بعدما كانوا الى وقت ليس ببعيد يبحثون عنها في الحدائق العمومية والغابات باتت الخنازير هي التي تبحث عن سكان القرى وحتى الحواضر الجيجلية بعد أن تحولت في الآونة الأخيرة الى جزء من الديكور اليومي للعديد من القرى والأرياف وحتى المدن الى درجة أنها أضحت تتجول في الطرقات بكل حرية وفي وضح النهار . ولم تكتف قطعان الخنازير التي تضاعفت أعدادها بشكل مذهل في ظل توقف عملية صيدها منذ منتصف التسعينيات بمهاجمة الحقول والمزارع بمختلف القرى الجيجلية ملحقة بها أضرارا جسيمة بل تجرأت في الكثير من المناطق على مهاجمة بعض البيوت بشهادة العديد من المواطنين الذين تحدثوا "لآخر ساعة" محدثة هلعا كبيرا وسط سكان هذه القرى وخاصة النساء والأطفال الذين وجدوا أنفسهم ملزمين على الإنصياع لحضر التجول الذي تفرضه هذه الخنازير منذ غروب الشمس الى غاية طلوع شمس اليوم الموالي . وعلاوة على تخريبها الكلي للعديد من المزارع فقد باتت قطعان الخنازير تشكل خطرا محدقا على سكان القرى الجيجلية وخاصة أطفال المدارس الذين يقطنون بالمناطق النائية والذين عادة مايسلكون طرقا وعرة وسط الغابات والأحراش من أجل الإلتحاق بمدارسهم وهو مادفع ببعض الأولياء الى منع أبنائهم من مغادرة بيوتهم خاصة في الأيام الماطرة والتي يتأخر فيها بزوغ ضوء الشمس مخافة تعرضهم لهجوم مفاجئ من قبل الخنازير سيما بعد تسجيل عدة حالات مماثلة على مستوى العديد من القرى وآخرها تلك التي ذهب ضحيتها شيخ في السبعين من العمر على مستوى احدى قرى بلدية الجمعة بني حبيبي حيث نجا هذا الأخير من الموت بأعجوبة كبيرة بعد محاصرته من قبل مجموعة من الخنازير عندما كان في طريقه الى مزرعته التي لاتبعد كثيرا عن منزله . وا يزاء هذه الوضعية التي باتت تنذر بالأسوأ في ظل الإرتفاع الرهيب في أعداد الخنازير لم يتوان العديد من المواطنين الذين أودعوا بنادقهم لدى المصالح الأمنية مع بداية التسعينيات أو بالأحرى مع بداية الأزمة الأمنية في المطالبة باسترجاع أسلحتهم التي تبقى برأيهم الحل الوحيد للقضاء على قطعان الخنازير التي عاثت فسادا في مزارعهم وحقولهم خاصة في ظل تحسن الظروف الأمنية وزوال الأسباب التي دفعت بالسلطات الى مصادرة الأسلحة المذكورة . م/ مسعود