لمع اسمه في عالم الفن الجزائري تخصص في إنتاج الأغنية المتزنة،رغم المرض الذي ألم به إلا أنه لم يمنعه ذلك عن مواصلة مشواره الفني، 35 سنة هي المدة التي قاضها الفنان في بيت الفن القبائلي و تربع على عرشه و نهم من كبار شعرائه، خلال هذه الفترة أنتج المطرب ما يربو عن 40 شريطا غنائيا تغنى بالحب و تغزل بالمرأة الجزائرية و ذكر مناقبها في الحياة و دورها الريادي في المحافظة على تربية النشء و إصلاح المجتمع كما تغنى بالثورة الجزائرية في معظم أشعاره. يتعلق الأمر بالمطرب الجزائري وعزيب محمد أمزيان الذي التقته الحوار بمسرح الهواء الطلق و أجرت معه هذا الحوار الذي تتطرق خلاله إلى بعض النقاط الهامة في حياته الشخصية و مشواره الفني. صرحت خلال الندوة الصحفية التي عقدتها مؤخرا أنك شخصية مجهولة لدى الجيل الجديد فكيف لك أن تعرف بنفسك؟ ** وعزيب محمد أمزيان من موالد جوان 1958 في ملجأ المجاهدين بجبال جرجرة الشامخ و نظرا لوعورة المنطقة و أمام الصعوبات التي لاقتها أسرتي فقد تأخر تسجيلي في الحالة المدنية حتى سنة ,1962 و لأن ظروف الحرب قد بلغت أوجها خلال هذه الفترة فقد شح ضرع أمي من شدة الفقر و الوعز و لم يكن باستطاعتها تلبية حاجتي الغذائية الأمر الذي جعلنس أتشبث بأضرع المجاهدات اللواتي احتضنني بكل صدر رحب، بعد ذلك تم نقلنا إلى الجزائر العاصمة و أخرجنا من قريتنا عنوة لا اختيارا و طاب بنا المقام ببئر خادم و أنا ما زلت رضيعا لا أفقه شيئا حيث شبت و ترعرعت بها . كيف كانت بدايتك الفنية ؟ ** قبل دخولي إلى عالم الفن كنت شغوفا برياضة الملاكمة و نشطت في الحقل الرياضي عدة سنوات كما كنت عضوا في الكشافة الإسلامية فوج '' شباب جبهة التحرير الوطني '' بعدها نادني صوت الطرب و الشعر الموزون فلبيت طلبه و كانت بدايتي الفنية قد سطرت منذ انخراطي في جمعية ثقافية تدعى '' أفوس تذق فوس'' و تعني باللغة العربية اليد في اليد، و في سنة 1972 انضممت إلى فرقة موسيقية تسمى '' إيمونان '' و كانت الأخيرة تنظم حفلات فنية في نطاق ضيق و قد سجلت مشاركتي في جل النشاطات التي تنظمها، بعدها تمكنت من الدخول إلى القناة الثانية الناطقة بالأمازيغية و من عنا بدأ مشواري الفني يعرف نوعا من الإنفتاح، كما كان لي الشرف في المشاركة في عدة مسرحيات في '' رادبو فونيكّ '' في ذات القناة ما هي الأسباب التي منعتك من مواصلة مشوارك الفني؟ ** فن التمثيل لم يكن هاجسي بل كرست حياتي خدمة للفن الغنائي الملتزم، أما المسرح فقد خضته كتجربة فقط، هذا لا يعني أنني أرفض الأعمال المسرحية فلو طلب مني أي مخرج أداء أي دور فلن أرفض. على ذكر الفن المتزن هل بقي وعزيب محافظا على لونه الغنائي أم ان موجة العصرنة حالت دون ذلك؟ ** على الإطلاق لم و لن أفرط أبدا في الطابع الفني الذي تبنيته منذ ولوجي عالم الفن، و لا أرى نفسي أجري وراء الرذيلة الفنية، لأنني بكل بساطة أحترم الفن و لا أسعى أبدا إلى تدنيسه، كما أنني من الذين يعشقون الأغنية الهادفة التي تترك أثارا إيجابية في الواقع المعاش، لأن الفن في حد ذاته رسالة سامية فالمطرب الحقيقي هو ذلك الذي يستطيع أدائها على أحسن و أكمل وجه، هذا لا يعني أنني ضد الأغنية الشبابية الراقصة لكن يجب اختيار الألفاظ والعبارات الراقية للإستحواذ على العاطفة و العقل معا، وأن تحتضنها العائلة الجزائرية بصدر رحب، وأيضا حتى لا تندثر الأغنية بمجرد ما تظهر أخرى إلى الساحة الفنية، فيكون الفنان بذلك عرضة للزوال والإحتقار. 