أشاد الكل باليوم الوطني للفنان، والذكرى المخلدة لاستشهاد الفنان علي معاشي الذي اغتيل على يد الجيش الفرنسي بتاريخ 08 جوان 1958 ، هذا الرجل الكبير الذي صنع جمال الفن و الثقافة الجزائرية . لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما الذي فعلناه نحن كي نستفيد من أعمال هذا الفنان؟ وما الذي قمنا به لكي نسير على خطى دربه؟.نعم، هنا يجب أن نتوقف لنعيد ذكراه في أذهان كل من أطلق على نفسه اسم فنان أو مثقف، لا نكتفي بعبارات التمجيد و لا عبارات المدح و المجاملات ، لكنها الحقيقة، الجزائر اليوم تفتقد فعلا لعلي معاشي و أمثاله من الذين قدموا أرواحهم قربانا لتحيا بدمائها الجزائر.أيكفي يوم أو يومان لنتذكر "الكيان" الثقافي و بالتحديد الجزائري ، على رأي رئيس الجمهورية الذي خطب بالمناسبة ليقول "إن إنشاء صناعات ثقافية يعد بمثابة الأرضية المادية لازدهار غير مسبوق في مجال الثقافة والفن ،قبل أن يفصح عن رغبته "إننا نرغب في جزائر تبدأ فيها التربية الفنية في سن مبكرة جزائر تلج فيها المادة الثقافية والفنية كل قسم دراسي وكل بيت"الملاحظ في الجزائر، أن كلنا و دون تفريق يبحث عن بوادر المصالحة ويحصرها في حقول السياسة، دون أن نعير " مصالحة الفن والثقافة" اهتماما .... لعلنا نسينا أو تناسينا أن الثقافة تضررت كثيرا خلال العشرية السوداء أو الحمراء، وقتها غلقت المسارح و قاعات السينما ، ذهب الفنان و اختفى الإبداع ، الكل صار يبحث كيف ينجو و إلى أين يفر من فوهة النار .خلال أكثر من عشرية، غابت ريشة الفنان وغاب صوت المثقف و كتاب الأدب و غاب لحن الموسيقار ... لتغيب بعد ذلك الثقافة ويختفي مفهوم الفن الأصيل في زحمة المصطلحات الدخلية على معاجمنا الفنية.هناك من يرى منا أن الذكرى فرصة للترويح ، وهناك من يجدها لحظة تغنيه عن لحظات الصمت التي سكنت فضاءات الإبداع فينا ....و لكن أين الذي يراها فرصة للتغيير وبداية أمل جديد، نور يستنير به المتعطشون لأوراق تحمل في طياتها الكثير من الأدب و السفر بعيدا ليرى نفسه فنانا حقيقيا يؤلف مقطوعات موسيقية كأسطورة المنفى في جبال مدينة دلس السياحية أو قصة تراث حيزية التي ضاهت في زمنها أعمال بتهوفن .أمال كاري