لازالت قطعان الخنازير تواصل إحكام سيطرتها على البوادي والقرى بعين تيموشنت ، ملحقة أضرارا فادحة بمختلف المزروعات والحقول التي تحول بعضها إلى خراب بفعل هجمات هذا الحيوان المفترس .وفي غياب أي حملة منظمة لصيد الحيوان المذكور فقد تحول هذا الأخير إلى طاعون يفتك بالأخضر واليابس إذ لم يستثن حتى البشر الذين أصبحوا يحسبون ألف حساب لتحركاتهم خاصة خلال الفترة الليلية مخافة الوقوع في فخ خنزير هائج تجنبا لأي ضرر قد تلحقه بهم قطعان الخنازير التي أصبحت تتجول في الحقول والطرقات في وضح النهار بل وترعى كالأغنام والأبقار بعد أن استأنست بالجنس البشري بل وحتى بالكلاب التي لم تعد تولي لنباحها اعتبارا ليسقط بذلك آخر سلاح كان يستنجد به سكان البوادي التيموشنتية في مواجهة هذا الحيوان المارد . هذا ولا يبدو بأن التيموشنتيين سيتخلصون من خطر الخنازير قريبا سيما بعد أن فقد هؤلاء خيط الأمل الرفيع الذي كانوا متمسكين به بخصوص إمكانية استرجاعهم لبنادق الصيد التي سبق وأن أودعوها لدى المصالح الأمنية مع بداية التسعينيات وهو ما جعل سكان القرى التيموشنتية يستسلمون للأمر الواقع منتظرين هدية من السماء قد تخلصهم من هذا الضيف غير المرغوب والذي حرمهم من أهم نشاط تقوم عليه الحياة الريفية وهو الزراعة بل وجعل حياتهم في خطر خاصة في ظل الأمراض الخطيرة التي قد تحملها لهم قطعان الخنازير خلال فصل الشتاء وما أكثرها .