كشفت أمس تقارير إخبارية أن وزير خارجية الكيان الصهيوني، "أفيغدور ليبرمان"، عقد أول أمس في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل اجتماعًا مع نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، وطالبه بأنْ تقوم الحكومة الفرنسية بدعم الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا، وإدانة المقاطعة العربية المفروضة عليه بسبب تأييده للحوار مع إسرائيل، ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الكاتب الجزائري أدلى مؤخرا بحديث صحافي لصحيفة (ليبراسيون) الفرنسية، وعاد وكرر موقفه الداعي إلى فتح حوار مع إسرائيل من أجل التوصل إلى سلام، وانتقد الكاتب في حديثه ما أسماها الازدواجية في المواقف العربية، فمن ناحية، قال الدول العربية غير قادرة على محاربة الدولة العبرية، كما تقوم العديد من الدول العربية بإقامة علاقات علانية أوْ سرية مع الدولة العبرية. ومن ناحية أخرى، يقومون بمقاطعته هو بسبب زيارته لإسرائيل ومطالبته بفتح الحوار معها، وفي ما إذا كان يخشى على حياته، قال الكاتب الجزائري إنه لا يمكن أنْ يصل وضعه إلى أسوأ مما عليه الآن، كما كشف النقاب عن أنه أطلق مع الأديب الإسرائيلي، دافيد غروسمان، مبادرة لتنظيم مهرجان دولي للأدباء والكتاب من أجل السلام، لافتًا إلى أنه يتلقى العديد من رسائل التأييد، وقالت الصحيفة العبرية إن الاتحاد الأوروبي أعلن عن تبنيه للفكرة. مضى الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا بوعلام صنصال قدما في زيارته لإسرائيل، وذلك في شهر ماي الماضي، وشارك في (مهرجان الأدباء العالمي) الذي تنظمه مؤسسة (مشكانوت شأنانيم) في القدسالغربية، وهي زيارة أثارت جدلا واسعا وندد بها أغلب المثقفين العرب، ودعت (حملة مقاطعة إسرائيل) الكاتب إلى الانسحاب من المشاركة، في حين احتفت إسرائيل بالزيارة بوصفها تفتح ثغرة في جدار التطبيع الثقافي. وظهر صنصال مع الكاتب الصهيوني أ.ب. يهوشواع، وناقش معه حوار الثقافات ضمن لقاء مفتوح مع جمهور إسرائيلي جرى في المعهد الفرنسي في تل أبيب، واحتفى الإعلام الإسرائيلي بحضور الكاتب الجزائري من خلال مدير المؤسسة التي نظمت المهرجان أوري درومي، الذي أعرب عن سروره لحضور صنصال رغم الضغوط التي تعرض لها من قبل أطراف عديدة لثنيه عن ذلك. وعلى الرغم من مشاركته سابقا في (معرض باريس الدولي للكتاب) (2008)، الذي شاركت فيه إسرائيل ضيف شرف مبررا ذلك بقوله إنه يمارس الأدب لا الحرب وإن الأدباء ليسوا سياسيين، ولا أرى سببا لمقاطعتهم، فإن زيارة صنصال لإسرائيل، التي بررها أيضا بقوله: كيف نقاطع دولة لها علم؟- كان لها وقع مختلف، إذ أن الزيارة مستفزة تزامنت مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الرابعة والستين للنكبة، واحتفالات إسرائيل بذكرى قيامها، وفي وقت يخوض فيه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إضرابا متواصلا عن الطعام ضد سياسة الاحتلال الهمجية، وتزامنا أيضا مع ما تتعرض له القدس من محاولات تهويدها المستمرة.