يسعى قسم التّرجمة بكلّية الآداب واللّغات، بجامعة فرحات عبّاس بولاية سطيف، إلى تنظيم ملتقى وطني الأوّل حول التّرجمة وتعليمية اللّغات، بمشاركة أساتذة وباحثين جاءوا من مختلف الجامعات الوطنية، . و حسب منظمي هذا الملتقى الذي لم يتم بعد تحديد فترة انطلاق أشغاله حسب منظمي الملتقى يهدف إلى إبراز المفهوم والغاية من الترجمة، و تحديد المصطلحات ، بالإضافة إلى النّظر في موضوع التّرجمة سوء في فترات سابقة أو في الفترة حالية، وذلك بارتكازه على أساس التّقابلات الثّنائية، من نحو النّص الأصلي أي النّص المترجَم، والتّرجمة الحرفية " التّرجمة الحرّة"، أو التّرجمة الحرفية"التّرجمة المعنوية"، واللّسان الأصل و ما يقابلها. و أضاف ذات المصدر أنه بالرّغم من التّنوع المصطلحات فإنّ ظاهرة التّوجه شطر النّص الأصلي، أو شطر النّص المترجَم، تبقى أمراً مركزياً. والملاحظ في كلّ هذا هو التّناوُب بين هذين التّيارين في المواقف إن على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي عبر مراحل تاريخية مختلفة ولقد صارت الحال في القرن العشرين أكثر تعقيداً بكثير. فبالرّغم من استمرار الجدل المركزي المذكور سابقا، فقد طرأ موازاة مع ذلك تغيُّر جذري في كثير من المؤلّفات النّظرية، وقد سجلّ مجيء اللّسانيات منعطفاً حاسما في المواقف المتبناة . و وفقا لذات المصدر دائما لقد ظهر تأثير اللسانيات بداية في إطار البنيوية النظري، في كلّ من أوربا الشرقية مع حلقة براغ ، والولايات المتحدةالأمريكية، وصارت الترجمة، التي عُدت حتى هذه المرحلة فنّاً، موضوعَ دراسة علمية، التي تشهد أن نظرية الترجمة كانت، ولأول مرة، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنظرية اللغة، ولاحقاً، تسرب تأثير اللسانيات إلى باقي أوربا، مع تنوع في الإطارات النظرية، وقد عبر كثير من المنظرين عن ضرورة الربط بين نظرية الترجمة ونظرية اللغة، ومنهم "جورج مونان" ،"هنري ميشونيك"، "جورج سطينر"، و غيرهم من المؤلفات. إن حركة التّطور السريعة الحاصلة في حياتنا العلمية يقول المنظمين تقتضي متابعة مستمرة لكلّ جديد تنتجه، ولأنّ اللّغات وسائل المعارف والاتصال، سعت المناهج التّعليمية إلى تحقيق الأهداف العلمية والبيداغوجية في تكوين المتعلّم والمعلّم لها، اعتمادا على استثمار المفاهيم اللّغوية التّي أفرزتها اللّسانيات التّطبيقية العلمية والتّقنيات الحديثة في التّدريس. ثمّ إنّ للترجمة بمختلف نظرياتها علاقة مباشرة بتعليم اللغات، بل انها في كثير من المواضع تجعلها على رأس اهتماماتها. وسيحاول هذا الملتقى أن يقف على هذه العلاقة وفاعليتها وجديدها في ضوء مستجدات الدرسين اللّساني والبيداغوجي. و لدراسة موضوع الملتقى فسيتم التطرق إلى خمس محاور أساسية و هي على التوالي، المحور الأوّل يكون حول تعليمية اللّغات والتّرجمة؛ مداخل مفاهيمية العامة، أما المحور الثاني يتطرق إلى دور النّظريات اللّسانية في تعليمية اللّغات، المحور الثّالث سيدور حول دور التّرجمة في تعليميّة اللّغات، و المحور الرابع سيطرق من خلاله الأساتذة المشاركين إلى نظريات الترجمة، وطرق تعلم اللّغات، أما المحور الخامس و الأخير سيكون حول التّرجمة وقضايا المعجمية. نسرين أحمد زواوي