أصبحت قطعان الخنازير وماتصنعه يوميا من أعاجيب حديث العام والخاص في القرى والبوادي الجيجلية وذلك ظل التزايد الرهيب لهذا الحيوان المفترس الذي أتى على الأخضر واليابس محولا مزارع وحقول بأكملها الى خراب ، ويظهر أن قطعان "الحلوف" التي أضحت تجوب الطرقات في وضح النهار وكأنها في محميات خاصة لم يكفيها الخراب الذي ألحقته بمزارعي عاصمة الكورنيش بل أضحت تبحث هي الأخرى عن مساكن آمنة تقيها برودة الطقس وحره بدليل استلائها على العديد من المنازل المهجورة بقرية محسن التابعة لبلدية برج الطهر محولة اياها الى مستودعات لوضع صغارها الى درجة أن بعض سكان القرية المذكورة الذين شرعوا في العودة الى بيوتهم بعد تحسن الوضع الأمني وجدوا صعوبة بالغة في تحرير مساكنهم من قبضة هذه الخنازير التي سرعان ماتعود الى أماكنها يقول هؤلاء السكان بمجرد أن يعسعس الليل ، والغريب أن كل الحلول التي لجأ اليها المعنيون للتخلص من هذا الضيف الثقيل لم تعد تجدي نفعا بعد أن تعايش هذا الأخير مع كل شيئ بما في ذلك الكلاب التي لم يعد يقيم لنباحها وزنا .