يستعد سكان غزة للاحتفال بالذكرى 25 لتأسيس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل المتوقع ان يزور القطاع الساحلي للمرة الاولى منذ عشرات السنين. ويجري على قدم وساق الاستعداد للاحتفالات المقبلة التي تنظم يوم الجمعة (7 ديسمبر) برغم الطقس البارد. واقيمت منصة خشبية كبيرة. وخرج كثيرون من سكان غزة لمشاهدة الاستعدادات وعبروا عن املهم في ان ينتهي الخلاف المرير بين حماس وحركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية. وتأتي الزيارة المتوقعة لمشعل في اطار مسعى اكبر في عملية المصالحة. وتولى مشعل (56 عاما) زعامة حماس بعد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي والشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة عام 2004. وبعد ان قتل الاثنان في غزة يقود مشعل الحركة من المنفى حيث الاوضاع أهدأ نسبيا. ووافقت اسرائيل وحماس على وقف لاطلاق النار توسطت فيه مصر الشهر الماضي لانهاء ثمانية ايام من القتال. وشنت اسرائيل هجومها الجوي يوم 14 نوفمبر تشرين الثاني بهدف معلن هو منع النشطاء من اطلاق الصواريخ على بلداتها ومدنها الجنوبية. وصعدت الاسهم السياسية لمشعل بشدة بعدما قاد الفريق الفلسطيني الذي يتفاوض على وقف اطلاق النار بوساطة مصرية. ولا يقبل مشعل فكرة اتفاق سلام دائم مع اسرائيل لكنه يقول ان حماس قد تقبل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية كحل مؤقت مقابل هدنة طويلة الامد. ولد مشعل في سلواد القريبة من مدينة رام الله بالضفة الغربية وقاد حماس خلال الاضطرابات التي أطلقتها انتفاضات الربيع العربي وأبدى ما وصفه رفاقه بمهارات دبلوماسية بارعة لتجاوز الأوضاع. ونجا مشعل من محاولة اسرائيلية لاغتياله عام 1997 عندما حقنه ضابطا مخابرات بالسم في وضح النهار في شارع خارج مكتبه في العاصمة الاردنية. واغضب الهجوم العاهل الاردني الراحل الملك حسين الذي توعد بشنق الضابطين الاسرائيليين اذا لم يتم تسليم ترياق لهذا السم. وانصاعت الحكومة الاسرائيلية التي شعرت بالحرج من الواقعة. وفي حين اجبرت الازمة في سوريا قيادة حماس في المنفى على التخلي عن دمشق كقاعدة لها فقد خرجت حماس فيما يبدو بأصدقاء جدد بينهم مصر التي يقودها الاسلاميون. وحتى في ظل قطع حماس علاقاتها مع سوريا يحافظ مشعل على العلاقات مع إيران احد الحلفاء الرئيسيين للاسد. واستغل مشعل خطبه الاخيرة اثناء صراع غزة ليدعو مرة اخرى الى اتخاذ خطوات نحو المصالحة ومنها اصلاح منظمة التحرير الفلسطينية والتحرك صوب وضع استراتيجية مشتركة للقضية الفلسطينية.