قال السفير الروسي في باريس ألكسندر أورلوف الأحد، أنه من الصعب تصوّر أن يبقى الرئيس السوري بشار الأسد بالحكم، ولكن رأى أنه يجب أن ينظّم رحيله بطريقة حضارية، مشيراً إلى النموذج اليمني كمثال على ذلك. وصرّح أولوف بمقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية نشرت امس رداً على سؤال عن قول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن سقوط الأسد أمر حتمي، أنه "من الصعب تصوّر أن يبقى (الأسد).. سوف يرحل وأعتقد أنه يفهم ذلك ولكن يجب تنظيم ذلك بطريقة حضارية كما حصل في اليمن مثلاً". وأضاف أنه "على عكس ليبيا حيث كان (معمر) القذافي رجلاً وحيداً.. يوجد في سوريا نظام بعثي منذ عقود. ومع الأسد ومن دونه، سيبقى هذا النظام ويدوم". وكرر كلامه السابق الذي أدلى به في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية أن موافقة الأسد على اتفاق جنيف تعني أنه موافق على الرحيل، حيث قال بالمقابلة مع "لو باريزيان" "إن حقيقة أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على البيان الختامي في جنيف في 30 جوان واختيار ممثله للمفاوضات المقبلة مع المعارضة، يثبتان أنه في داخله يوافق على فكرة أنه قد يرحل". وأضاف أن "هذا تطوّر مهم". وقال ان "اتفاق جنيف ينص على إطلاق عملية انتقالية لسلطة الرئيس الحالي نحو حكومة انتقالية تمثل جميع القوى السياسية"، معتبراً أن مشروع القرار الغربي الذي يهدد بعقوبات على النظام السوري والذي استخدمت الصين وروسيا الفيتو ضده، يدوس على اتفاقات جنيف. وأشار السفير الروسي إلى أن المعارضة السورية في الداخل مستعدة للتفاوض مع الرئيس الحالي، مضيفاً "لذلك لطالما قلنا أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره وينتخب رئيسه". يشار إلى أن البيان الختامي لمحادثات مجموعة العمل الدولية حول سورية في جنيف أعلن عن اتفاق على عملية انتقالية يقودها السوريون، وقال المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي أنان إن القوى العالمية اتفقت في جنيف على خطة جديدة بشأن حكومة انتقالية سورية. وقال أنان إن الخطة لا تتضمن الدعوة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد مع إمكانية أن تضم الحكومة الانتقالية في سوريا أعضاء في الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة وجهات أخرى. وكانت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة قالت إن اتفاق جنيف ينص على رحيل الأسد وهو أمر نفته روسيا التي شارك وزير خارجيتها سيرغي لافروف في اجتماعات جنيف واتهمت الغرب بتحريف مضمون الاتفاق. وكان أورلوف قال الجمعة بمقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية الجمعة، إن موافقة الأسد على اتفاق جنيف حول الانتقال السياسي في سوريا وتسمية ممثل عنه للتفاوض مع المعارضة يعني أنه يوافق على الرحيل ولكن بشكل حضاري. واستدعت طريقة نقل تصريحات أورلوف من قبل بعض وسائل الإعلام والتي بدا فيها وكأنه يقول إن الأسد وافق على الرحيل، نفياً سورياً وروسياً حيث قال الجانبان إنه تم تحريف تصريحات السفير.