قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية أول أمس الاثنين أن وزير الخارجية الإسرائيلي، المتطرف أفيغدور ليبرمان، عقد يوم الأحد في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل اجتماعًا مع نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، وطالبه بأنْ تقوم الحكومة الفرنسية بدعم الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا، وإدانة المقاطعة العربية المفروضة عليه بسبب تأييده للحوار مع إسرائيل، ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الكاتب الجزائري أدلى مؤخرا بحديث صحافي لصحيفة (ليبراسيون) الفرنسية، وعاد وكرر موقفه الداعي إلى فتح حوار مع إسرائيل من أجل التوصل إلى سلام، وانتقد الكاتب في حديثه ما أسماها الازدواجية في المواقف العربية، فمن ناحية، قال الدول العربية غير قادرة على محاربة الدولة العبرية، كما تقوم العديد من الدول العربية بإقامة علاقات علانية أوْ سرية مع الدولة العبرية. و ذكرت الصحيفة إن زيارته للدولة العبرية والمطالبة بفتح حوار معها، جلبت له الكثير من المصائب، فقد تمت مقاطعته من قبل المثقفين العرب، كما تقرر سحب جائزة عربية كان قد فاز فيها، والأخطر من هذا، كما جاء في الصحيفة العبرية . وظهر صنصال مع الكاتب الإسرائيلي أ.ب. يهوشواع، وناقش معه حوار الثقافات ضمن لقاء مفتوح مع جمهور إسرائيلي جرى في المعهد الفرنسي في تل أبيب، واحتفى الإعلام الإسرائيلي بحضور الكاتب الجزائري من خلال مدير المؤسسة التي نظمت المهرجان أوري درومي، الذي أعرب عن سروره لحضور صنصال رغم الضغوط التي تعرض لها من قبل أطراف عديدة لثنيه عن ذلك. وعلى الرغم من مشاركته سابقا في (معرض باريس الدولي للكتاب) (2008)، الذي شاركت فيه إسرائيل ضيف شرف مبررا ذلك بقوله إنه يمارس الأدب لا الحرب وإن الأدباء ليسوا سياسيين، ولا أرى سببا لمقاطعتهم، فإن زيارة صنصال لإسرائيل، التي بررها أيضا بقوله: كيف نقاطع دولة لها علم؟- كان لها وقع مختلف، إذ أن الزيارة مستفزة تزامنت مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الرابعة والستين للنكبة، واحتفالات إسرائيل بذكرى قيامها، وفي وقت يخوض فيه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إضرابا متواصلا عن الطعام ضد سياسة الاحتلال الهمجية، وتزامنا أيضا مع ما تتعرض له القدس من محاولات تهويدها المستمرة. ومن ناحية أخرى مقاطعته هو بسبب زيارته لإسرائيل ومطالبته بفتح الحوار معها، وفي ما إذا كان يخشى على حياته، قال الكاتب الجزائري إنه لا يمكن أنْ يصل وضعه إلى أسوأ مما عليه الآن، كما كشف النقاب عن أنه أطلق مع الأديب الإسرائيلي، دافيد غروسمان، مبادرة لتنظيم مهرجان دولي للأدباء والكتاب من أجل السلام، لافتًا إلى أنه يتلقى العديد من رسائل التأييد، وقالت الصحيفة العبرية إن الاتحاد الأوروبي أعلن عن تبنيه للفكرة. وفي نفس السياق، ندد الموقف الفلسطيني بالزيارة، حيث أدانت وزارة الثقافة في حكومة حماس بغزة هذه الخطوة، ووصفت في بيان لها المشاركة بأنها جريمة بحق مليون شهيد جزائري ضحوا بحياتهم من اجل نيل الجزائر حريته من الاحتلال الفرنسي. كما اعتبر البيان الزيارة جريمة بحق الشعب الفلسطيني، وتواطؤ فاضح مع جرائم الاحتلال. ودعا وكيل وزارة الثقافة بغزة مصطفى الصواف، كل الكتاب والأدباء العرب وأحرار العالم إلى رفض هذه الزيارة ومنع الكاتب صنصال من المشاركة. وناشد الصواف المثقفين والأدباء والمؤسسات الثقافية العربية والإسلامية، إلى مقاطعة الكاتب الجزائري عربياً وعالمياً، حال إصراره على المشاركة. وكانت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، قد وجهت رسالة مفتوحة إلى الكاتب الجزائري بوعلام صنصال تطالبه بالانسحاب من المشاركة في (مهرجان الكتاب العالميين) لاعتبارها تشكل تطبيعاً مع إسرائيل.