فتحت مصالح الأمن المشتركة بتلمسان عملية تحقيق معمقة حول وجود أطراف فعالة تحاول زرع الفتنة على الحدود، بفتح شجارات مابين مهربي الوقود وسكان المناطق الحدودية، وإدخال المنطقة في فتنة حقيقية تزامنا مع المحليات المقبلة، حيث وبعد أن تحرك سكان مدينة مغنية وغلقهم للطريق السيار قام أصحاب الشاحنات بغلق مدخل الغزوات في محاولة لإعادة التوتر إلى هذه المنطقة الهادئة التي سبق وأن عاشت حالة من الفوضى خلال شهر أوت من سنة 2009ودفعت المدينة ثمنا غاليا بتخريب منشآتها وسجن شلة من أبنائها. وأشارت مصادر أمنية أن أطرافا سياسية فعالة تسعى لزرع الفتنة مابين سكان الحدود والحلابة، حيث كانت البداية من مدينة مغنية أين أقدم العشرات من سكان مغنية وقرية البطيم على قطع الطريق السيار شرق غرب على مستوى قرية البطيم مطالبين بتدخل السلطات لوقف نزيف التهريب الذي أضحى يهدد سمعتهم في ظل وجود أكثر من 7000سيارة تستغل في تهريب الوقود أغلبها قادمة من ولايات أخرى،حسب ما أشار إليه رئيس جمعية حي الحمري، الذي أكد أن شاحنات تشتغل بالشريط الحدودي في تهريب الوقود قادمة من ولايات أخرى على غرار بجاية، الأغواط، الشلف والمسيلة وتسيير بوثائق ولايات أخرى، في حين أن سمعة المدينة ارتبطت بتهريب الوقود والمخدرات في الوقت الذي يمارسه غرباء عن المدينة. وقد استمرت عملية الغلق أكثر من 4ساعات ما أدى إلى احتجاز أكثر من 500سيارة في الجزء الرابط مابين بوغرارة ومغنية، مما أجبر مصالح الدرك الوطني لمغنية على التدخل، لتتمكن من إخماد ثورة الغاضبين وفتح الطريق السيار في وجه المارة مع تشديد الرقابة على الشاحنات، من جهة أخرى وردا على هذه النقطة قامت هذه الأطراف بشحن أصحاب الشاحنات بحكم أن من حقهم التنقل وفقا للدستور مادام لديهم وثائق رسمية تسمح لهم بالتنقل قام أصحاب الشاحنات بغلق مدخل مدينة الغزوات على الطريق الوطني رقم 98كما قاموا بغلق الطريق المؤدي لندرومة على مستوى الخريبة،المحتجون الذين شلوا حركة المرور طالبوا من السلطات السماح لهم بالمرور خاصة وأنهم محرومون من ولوج مدينة الغزوات نهار ا منذ أوت من سنة 2009بعد حادثة مقتل 15 شخصا من عائلة واحدة بعد إصطدام سيارة لنقل المسافرين بشاحنة محملة بالرمل ما أدى إلى احتجاجات عارمة تسببت في حرق مدينة الغزوات وتخريب عدة منشآت المحتجون أكدوا أنهم يملكون وثائق رسمية من سجيلات تجارية وشاحنات مطابقة للمقاييس فلماذا يحرمون من حق المرور وكيف يمنع أصحاب المناطق الحدودية من شراء الشاحنات وتنقلها،هذا وفور غلقهم للطريق تدخلت مصالح الأمن التي حولت المارة عبر منطقة سيدي أعمر في حين فتح رئيس الدائرة حوارا مع المحتجين بمقر أمن دائرة الغزوات إنتهى بفتح الطريق فيما تبقى بوادر الاحتجاج قائمة وأمام الوضع المهدد بعود الاحتجاجات أصبح لزوما على والي الولاية بالتدخل لإرغام أصحاب المحطات ومصالح الأمن على تسقيف عملية التزويد بالوقود للسيارات والشاحنات لتفادي عودة الصراع من جديد خاصة وأنه سبق وأن أصدر تعليمة سنة 2009 لتسقيف التزويد بالوقود إلى 600دج كأقصى حد وهي تعليمة من شأنها أن توقف التهريب وتحمي سكان الحدود من مخاطر الشاحنات لكن هذه التعليمة ورغم تعليقها في مختلف المحطات إلا أن الموزعين ضربوا بها عرض الحائط وحتى مصالح الرقابة تخلت عن دورها في الرقابة ما أعاد الصراعات من جديد في وقت تمر الجزائر فيه بوقت عصيب يتطلب الحكمة واليقضة لتفادي أحدات الجوار التي أتت على الأخضر واليابس. تلمسان :سعدية أحلام