل على النهار«، ولا أنكر أنني أعكف في الوقت الراهن وبلا هوادة على التدقيق في قانون المالية التكميلي لعام 2009 تحضيرا للموسم الجديد.
*فريقك المفضل، وماذا عن حظوظ المنتخب الوطني في التأهل؟
على المستوى الدولي أناصر بارشلونة ضد ابني الذي يناصر ريال مدريد، أما في الجزائر فانا من أنصار شبيبة القبائل، ويبقى في الأخير أن المنتخب الوطني يعلو فوق كل هذا وذاك وأؤكد لكم أنه في حال عدم تأهله للمونديال سأموت.
*في الأخير ما هي أماني السيدة حفصي؟
أتمنى أن تتطور الديمقراطية لأنه من خلاله نستطيع أشياء كثير إلى الحكم الراشد إلى إشراك المجتمع بأكمله لان المجتمع الجزائري متنوع فبهذه الطريقة نستفيد من كل القدرات وأمنيتي أننا نصل يوما ما إلى تساوي أعضاء الحكومة بين الرجال والنساء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.