20 سنة هي المدة التي غابتها عن الساحة الفنية العاصمية متى سجلت آخر مشاركة فنية؟ ** أولا دعيني أن أقول لك عن الدوافع الحقيقية وراء غيابي عن الساحة الفنية العاصمية، فالأمر وما فيه أن مسؤولو القطاع الثقافي والفضاءات الثقافية المنتشرة على مستوى العاصمة تجاهلونني ولم توجه لي أية دعوة لإقامة أو المشاركة في الكم الهائل من الحفلات والمهرجانات التي نظمت بالجزائر العاصمة وأتذكر وكدت أنسى أن آخر حفل قمت به كان بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي ببور سعيد سنة ,1988 حتى المؤسسات الإعلامية بما فيها التلفزة قد ضيقت الخناق على المطربين القدماء، صراحة فأنا لست من هؤلاء الذين يشحذون بطاقة المشاركة في الحفلات التي تتم على مستوى هذه الهيئة.، فكرامتي لا تسمح بذلك. هل ذلك يعني أنك قاطعت عالم الفن؟ ** أبدا فمنذ 1975 و هو تاريخ صدور أول ألبوم لي لم أنقطع عن الإنتاج الفني بل استمرت في العمل و كنت أخرج ألبوما غنائيا كل سنتين أو ثلاث، 35 سنة في الميدان الفني ضحيت بشبابي وبمراهقتي وبصحتي ولكن كل شيء يهون في سبيل ترقية الأغنية الجزائرية والسمو ها عاليا. ما هي المواضيع التي يكتب فيها وعزيب؟ ** أكتب عن الحب عن المرأة التي أعتز بها كثيرا فهي الأم و الأخت و الأبنة و الزوجة و هي عماد الأسرة أعشق الكلمة النظيفة و افضلها على الموسيقى، بالمعنى أنني أركز دوما على اختبار الأشعار الهادفة و التي تخدم الفن لا تلك التي تهدمه، إنني لا أتاجر بالفن و الدليل على ذلك أن أخر ألبوماتي الذي صدر مؤخرا و الذي يتكون من 10 أغاني أنتجته بمالي الخاص. من هم الأسماء الذين كان لهم الفضل عليك في ميدان الطرب؟ ** هي أسماء كثيرة منها : قاسي تزي وزو، سعيد الوحش... هل بقي الجمهور العاصمي وفيا لمحمد أمزيان رغم مرور مدة غائب عن ملاقاته؟ ** لو لم ثقة الجمهور الطويل العريض ما بقيت على الساحة الفنية ليست العاصمية و كفى إنما على الساحة الفنية الوطنية بشكل عام، الحمد لله أنني محترم من قبل المتذوقين للفن الأصيل ولم يغير ابتعادي عنه شيئا بل بقي يتذكروني وشغوف بالإطلاع على الجديد الذي تتضمنه جعبتي وأجندتي الفنية، والدليل على ذلك حضوره المكثف يوم الخميس الماضي إلى مسرح الهواء الطلق بالعاصمة لمشاهدة الحفل الذي أقمته بمناسبة ذكرى 11 ديسمبر الغراء، و لا يفتني هنا القول أنن أنوه بالمجهودات القيمة التي بذلتها طاقم مؤسسة فنون وثقافة و على رأسه رضوان محمدي والذي بفضله تمكنت من اللقاء بجمهوري الذي تغيبت عنه ردحا من الزمن . بعد هذا الألبوم الذي يحمل عنوان '' أيما لحيفو'' هل من جديد لعام 2009؟ ** نعم هناك الجديد سأفاجئ عشاق ومحبي وعزيب ويتمثل في ألبوم يحتوي على عدة أغاني لم تخرج عن إطارها الإجتماعي، و المناسبة أقول لكل الشعب الجزائري عام سعيد مملوء بالصحة و العافية و الهناء وكل عام نحن والجزائر بخير.