تلقى تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' تحت إمارة ''عبد المالك درودكال'' والمدعو ''مصعب عبد الودود''، ضربات عسكرية موجعة منذ بداية السنة الجارية. سواء بالقضاء على أبرز أمراء التنظيم وتفكيك شبكات الدعم والإسناد لها، أو إقدام العديد من أتباعه إتخاذ أسلوب التوبة والعدول عن قرار مواصلة العمل المسلح تحت إمارته. وتعد ولاية بومرداس المصنفة ضمن المنطقة الثانية والمشكلة لمثلث الموت مع ولايتي البويرة وتيزي وزو، أكبر منطقة لنشاط الجماعات الإرهابية، أين تنشط فيها أكثر من 5 كتائب وسريا، وكل كتيبة وسرية ينشط بها أكثر من 20 إرهابيا، غير أن مصادر ذات صلة مباشرة بالملف الأمني ببومرداس، كشفت ل ''النهار''أن تنظيم ''القاعدة'' يعيش في أيامه الأخيرة، بعد أن سلم أكثر من 15 ارهابيا نفسه لمصالح الأمن واستعداد العديد منهم لذلك في أي وقت ممكن، وكذا بعد أن تمكنت قوات الجيش الشعبي الوطني خلال عملياتها التمشيطية الواسعة النطاق والناجحة في أغلبها، بالقضاء على أبرز أمراء الجماعة و تفكيك أكبر شبكات الدعم والإسناد لها. وهو ما يعد رقما قياسيا حققته أجهزة الأمن المختلفة والمشتركة في مكافحة الإرهاب، في ظرف 3 أشهر فقط. وحسب ذات المصادر؛ فإن ولاية بومرداس شهدت تسليم أخطر الأمراء و الذي يعد واحد من مرافقي وأتباع ''درودكال'' نفسه، لمصالح الأمن، ويتعلق الأمر بأمير كتيبة الأنصار ''علي بن تواتي''، المدعو ''أمين أبو تمام'' المنحدر من مدينة ''دلس''شرق الولاية، ثم تلته سلسلة من التوبة في صفوف العناصر الإرهابية الأخرى، الذين أقنعتهم حسب مصادرنا- عائلاتهم بالعدول عن العمل الإرهابي، والعودة إلى حضن المجتمع. ومن بين بلديات ولاية بومرداس التي عرفت عملية التوبة في صفوف الإرهابين الناشطين بها، نجد ببلدية ''بني عمران'' ارهابيين تائبين،''عمال'' بها إرهابي تائب، و3 آخرين ببلدية'' زموري ''، 2 من ''خميس الخشنة'' و ببلديات'' بغلية'' و''سيدي داود''، و آخرها كان تسليم 3 إرهابين أنفسهم لمصالح الأمن، حاملين معهم 3 أسلحة من نوع ''كلاشينكوف''، وذلك الثلاثاء الفارط ببلدية بن شود دائرة دلس. بالمقابل انتهج تنظيم ''درودكال'' مؤخرا، سياسة'' التصفية الجسدية''التي تبناها في سنوات التسعينات، وراح ضحيتها المئات من الإرهابين ''المرتدين''-حسب وصفه لهم- غير أنه عاد لنفس الأسلوب في حق صفوف مجندة، بعد أن فقد الثقة فيهم، حيث كشف'' تائبون '' أن''درودكال''، قد كلف إرهابيين آخرين بترصد تحركات البعض منهم، ممن تأثروا بنداء الأمير السابق لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال المدعو ''حسان حطاب''، بعد أن فكروا في تطليق العمل المسلح والنزول من الجبل. وقد أفادت ذات المصادر؛ أن قادة الجماعة الإرهابية، قد عمدت إلى تصفية العديد من عناصرها، حيث عرفت ولاية بومرداس 9 عمليات تصفية في حق إرهابيين، لأسباب مرتبطة أساسا بمعارضة الأوامر والانضواء تحت لواء السلم والمصالحة الوطنية، وذلك في كل من غابات ساحل بوبرك، سيدي علي بوناب وشعبة العامر، في حين تبقى هوياتهم مجهولة نظرا لأن الأماكن التي تم دفنهم فيها، تبقى هي الأخرى مجهولة. وترجح مصادرنا أن حصيلة التائبين سترتفع أكثر بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، خاصة في حالة فوز المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، الذي وعد كل الإرهابيين التائبين بالاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.