توسعت دائرة الغاضبين على أحمد أويحيى،الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، ووصل الأمر هذه المرة، إلى أحد الرجالات المعروفين بثقلهم وأقدميتهم في الحزب، وهو وزير الصحة الأسبق، البروفيسور يحيى قيدوم. فقد أفضى الاجتماع الذي ضم أمس، قادة أركان حركة إنقاذ الأرندي، بالعاصمة، وهم رئيس بلدية الجزائر الوسطى، سابقا، الطيب زيتوني، والأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نورية حفصي، والنائب السابق، بلقاسم بن حصير.. إلى الاتفاق على تعيين البروفيسور يحيى قيدوم، منسقا لحركة إنقاذ الأرندي. وكان خصوم أمين عام الأرندي، قد حاولوا الاجتماع بأحد مطاعم ديوان رياض الفتح بالعاصمة، غير أن مصالح ولاية الجزائر، منعتهم بحجة عدم توفرهم على تصريح بالاجتماع، الأمر الذي اضطرهم إلى التنقل إلى مكان آخر، وهو ما حصل. ويعتبر تعيين الوزير الأسبق على رأس الهيئة المعارضة لقيادة التجمع الوطني الديمقراطي، تطورا نوعيا في فصول الصراع الدائر بين الوزير الأول المقال وخصومه، الذين أعلنوا تمردهم احتجاجا على ما وصفوه غياب التقاليد الديمقراطية، واختفاء الأسلوب المؤسساتي في تسيير ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد. ويأتي هذا المعطى في وقت يحضر فيه التجمع الوطني الديمقراطي، لإطلاق حملته الانتخابية للمحليات المرتقبة في نهاية الشهر الجاري، ما يعني أن الشكوك ستتسرب إلى صفوف الجناح الموالي للأمين العام، الذي يعيش واحدة من أصعب فترات حياته السياسية، والتي لا تضاهيها سوى تلك الأيام العصيبة التي مر بها في مطلع الألفية الثانية، والتي كادت تودي بحياته السياسية، لولا تدخل جهات عليا لإنقاذه. وتبدو الأيام المقبلة في غير صالح القيادة الحالية للتجمع الوطني الديمقراطي، بالنظر للظروف التنظيمية التي يعيشها الحزب، ومن دون شك أن يؤدي ذلك إلى التأثير السلبي على نتائج الأرندي في الانتخابات المحلية المقبلة، فخصوم الأمين العام وإن لم يشاركوا بقوائم خاصة بهم في الاستحقاق المقبل لاعتبارات تكتيكية، إلا أنهم يؤكدون أن الكثير من رجالهم ترشحوا في قوائم الحزب، وهم مستعدون لاعلان التحاقهم بالمعارضة بعد ترسيم حصولهم على مقاعد في المجالس البلدية والولائية. وينتظر أن تزداد متاعب أحمد اويحيى، بعد 29 نوفمبر المقبل بشكل قد يضع مستقبله على رأس "الأرندي" على كف عفريت، في حال تعرض الحزب مرة أخرى لانتكاسة في الاستحقاق المقبل، على غرار ما حصل له في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويبقى هذا الاحتمال وارد، ما دام أن الحزب سيدخل الحملة الانتخابية بصفوف ممزقة ومشتتة، ما يزيد من تذمر الكثير من مناضلي ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد، ويدفعهم إلى النأي بأنفسهم عن مكاتب الاقتراع بعد ما يقارب الثلاثة اسابيع. عمراني. ب