فادت مصادر متطابقة أن أحد الإرهابيين التائبين الذي سلم نفسه لمصالح أمن ولاية بومرداس كشف مؤخرا أن الجماعة السلفية للدعوة و القتال التي يتزعمها الأمير الوطني " عبد المالك درودكال " المدعو " مصعب أبو الودود " تعيش أسوأ أيامها منذ بداية النشاط الإرهابي في الجزائر مطلع التسعينيات، مؤكدا أن التنظيم الإرهابي يواجه أزمة داخلية حادة و أن عناصره تقتتل فيما بينها. فمن جهة يرجع السبب إلى فقدان الثقة بين العناصر الإرهابية خاصة بعد تدهور العلاقة بين مختلف الكتائب و السرايا نتيجة غياب التنسيق و التواصل بما فيها انقطاع التواصل بين الأمراء و العناصر الإرهابية البسيطة و اكتفاء العمل بتنفيذ الإرهابي للأوامر الصادرة من الأمراء فقط دون استشارتهم و لا إعلامهم بمخططات التنظيم الإرهابي. ومن جهة أخرى بسبب الحصار و الطوق الأمني الذي فرضته مختلف تشكيلات قوات الأمن لاسيما بالمناطق الشرقية و الجنوبية الشرقية لولاية بومرداس على غرار بلديات دلس،سيدي داوود ،سيدي علي بوناب، تيمزريت، الثنية، سي مصطفى، يسر مما عرقل تحركات العناصر الإرهابية و أدى إلى تراجع العمليات الإجرامية. كما اعترف الإرهابي التائب بنجاح المخطط الأمني الجديد في العديد من المناطق بعدما توصلت قوات الأمن المختلفة إلى وضع حد للعديد من شبكات الدعم و الإسناد مما تسبب في عزل العناصر الإرهابية في الجبال و حرمانها من التمويل بالمؤونة و المعلومات. وفي السياق ذاته و حسب المصدر ذاته فان العديد من العناصر الإرهابية في الجبال تعاني من أمراض مختلفة و غريبة أودت بحياة الكثير منهم بسبب انعدام الأغذية والأودية و أكثر من ذلك فالتنظيم الإرهابي صدر قرارا بمنع الإرهابيين الناشطين في الجبال من الاطلاع على وسائل الإعلام لاسيما منها الصحف بهدف عزلها و مواجهة الحرب التي تشنها ضد التنظيم الإرهابي و خاصة لمنعها من الاطلاع على دعاوي و فتاوي شيوخ و دعاة الإسلام الذين يدعون الإرهابيين إلى التوبة و التخلي عن العمل المسلح و ترك الجبل لاسيما مؤسس الجماعة السلفية للدعوة و القتال " حسان حطاب " الذي استجاب لميثاق السلم و المصالحة الوطنية الذي أقنع الكثير من الإرهابيين بترك السلاح . و ما زاد من تأزم أوضاع تنظيم " درودكال " هو عجزه عن تجنيد عناصر جديدة في صفوفه ما وصفه في مشكل حاد يتمثل في تراجع عدد العناصر الإرهابية في الجبال خصوصا مع قضاء قوات الأمن على العديد منهم و استسلام آخرين. الاقتتال بين العناصر الإرهابية ببومرداس يبلغ ذروته جانب أخر كشف عنه الإرهابي التائب أن العناصر الإرهابية في الجبال تدخل في الكثير من الأحيان في صراعات دائمة تصل أحيانا إلى حد الاقتتال نتيجة انعدام الثقة فيما بينها.و قد وقعت الجماعات الإرهابية النشطة في سرية سيدي علي بوناب مع العناصر الناشطة تحت لواء سرية " بوشاقور " في اشتباك عنيف وقع بغابة سيدي علي بوناب بأعالي بلدية الناصرية شرق ولاية بومرداس بعد أن تبادل الطرفين إطلاق النار دامت حوالي ربع ساعة باستخدام أسلحة " كلاشينكوف " و بنادق الصيد. و حسب المعلومات المتوفرة لدينا فان الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الاقتتال فيما بينهما هو تسرب معلومات وسط العناصر الإرهابية عن استعداد عدد معتبر من الجهات الإرهابية الناشطة تحت لواء سرية " سيدي علي بوناب " لتسليم أنفسهم لمصالح الأمن و هو ما يعد نهاية وشيكة لتنظيم " درودكال " الذي يعيش هو الأخر انقلاب ضده.