أحيت جمعية "مشعل الشهيد" بالتنسيق مع جريدة "المجاهد" والإذاعة الوطنية، الذكرى الخمسين لاستشهاد الفنان علي معاشي بقاعة "عيسى مسعودي" أول أمس السبت، بمناسبة العيد الوطني للفنان. وجاء في مداخلة مدير الإذاعة الوطنية، الشاعر عز الدين ميهوبي، أنه من واجب الإذاعة كمؤسسة ثقافية وإعلامية، الحفاظ على الذاكرة والأرشيف والتراث، وهي ليست مجالا للتلاقي والتواصل فقط، بل يجب أن يكون لها دور في الدفاع عن تاريخ الجزائر وتراثها ونضال شعبها، وأن تخوض معركة على كل المستويات وتسخر كل الإمكانيات والآليات من أجل أن تؤسس لثقافة الحفاظ على الذاكرة. وأضاف ميهوبي »نحن في مجتمع تسيطر عليه الثقافة الشفهية ونحن في حاجة لأن نحافظ على هذه الذاكرة طالما أن هناك وسائل وامكانات تقنية كبيرة تسمح لنا بالحفاظ على ذاكرة شعبنا ونضاله من خلال الصورة والصوت والتدوين والانترنت«. مستطردا، »إن خمسين سنة تمر على استشهاد البطل الفنان علي معاشي، الذي ارتبط اسمه بهذه المؤسسة وكان له فيها نصيب ومشاركة متميزة، كثيرا ما كنا نسمعها من الذين عايشوه، علي معاشي نقطة مضيئة في مسيرة ثورتنا في جانبها الفني من خلال فرقة "سفير الطرب"، وهذا الجيل لا يعرف الكثير عن هذه الشخصية التي كان موتها موتا أسطوريا مثل أبشع ما قامت به فرنسا الاستعمارية، لكنه بالنسبة لنا أحد رموز النضال والشهادة الكبار، بعد خمسين سنة علينا أن نستحضر هؤلاء ونحقق ثقافة الوفاء والعرفان ونورثها للأجيال الصاعدة، لأنها كلما ابتعدت عن الثورة زمنيا تأثرت بها أكثر بهذه المبادرات الجميلة التي تنم عن وعي وطني«. الأستاذ عمار بلخوجة تناول من جانبه المسار النضالي والفني للشهيد علي معاشي، الذي ولد سنة 1927 بمدينة تيارت، وفي 18 من عمره التحق بالخدمة العسكرية الإجبارية في البحرية الفرنسية، ومن خلال تنقله في البحر وبين المدن والدول، امتلك عزيمة وشخصية وطنية، علاوة على أنه كان يملك موهبة فنية، فكون فرقة "سفير الطرب". وحين اندلعت ثورة التحرير انضم اليها علي معاشي لمواصلة الاتجاه الطبيعي للتاريخ وقدمت "سفير الطرب" ثلاثة شهداء هم عكاشة مختار والهاشمي العربي وجبلان محمد، وكان على فرنسا التي سقطت عاصمتها باريس في الحرب العالمية الثانية وهزمت في معركة "ديان بيان فو" في الهند الصينية سنة 1954، أن تتظاهر بالنصر في الجزائر بالاستعلامات والتعذيب الوحشي الذي تفنن فيه الجلادون، الذين قاموا باغتيال الشهيد علي معاشي ورفيقين له يوم 8 جوان 1958 وعلقوهم على ثلاثة أشجار بساحة "كارلو"، ثم دعوا المعمرين للفرجة والجزائريين للترهيب، فكان رد فعل الجزائريين التحدي والتصدي ومواصلة الثورة من أجل تحرير الجزائر.